القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الاسرائيلي في جلسته التي عقدها السبت ١٧ ابريل ـ ولأول مرة بشأن هضبة الجولان السورية المحتلة باعتبارها جزءا من اسرائيل الي الابد مستبعدا الانسحاب منها تحت أي ظروف .. يؤشر هذا القرار لدلالات خطيرة جدا لا يستوعبها العقل البشري فقد اصبح التحالف الصهيوأمريكي يتحكم في كل شيء علي سطح الكرة الارضية واصبح الصهاينة يقودون العالم إلي الهاوية من خلال قيادتهم أمريكا وأوروبا والانسياق الأعمي لكل من أمريكا وأوروبا وراء الرغبات المحمومة ـ التي لا تتفق مع العقل والمنطق ـ وأعتقد ان اسرائيل بقرارها هذا قد علت علوا كبيرا واذا كان العلو علي قدر القائل وهو الله عز وجل فإن تصرفات الصهاينة فاقت كل الحدود ويعجز العقل البشري عن استيعابها.
لم يعد يحترم الصهاينة أي اتفاقات أو قوانين ويضربون بحقوق الانسان وميثاق الامم المتحدة عرض الحائط ويستبيحون كل المحرمات في كل الاديان ويغتصبون الاراضي ويبنون المستوطنات عليها ويقتلون الأبرياء ويدنسون المقدسات بالاقتحامات اليومية المتكررة لأولي القبلتين وثالث الحرمين المسجد الاقصي الذي بارك الله حوله ـ ويستولون علي الثروات ولا يوجد في هذا العالم من يستطيع ان يقول لاسرائيل مجرد «أف» وفي المقابل يقول الصهاينة للعالم لقد اصبحنا سادة العالم ويقول نتانياهو للعالم كله «أنا ربكم الاعلي» وقد وصلت بجاحة نتانياهو الي مطالبة العالم الاعتراف بقرار مجلس الوزراء الاسرائيلي باعتبار الجولان جزءا لا يتجزأ من اسرائيل.
في المقابل يقف العالم كله متفرجا وتقف أمريكا وأوروبا وراء اسرائيل داعمتين لها لا بل ومشاركتان لها في كل تصرفاتها والدلائل والشواهد لا يتسع المجال لذكرها واذا كان الحق سبحانه وتعالي يقول (وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها وإلي المصير) سورة الجح الآية ٤٨.
فقد بلغ ظلم الصهاينة مداه وعلي مدار التاريخ منذ ان خلق الله الارض ومن عليها لم يبلغ فرد أو جماعة أو شعب مبلغ الظلم الذي وصل اليه الصهاينة ومن مشاهد وعد الآخرة ـ من وجهة نظري - اصرار العراقيين علي التوحد ورفض أي محاصصة طائفية والانخراط تحت اسم العراق. ايضا التقارب المصري السعودي الذي يشكل حاليا القاعدة الصلبة لوحدة عربية مستقبلية حقيقية طال انتظارها.. ايضا من مشاهد وعد الآخرة ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر القمة الاسلامي والذي عقدته منظمة المؤتمر الاسلامي في أنقرة (في الفترة من ١٣ ـ ١٥ ابريل) والذي اكد ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه العالم الاسلامي والتشديد علي اهمية التحالف العسكري الذي تقوده الشقيقة المملكة العربية السعودية ضد خطر الإرهاب وتأكيد خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز اثناء القمة علي اهمية الوقفة الجادة لمنع الطائفية ومنع التدخلات في شئون المنطقة كما اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته التي وجهها للقمة ـ والتي ألقاها نيابة عنه السفير سامح شكري وزير الخارجية ـ علي ان القضية الفلسطينية لاتزال بلا حل رغم انها المحرك الاساسي لإنشاء المنظمة ودعا الي ان يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته نحو اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الامم المتحدة والمرجعيات القانونية الدولية المعروفة.. وعلي الرغم من ان رفض الاتحاد الاوروبي وامريكا الاعتراف بضم اسرائيل للجولان يحمل في طياته سياسة معلنة تختلف عن السياسة الخفية التي تنفذ علي الارض بالفعل الا انه يؤكد خوف حكومات الاتحاد الاوروبي وامريكا من الشعوب في هذه البلدان.