داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

السيرة أطول من العمر 

داليا جمال

الجمعة، 17 سبتمبر 2021 - 06:23 م

لا أذكر أننى قد شاهدت مراسم جنازة شارك فيها الاف الآلاف من البشر بمحبة وبدعوات صادقة خرجت من قلوب المشيعين رجالا ونساء وأطفالا كما شاهدت فى مراسم وداع  الناس للحاج محمود العربى شيخ بندر التجار، الرجل الذى أفنى حياته فى تجارة مع الله بفتح ابواب الرزق لـ ٣٤ ألف شاب بواقع ١٠٠٠ وظيفة جديدة كل عام، وبتبرعاته السخية لكل باب من ابواب الخير، سواء لأسر فقيرة أو لمستشفيات فى حاجة لأجهزة لعلاج الفقراء، أو بإنشاء دور للأيتام ورعاية الارامل وغيرها من أبواب الخير التى لم ينسها له الناس، كما ادهشتنى جنازة البرلمانى السابق دكتور هيرماس رضوان أيقونة بنى عبيد، والتى شهدت ملامح حب جارف من كل اهالى بلده ومحافظته وفاء لكل ماقدمه لأهله وناسه من خدمات بحب ووفاء وإخلاص، فكانت جنازته مهيبة وحناجر المشيعين تلهج بالدعاء، بينما جلس الأطفال يتلون القرآن على روحه فى خشوع يزلزل الأبدان، ومثلها جنازة رجل الصناعة محمد فريد خميس الذى شيعه آلاف البشر من عمال مصانعه، مع الاف من البسطاء ممن كفلهم فى حياته ومن أبناء مدرسة النسيج التى أنشأها لتعليم صناعة النسيج، ولم أنس مطلقا مشهد جنازة رجل بسيط إسمه صلاح عطيه، فى قرية تفهنا الأشراف حول قريته لواحدة من أغنى قرى محافظة الغربية، بإنشاء مزارع الدواجن وفتح الاف البيوت من هذه الصناعة. لقد رحل محمود العربى وهيرماس رضوان وفريد خميس وصلاح عطية...ولكن.. بقيت لهم المحبة فى القلوب والذكر الحسن جزاء ووفاء لما قدموه من خير لمجتمعهم وبلدهم. ويبقى الدرس والعظة والعبرة لكل قادر يضن بمساعدة الناس أو إعانة محتاج على الحياة، ولكل صاحب مال وجاه ونفوذ اعتقد ان الحياة  ستدوم له، ونسى او تناسى أن التراب قد ضم رفات ملوك وسلاطين ورؤساء، لم يبق منهم سوى السيرة والأعمال، وأننا جميعا علينا أن نعى أن  الالاف بل وملايين البشر سيفنون.. ولكن. قليل منهم فقط سيذكرهم الناس لأن  سيرتهم العطرة ستبقى مؤكدة أن السيرة أطول كثيرا من العمر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة