لا يجب التهوين من المظاهرات المعارضة، في ذكري تحرير سيناء، فرغم أنها لم تضم أعدادا كبيرة مقارنة بما اعتدنا عليه منذ 25 يناير، ورغم أنها - وفقا للمعلن - تعارض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، بما تضمنته من تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، إلا أن الموضوعية والوطنية الحقيقية، تقتضي التوقف أمام تلك المظاهرات وتحليلها والخروج بالدروس والعبر، للقضاء علي أسبابها. فعدد المشاركين في بعض المظاهرات خاصة في ميدان المساحة بالدقي، ليس بالعشرات وإنما بالمئات، وربما أكثر، من خلال مشاهدة الفيديوهات التي بثتها بعض الفضائيات الخاصة المصرية. كما أن عنصر الشباب يطغي علي المشاركين، ما يعطي إشارة إلي غياب الرضا عن فئة مهمة في المجتمع، ناهيك عن الشعارات التي رددها المتظاهرون، والتي لم تقتصر علي رفض اتفاقية الحدود، وإنما تعدتها إلي ما هو أبعد وأخطر، حتي المطالبة بإسقاط النظام !
« فيه حاجة، بل حاجات غلط «، كلنا أو معظمنا، يدرك ذلك. فالحكومة الحالية فاشلة، والشعب لا يتقبلها، فلماذا الإصرار علي استمرارها ؟ هل أجدبت مصر، ولا توجد بها شخصيات تحظي برضا شعبي، مثل محلب والجنزوري ؟ أظن أن الأسماء الرنانة متوافرة بكثرة، وأقربها إلي الذهن علي سبيل المثال لا الحصر، اللواء كامل وزيري رجل الإنجازات العملاقة والدكتور أحمد درويش كمبيوتر الحكومة الألكترونية الخ الخ. أما عن السياسات فحدث ولا حرج. تخبط، وتردد، وافتعال مشاكل وأزمات بلا داع، وتعامل أمني عشوائي. خلاصة القول إنه لا يجب طي صفحة تلك المظاهرات، دون استخلاص الدروس، فيكفي أنها الأكبر في عهد الرئيس السيسي، ما يتطلب تحليلها وعلاج أسبابها، حتي لا نفاجأ بما لا نتمناه.