هبه عمر
هبه عمر


وجع قلب

نوَّرت يا قطن النيل

أخبار اليوم

الجمعة، 17 سبتمبر 2021 - 06:14 م

تحتفظ ذاكرة أجيال ستينيات القرن العشرين ببهجة موسم جنى محصول القطن فى ريف مصر، والذى كان عيداً حقيقياً يحفل بالأمانى وتسدد معه الديون ويتزوج الأبناء والبنات من حصيلة أرباحه، وينسج الشعراء مع تفتح أزهاره أجمل كلماتهم، فهو محصول مصر التاريخى الذى احتفظ بسمعة عالمية رفعت قيمته لضمان جودته، قبل أن يصيبه ما أصاب غيره من ثروات بفعل التراخى والإهمال والفشل الإدارى فى تسويق المحصول عالمياً طوال العشرين عاماً الماضية، وكان طبيعياً أن ينصرف الفلاح عن زراعته ويقل إنتاجه، وتكاد الصورة المبهجة التى حفظتها الذاكرة تختفى تدريجياً.
البشرى التى حملتها تقارير عدة تفيد بأن الصورة تغيرت هذا العام، بعد عودة الاهتمام بالقطن ووضع خطط استراتيجية لتكثيف زراعته وإدارة عمليات إنتاجه وتسعيره وتسويقه وتصديره، والاهتمام بتطبيق البحث العلمى، وهو ما ظهرت نتائجه فى زيادة مساحات زراعته إلى نحو ٢٣٧ ألف فدان بزيادة أكثر من ٥٥ ألف فدان عن الموسم الماضى، وارتفعت إنتاجية الفدان من القطن طويل التيلة الذى تشتهر به مصر لتتجاوز ٨ قناطير للفدان، وارتفعت إنتاجية زراعة القطن قصير التيلة لأكثر من ١٠ قناطير للفدان، ويتوقع أن تزيد إلى ١٢ قنطارا للفدان لأول مرة فى تاريخ مصر، وهو نفس معدل الإنتاج العالمى تقريباً، كما نجح معهد بحوث القطن فى استنباط أصناف جديدة من تقاوى القطن تمتاز بتحمل الحرارة المرتفعة وبالإنتاجية العالية والتبكير فى النضج وتوفر مياه الرى بما لا يقل عن٢٠ بالمائة.
قد تحمل هذه البشرى بعض الأمل للفلاح بعد طول معاناة، وقد يعوضه السعر العادل عن كل ما لاقاه من وجع القلب لضياع جهده طوال سنوات، وقد تصدح من جديد أصوات الفرحة فى الحقول وهى تردد «نوَّرت يا قطن النيل، يا حلاوة عليك يا جميل».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة