د.محمد إبراهيم العشماوى
د.محمد إبراهيم العشماوى


على شفير الإلحاد

الأخبار

الخميس، 16 سبتمبر 2021 - 09:23 م

بقلم: د.محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث بجامعة الأزهر

العالَمُ اليومَ مقبلٌ على كارثة حقيقية، ستذيب جميع الحواجز والسدود المقدسة بين البشر - وهى الأديان - لينصهر الجميع فى بوتقة الإنسانية، ويكون التقديس للإنسان لا للأديان، وتسود العالَمَ موجةٌ عاتيةٌ من الإلحاد المدمر. وهم يمهدون لهذه الكارثة بشعارات براقة - بعد أن فشل شعار الحوار بين الأديان - مثل الإنسانية قبل التدين، والإخاء الإنسانى، والسلام العالمى، والسلم المجتمعى، والعيش المشترك، وإلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية، منعا للتمييز على أساس دينى، مع أن هذا ليس تمييزا من النوع المرفوض؛ لأن لكل دين خصوصياته!

والقصد من هذا تمييع الإسلام - الذى هو مصدر الطاقة الإيجابية والقوة النفسية لأتباعه - ليصبح دينا هُلامياً، مطاطاً، متساوقاً، متناغماً مع جميع الأوضاع.
 ونحن واثقون - بفضل الله - فى أن هذه الدعوات لن تنجح، كما لم تنجح دعوات سابقة إلى أديان جديدة، كالقاديانية والبهائية، التى كان من بين مبادئها الدعوة إلى طاعة ولاة الأمور الإنجليز!

إن السلام لن يصنعه إلا أناس متدينون تدينًا حقيقيًا، أما أصحاب التدين المغلوط فهم الذين يصنعون الحروب والانقسامات، فالأَوْلَى أن نقوِّم اعوجاج أتباع كل دين، لا أن نلغى الدين من أجل اعوجاج المتدينين!

وها أنا رجل من أهل الدين أقول: إن الإسلام هو أول دين نادى بالإخاء الإنسانى، والسلام العالمى، والعيش المشترك، وعدم الإكراه فى الدين، واحترام المخالف، ومارسه عملا، ولم يكْتفِ بمجرد الدعوة إليه قولا، فما الجديد الذى جئتم به من وراء هذه الدعوات؛ إلا أن يكون شيئا أكننتموه فى صدوركم؟!
 على أننا لو نظرنا بعين الإنصاف؛ لوجدنا أن الإسلام هو الدين الوحيد - فى العالم - المظلوم من بين جميع الأديان، والموضوع دائما فى قفص الاتهام، وأن المسلمين لم يأخذوا حقوقهم مثلما أخذ حتى الشواذ حقوقهم!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة