هو الدويتو ده
هو الدويتو ده


فرفش كده | هو الدويتو ده

أحمد عباس

الخميس، 16 سبتمبر 2021 - 06:20 م

وباعتبارى -من وجهة نظره- مارقا مرتدا لا أمان لى ولا يجب أن أكون ضمن دائرته المغلقة، ذلك أننى أبدل أرائى فى الشخوص والأشياء والمواقف والأحداث، ويكفى أننى أعمل باعلام الفترتين السابقة والراهنة - من وجهة نظره أيضًا- لأكون موصوما بما لا يطيقه رجل، فماذا إذن إذا كان عملى لدى صحيفة قومية!.. فهذه أم النوائب، فأقل ما يمكن وصفى به أننى خارج عن الملة..

ولكن أى ملة!


المهم أن كل هذه المصائب تجمعت بي، وجميعها يضاعف الاحساس بعدم الأمان والطمأنينة ولا يخلق بيننا حوارا، ولا وألف لا لاجتماعنا على طاولة واحدة، فهذا من المستحيلات الأربعة، حتى لو لم نعرف ماهى الثلاثة مستحيلات السابقة. فى ظرف عادى صحيح ماكان لنا أن نجتمع لولا أننى من مستوطنى وسط البلد بحكم عملى بهذه الجريدة القومية.


كل ذلك سمعته قبل سريان تلك القشعريرة فى بدنه الذى لم يشم ماء الحموم منذ أسابيع طويلة، وبفعل تنميلة هادئة اجتاحت جسده بعد زجاجة رابعة من شراب الشعير المنفوح بجرعة 5% كحول، انتابته جرأة غير مبررة وسحب كرسيا خشبيا قديما وجلس أمامى دون استئذان، وبصوت جهورى سألنى:


انت بتعمل ايه هنا، ايه اللى جايبك عندنا!، سألنى كما لو أنه وجدنى فجأة فى فسحة بيتهم ساعة عصارى.


عندكم!، أنا فى مقهى عمومى يا رفيق، وهذا شأنى بالكلية، أجلس أينما راق لي، وأنسحب حين أحب، أليست حرية الحركة مكفولة!


هرش فى شعره الذى لم ير  تمشيطا منذ بدء الخليقة تقريبًا، وتساءل: حرية.. يا أخى أنا مش عارف بتجيبوا البجاحة دى منين، يعنى مش كفاية اللى بتقولوه للناس!


نعم حرية، وهذه البجاحة تأتينا عادة من الأرذال، هؤلاء الذين يقتحمون جلسات الغير دون وجه حق ويفرضون أنفسهم فجأة، ويبدأون المناهدة، لكن دعنا نتجاوز ذلك ولنتحدث فى صلب الموضوع، ما الذى يغضبك فيما نقول، ومن «نحن» الذى تعنيها أصلا، ثم ولنقل نحن ما نشاء وتقل أنت مايروق لك، والأشطر هو من يستطيع القول أصلا.


استدعى خصلة متجلدة من شعر صدره فى هرشة واحدة، وقال:


انتم يعنى انتم، اللى بتوهونا بحاجات تشغلونا بيها عن الحقيقة.


فسألته: اذن أى حاجات تعني.


فرد بنطاعة: فسر لى يعنى موقف البرنامج الذى ظهر به المخرج الشهير ذو الفيديو المثير.


فسألته: هل تعرف عن برنامج تكافل وكرامة؟


قال: سمعت حاجة عن الرجل الذى باع أطفاله!


فسألته: تعرف ايه الترند!


فقال والست اللى قتلت عشيقها بمساعدة جوزها.. تقول فيها ايه!


فسألته: هل شاهدت د. مايا مرسى لما كانت تتحدث فى اطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية فى مصر الأسبوع الماضي؟


فقال: الأمم المتحدة تقول اللى هى عايزة تقوله، أنما أنا.. أنا الشعب، وبعدين ايه التقرير ده!


فأجبته: المسير والمسار.


فرد بينما كان يحاول السيطرة على بحلقة عينيه التى يحاول بالكاد فنجلتهما:


أنا طول عمرى مابقلقش غير منه.. ثم أصابته زغطة وصمت.


فسألته: وما هو ذلك الذى يقلقك يا رفيق!


فقال: ها!.. آه آه.. هو ده الزواج المسيار. ثم سقط مغشيا عليه وهو يرفع يده ويزعق كأنه يقود مظاهرة:


فلنحتسى الجعة، وكررها.. فلنحتسى الجعة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة