عقب العثور على جثة الإيطالى ريجينى هرول النشطاء إلى السفارة الإيطالية بالقاهرة يحملون الشموع، تضامنًا معه لدرجة أن أهل ريجينى لم يتخذوا هذه الخطوات العاجلة بنفس القوة التى هرول بها هؤلاء.. تحول سور السفارة إلى حائط مبكى حيث وضع النشطاء ورودا.. وبعد انتهاء الوقفة تحول هؤلاء إلى كتائب الكترونية مستغلين الجريمة ضد مصر فى كافة المحافل الدولية.
منذ يومين عثر على جثة الشاب المصرى شريف عادل محترقا فى قلب لندن ولم نسمع لهؤلاء النشطاء حسا ولا خبرا ولا تعليقا على شبكات التواصل الاجتماعى التى أشعلوها لريجينى وكأن هذا الشاب المصرى ينتمى لبلاد الواق واق.. قلت ربما لا يريدون صداما مع بريطانيا التى ساندتهم بقوة فى قضية ريجينى ويريدون رد الجميل لها ويقدمون دم حبيب قربانا لها
وبالأمس شهدت الأراضى الليبية مذبحة مروعة راح ضحيتها 30 مصريا على يد عصابة تهريب البشر.. الحادث المروع هز وجدان العالم أجمع إلا هؤلاء النشطاء لم يحرك لهم ساكنا ولم يهرولوا إلى السفارة الليبية ولو من أجل رسالة احتجاج لمعرفة أسباب هذه المذبحة المروعة لشباب تركوا بلدهم وقبلوا العيش فى جحيم ليبيا بحثا عن لقمة عيش.. انتظرت أن تحرك هذه المذبحة مشاعر من ذرفوا الدموع أمام حائط مبكى السفارة الإيطالية من أجل ريجينى لكنى كنت أحلم وتأكدت أن دماء المصريين رخيصة فى عرفهم بينما دماء الأجانب غالية وثمنها غال..
تأكدت كما تأكد غيرى كذب ادعاء النشطاء بأن نوازع إنسانية حركتهم فى قضية الشاب ريجينى الذى عثر على جثته مقتولا.. وأقول لهم لماذا غابت إنسانيتكم أمام مذبحة يشيب لها الولدان ارتكبها ليبيون ضد شباب مصرى خرج للكفاح والعمل من أجل لقمة عيش ؟ ولماذا غابت إنسانيتكم أمام احتراق شاب عثر على جثته محترقا فى بلد الحريات لندن العاصمة المراقب كل شبر فيها بالكاميرات..
ليتنا فى مصر نتعلم ألا نتحول إلى 90 مليون مفتى فى كل المسائل الدينية والسياسية والاستراتيجية بل والقانونية دون أن ندرك أن ما نقوله ربما يعود بالضرر على بلادنا.. صديقى الدكتور مصطفى رجب رئيس بيت العائلة المصرية بلندن قال تعقيبا على حادث الشاب المصرى شريف عادل حبيب ميخائيل، الذى لقى مصرعه محترقا فى أحد الجراجات العامة بلندن إنه لن يستطيع مواطن فى بريطانيا كائنا من كان ولا أى وسيلة إعلامية سواء فى الصحافة أو التليفزيون أن تنشر حرفا عن التحقيقات التى تجريها الشرطة البريطانية « سكوتلاند يارد « وألا يخضع من يفعل ذلك للتحقيق والمساءلة وربما الحبس
..إن عدم تحرك هؤلاء النشطاء ضد بريطانيا صاحبة السجل الأسود فى مجال الحوادث التى يروح ضحيتها مصريون من أبرزهم أشرف مروان والفنانة سعاد حسنى حتى أصبحت لندن تشتهر بعاصمة قتل المصريين، يفضح أكاذيبهم ويؤكد أنهم يعملون من أجل « جيوب الإنسان « !!