كنت جالسا علي أحد مقاهي نيويورك عندما فوجئت برجل أمريكي يدخل المقهي وهو ينظر لي من فوق لتحت ثم قال:»كان آي سد داون بيسايد يو اند يو بيي اول ماي درنكز»؟والترجمة هي ممكن أقعد جنبك وتحاسبلي علي المشاريب؟ نظرت له بغيظ شديد حيث ذكرني منظره بالفنان احمد مظهر في فيلم «الأيدي الناعمة « وأوشكت أن أطرده أو ألقنه درسا عن فضيلة التواضع لكن فكرت بأنه ربما يكون عزيز قوم ذل مثلما كان احمد مظهر في الفيلم فقررت أن ألعب دور الصديق الصبور الذي قام به صلاح ذو الفقار في نفس الفيلم ، ليس طمعا في أن يكون للرجل بنات جميلات بنفس جمال مريم فخر الدين وليلي طاهر ولكن طمعا في الأجر والثواب. وقلت لنفسي:أهي فرصة ياواد بالمرة تعلم علي الأمريكان وتكسر غرورهم الذي بلغ مداه في حكاية قديمة سمعتها من قريب لي كان يعمل سائقا علي تاكسي في زمن جميل مضي كان لدينا فيه سياحة وسائحون فركب مرة معه سائح أمريكي مغرور قال له:هي فين مصر دي اللي بتقولوا عليها ام الدنيا فمر بلدياتنا به من أمام البرج فسأله الأمريكاني:ما هذا؟ فقال له ده البرج فسأله:بنيتوه في قد إيه؟
قال:في ست سنين ،فرد مستنكرا:لييييه احنا بنينا تمثال الحرية في 4 ، فاغتاظ قريبي وذهب به للقلعة فسأله الأمريكاني:ايه دي؟ فقال:القلعة ، فسأله:بنيتوها في قد اييييه فقال:سنتين بس، فقال: ليييييه دا احنا بنينا البيت الأبيض في سنة واحدة ، فأخذه للأهرامات فاندهش الأمريكاني وصرخ قائلا: واو إيه ده؟فرد عليه قائلا:والله ماعرف أنا كنت معدي من ربع ساعه مكنتش موجودة!
دعوت الرجل للجلوس فقدم لي نفسه قائلا:اسمي كان ديفيد لكن ده موضة قديمة عشان كده اختصرته لدي في دي ، فأوشكت أن أضحك لكنه بادرني قائلا:اصلنا هنا في أمريكا الكومبيتور لحس دمغتنا لدرجة إن حتي أسماءنا بنختارها بالكومبيوتر ، وقبل أن أسأله عن أسرته أخرج من جيبه أي باد صغيرا وقال : فكرتني بحاجة مهمة لازم أبعت رسالة حالا لابني ، وكتب علي الآي باد امامي:أنا أبوك ياهارد،عندي سؤال تاني عن كمبيوتري الجديد هل ممكن أعمل نسخة فيلم من كابل القمر الصناعي أبعتها فاكس من الفيديو للدسك توب وبعدين أبعتها إيميل لموبايل عمك ستارت عشان يعمل نسخة علي كاميرا التسجيل؟
قلت:بس علي فكرة بقي كل دي حاجات قديمة بالنسبالنا فانتبه وقال:سوري أنا نسيت اتعرف عليك في الأول، فقلت له:هشام من مصر ، فانفرجت أساريره وقال:طالما من مصر ممكن بقي اطمع كمان في ساندويتش أنا اسمع ان المصريين اليومين دول بقوا عطائين جدا ، فطلبت له الساندويتش وهو يسألني وياتري إيه الحاجات المتطورة عندكم في مصر دلوقتي؟ فقلت له:احنا عدينا الكلام اللي بتقوله من زمان جدا حتي النت والكومبيوتر متلاقيش حد مش مهووس بيه ، فسألني:يعني كل الناس دلوقتي في مصر عندها ايميل؟ وقبل أن أرد عليه تلقيت رسالة علي الواتس آب فسألته:بتعرف عربي؟ قال:ولا كلمة ، فقلت له:أهي دي رسالة من اختي في البلد بتقول إن بنتها حامل وعايزة تعمل للجنين ايميل علشان تراسله قبل ماييجي للدنيا وعلشان كمان يعمل صداقات مع الأجنة التانيين علشان مايحسش بالغربة . فأبدي اعجابا كبيرا وقال:لو لم اكن أمريكيا لوددت أن أكون مصريا ، وحمدت الله أن الرجل لا يعرف عربي وإلا كان قد قرأ الرسالة التي قالت لي فيها شقيقتي علي الواتس آب:يا اتش ابوك استحمي دلوقتي ومش لاقيين قزازة الكلونيا بتاعته ماتعرفش ممكن نلاقيها فين؟