لم يتوقف الكلام عن حلب طوال الأيام الماضية... وسائل الإعلام الغربية والإقليمية والعربية وهذه عادة تنقل عن الأولى كلها ملأت الدنيا ضجيجاً عما وصفته بمجزرة نفذتها هناك كما يعمدون أن يقولوا قوات بشار الأسد... التى لم تكن يوماً قوات لرئيس وإنما هى قوات الجيش العربى السورى.. جيش الشعب والدولة.. صراخ وعويل ملأ الدنيا عن الضحايا من المدنيين والأطفال وحتى المرضى الذين قضوا فى قصف لمشفى، «زعم» هذا الإعلام ونقله عنهم آلاف المواطنين فى منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى وبتسليم يفضح حقيقة أننا أمة يعوزها الوعى وحسن الإدراك والقدرة على الحساب وإلى حد يشل لديها وظائف التفكير أن من نفذه هو الجيش الوطنى...
وصحيح أنه فى الحروب لا مفر من سقوط ضحايا من المدنيين لكن من الذى قال بأن من قصف مشفى حلب هو الجيش السورى.. ومن الذى كانت لديه القدرة على الفصل ما بين أمطار من القذائف الصاروخية والمدفعية والمستمرة بلا انقطاع منذ أكثر من أسبوع كامل يستهدف بها إرهابيى النصرة وجيش الإسلام وغيرهما من جماعات الخوارج ريف حلب وأقسام من أحيائها.. وما يوجهه إلى تجمعاتها الجيش السورى ليحدد المسئولية فى جيش الشعب..
و لنستفتي عقولنا هل يصح أن جيشا وطنيا يجمع نسيجه فى مكونه كل أطياف الشعب السورى على اختلاف وتنوع دياناتهم ومذاهبهم، يقدم وهو بصدد تنفيذ أكبر عملية لتحرير المحافظة الأهم بعد العاصمة، ويحتاج لتحقيق أهدافه إلى كل دعم ممكن من أهل هذه المحافظة الواقعة أقسام كبرى منها تحت أسر جماعات القتل والخراب، «على» تنفيذ عمليات استهداف للمدنيين الذين يطلب نصرتهم، وهل يستبيح ضباط وأفراد الجيش السورى كله دماء ذويهم فى حلب على النحو الذى يسوق علينا !!
الحاصل أن معركة تحرير حلب وإعادة السيطرة الكاملة عليها للدولة السورية بدأت.. وهذا بعد هزيمة داعش فى عملية تحرير تدمر لا يرضى عنه كل أعداء سوريا.. وهم يردون شيطنة الجيش العربى السورى والدولة السورية بنظر العالم، لإيجاد المبرر لمواجهة أكثر شراسة وللاستمرار بدعم كل جماعات الإرهاب والمرتزقة الأجانب تمويلاً وتسليحاً وتدريباً.. الذى قتل المدنيين فى مشفى حلب ليس الجيش السورى وإنما الجماعات التى تمطر حلب عشوائياً بقذائف الهاون.
وأخيراً ليس أمام الدولة السورية إلا تحرير حلب وإنقاذها من جماعات الكفر.. والحق أنه لا سبيل لتحقيق ذلك إلا ويمر بالدم.. هذه هى طبيعة الحروب.. والحرب فى سوريا هى حرب وجود..