عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

لا يكفى !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 16 سبتمبر 2021 - 06:37 م

 

على غير رغبة إثيوبيا اصدر مجلس الأمن بعد طول انتظار بيانا رئاسيا حول مشكلة السد الإثيوبى .. فقد طالب وزير الرى الإثيوبى أعضاء المجلس قبل شهور بعدم تبديد وقتهم فى مناقشة امر السد عندما لجأت كل من مصر والسودان إليه ، بعد أن صار التعنت الإثيوبى فى هذه المشكلة يهدد الأمن والسلم الدوليين . 
وعلى غير رغبة اثيوببا أيضا طالب بيان مجلس الأمن أطراف المشكلة (مصر وإثيوبيا والسودان) بسرعة العودة إلى مائدة التفاوض للتوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص  ملء وتشغيل السد ، وهو ما تطالب به كل من مصر والسودان منذ سنوات حتى لا يلحق هذا  السد الأذى والضرر بهما كما بيتت إثيوبيا النية على ذلك. 
ولعل هذا يفسر رفض إثيوبيا لبيان مجلس الأمن الذى حاول الإثيوبيون اثناء اعضاء المجلس عن إصداره او اصدار قرار بشأن السد كانت قد اعدته تونس مع المجموعة العربية بدعوى ان المجلس ليس مخولا بالنظر فى نزاعات الأنهار والمياه بين الدول .. ولم تكتف اثيوبيا بإعلان رفضها للبيان فقط ، بل سارعت ايضا برفض اية مطالبات مصرية وسودانية تترتب عليه .. وهكذا يضع الإثيوبيون الحصى فى عجلات عربة مفاوضات السد التى طالب المجلس الإسراع بتحريكها وانطلاقها قبل ان تبدأ وهو ما يُبين ان  الحكومة   الاثيوبية  لم تتخل  بعد عن تعنتها   ومماطلاتها، وأنها  مازالت  تفتقد  الإرادة السياسية للتوصل الى حل  لهذه المشكلة الخطيرة ، رغم المشاكل الداخلية الحادة التى تكاد تعصف بها.  
ولعل هذا يفسر ايضا ترحيب مصر ببيان مجلس الأمن لأنه لم يكتف فقط بدعوة الدول الثلاث للعودة الى التفاوض مجددا وإنما طالبها بأن تتوصل الى اتفاق ملزم وفى وقت زمنى مناسب ، وهذا ما نتمسك به منذ ان قررنا ان نسلك سبيل التفاوض لحل هذه المشكلة ، وظلت اثيوبيا لا تقبل به وتطرح فقط اتفاقا وديا غير ملزم حتى لا تعرض نفسها للمساءلة والحساب اذا خرقته  ، وهو ما يكشف نواياها الواضحة للإضرار بِنَا نحن والسودان بهذا السد الذى تبنيه ،   وليس فقط الاستفادة منه فى توليد الطاقة الكهربائية التى تفتقدها ، وذلك من خلال السيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى تدفق مياهه لنا والسودان . وهذا هو جوهر المشكة وسببها . 
وهكذا أخرج بيان مجلس الامن مشكلة السد من البيات الصيفى الدولى والاقليمى الذى تعرضت له بعد ان اخفقت عملية الملء الثانى للسد التى خططت لها حكومة ابى احمد بسبب مشاكل فنية ، فلم تنجح فى موسم الفيضان هذا العام  سوى فى ملء ربع تقريبا ما كانت تستهدفه فقط .. وإسراع الحكومة الإثيوبية بإعلان رفضها له يجعلنا نستنتج انه وحده لن يكون كافيا لتحريك قطار المفاوضات فى الاتجاه الصحيح الذى دعا اليه بيان مجلس الامن للتوصل فى مدى زمنى مناسب لاتفاق ملزم حول  ملء وتشغيل السد ، وإن كان سيفيد فى فضح التعنت الإثيوبى دوليا .
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة