صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين


فكرتى

ازرع الخير

أخبار اليوم

الجمعة، 17 سبتمبر 2021 - 06:56 م

  أعطاه الله المال والجاه والصحة.. ومنحه ما هو أهم: الإيمان العميق واليقين.
قاد الرجل سيارته خلال إجازة نهاية الأسبوع، متجها من القاهرة إلى الساحل الشمالى. فجأة، انفجرت واحدة من إطارات السيارة، وانقلبت عدة مرات. انحشرت يده وساقه ولم يستطع الحركة. ظل الموتور دائرا، وبدأ البنزين يتساقط على الشاكمان. حاول أن يصرخ طلبا للنجدة قبل أن تنفجر السيارة، فانحبس صوته، لكنه استطاع أن يقول فى سره « يارب» ثم فقد الوعى!
انشقت الأ رض وخرج منها، أناس طيبون، أخرجوه من السيارة. حملوه بأنفسهم لأقرب مستشفى، ثم أخطروا أسرته بالحادث. كانت فى يده ساعة ثمينة، وفى رقبته سلسلة ذهبية، وفى «تابلوه» السيارة آلاف من الجنيهات! ورغم أن الرجل كان غائبا عن الوعي، لم تمتد يد إلى ماله او متعلقاته الثمينة!
 كان من بين الذين هرعوا لإنقاذه، شباب أحوج ما يكون لسداد ديونهم، وحل مشاكلهم المادية.. لكن لم تمتد يدهم، ليتقاضوا ثمن تضحيتهم بوقتهم أو جهدهم. قاموا بما يملى عليه ضميرهم، طمعا فى فى رضا الله!
الرجل الذى نجا من الموت بمعجزة، رجل خيْر، لا يبخل بماله أو جهده . فالخير الكثير الذى زرعه طوال حياته، حصده فى الأيدى التى امتدت لتجدته وضمدت جراحه.. العمل الطيب أشبه بمال يودعه الشخص فى البنك،ليكسب به جائزة، لا يعرف متى يقبضها! 
ازرع الخير، وارميه فى البحر! 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة