كل الحكومات اشبعتنا حديثاً عن النهضة المنتظرة فى سيناء و كيف انها ستصبح هونج كونج تارة وسنغافورة تارة اخرى وشنغهاى الجديدة نظرا لما تملكه من مساحات واسعة وكنوز ومعادن ومناخ مناسب وايدى عاملة كثيفة وارض صالحة للزراعة بما يتيح لها انتاج جميع انواع الفواكه والخضر والزهور.
كل الامانى كانت معبدة والحكومات تعتمد فى ميزانيتها ركنا خاصا لتنمية سيناء على مدار عمرها بعد تحريرها عام ١٩٨٢ ولكن خاب ظن الناس وبقيت سيناء كما هى وتحطمت الامانى ولم تخرج لنا الأرض من كنوزها شيئا يذكر سوى القليل جدا.
لم نر المصانع والمشروعات التى تحدثت عنها الحكومات. لم نر كنوز سيناء لتخرج من تحت الارض لترى النور وتدعم ميزانية الدولة وتنشر الرخاء.
أما اليوم فهو عيد ربيع سيناء بحق وصدق فقد تحركت المياه عبر سحارة سرابيوم لتروى الارض العطشانة فى سيناء بعد غياب طويل.
اليوم جاءت استثمارات حقيقية تقدر بالمليارات من الدولارات لتنمية هذه البقعة المباركة. اليوم يتم إنشاء جامعة فى العريش وفى الطور تختص بالعلوم التكنولوجية والعلوم المناسبة لسيناء.
اليوم يمكننا ان نتحدث عن زراعة مساحات كبيرة من الاراضى فى أرجاء سيناء فى الشمال والجنوب والوسط.
سيناء الأبية طوال سنين من هجمات الاعداء الذين جاءوا لغزوها تمضى قدما فى صد الهجمات الارهابية وأهلها يقدمون جميع صور التعاون مع جيشها وشرطتها من اجل القضاء على هذا الاحتلال البغيض.
الدماء الزكية التى تسيل على ارض سيناء انما هى شعلة تنير لأهلها طريق التنمية بيد تحمل السلاح ويد تعمر فى الارض.
سيناء الحلم الذى راود الكثير وكانت وما زالت طمعا لبنى صهيون اصبحت الان فى ظل القيادة السياسية تنعم بالخير والاستقرار رغم محاولات البعض ارتكاب جرائم ارهابية. سيناء تنظر للأعداء بفخر وعزة فهى الان تستعد لارتداء ثوب التنمية خاصة مع تنمية محور قناة السويس وانشاء موانيء وانفاق جديدة واصلاح البنية التحتية للموانئ الموجودة بالخدمة لرفع كفاءتها مما يساعد فى دفع حركة التجارة العالمية.
اتمنى ان ارى فى القريب العاجل صناعات وزراعات تخرج من الايدى السيناوية الى العالم ليرى بنفسه عنوان سيناء الجديدة فى مصر التنمية الزاهرة.
أهالينا فى سيناء.. يد التعمير لا تقل ضراوة عن يد تطهير الارض من الارهاب فكلاهما دافع للخير للاهل والوطن.
علينا ان نحمل لواء الدعوة للمواطنين للذهاب الى سيناء للوقوف مع ابنائها فى صف معركة القضاء على الارهاب ومعركة التنمية فكلنا اهل ونحمل لقب «المصريين أهمه حيوية وعزم وقوة».
آن الأوان أن نرى مآذن المصانع واستخراج الثروة المعدنية وامتزاج اللون الاخضر مع اللون الاصفر فى صياغة زراعية مكتوبة بعرق الفلاحين والمواطنين لتخرج لنا النبات والزرع.
عقارب الساعة بدأت فى الدوران وعلينا ان نسابق الزمن لتعويض سيناء عن سنين المرار بعد الاحتلال وسنين الاهمال من الحكومات حتى تعود كما كانت من قبل سلة غذاء للعالم.
الآن علينا ان نبعث برسالة الى شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم من اجل تراب هذه الارض المباركة باننا بدأنا نفى بعهدنا لهم وان قطار التنمية بدأ بمساهمة من اخواننا العرب الذين جاءوا لتنمية سيناء معنا.
إنها سيناء التى جمعت الامة العربية والاسلامية لتحريرها تجمعهم الان فى التنمية.