د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى


تحياتى

نحو تعزيز الوعى المجتمعى «٢»

حسن عماد مكاوي

الجمعة، 17 سبتمبر 2021 - 06:58 م

ذكرنا فى المقال السابق أن الإدراك هو السبيل الوحيد للوعي، وحيث إن الإدراك هو ما نستقبله عن طريق الحواس لمعالجة المعلومات، ويمر الإدراك بثلاث مراحل ذهنية هى الاختيار والتنظيم والتفسير، ويتم التغلب على التشويش الذى يحدث أحيانا عند عملية نقل الأفكار وعدم التيقن من محتواها من خلال تكرار الرسالة حتى يتفهم الفرد ما يخفى عليه من جوانبها.
إذن الإدراك غالبا ما يكون ذاتيا، ونحن غالبا ما نتصور الأشياء باعتبارها تحقق لنا هدفا فوريا، ولتحقيق حاجة، أو تدعيم موقف عقلى أو قيمة ثقافية. وبناء على ذلك، يمكن تعريف الوعى بأنه» اتجاه عقلى يتيح للفرد إدراك ذاته والبيئة المحيطة به بدرجات متفاوتة من الوضوح والتعقيد» وهذا يعنى أن الوعى لا يكون عند الناس كافة بنفس القدر وبنفس وتيرة النشاط فى التفاعل، ومن خصائص الوعى أنه مكتسب من البيئة الاجتماعية ونتاج العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الأفراد، كما أنه شامل يرتبط بالوجود الاجتماعى ككل، ومتنوع يختلف باختلاف الأفراد واختلاف المجتمعات والمفاهيم المسيطرة على المجتمع وتفسيراتها، ويتميز الوعى بكونه نسبيا وليس مطلقا، حيث إنه قابل للتطور والتجديد وفقا لتطور العلاقات الاجتماعية ووسائل التواصل التى يستخدمها الإنسان، وينطوى كل ذلك على قابلية الوعى للتشويه والتزييف، وتدل الخصائص السابقة على الطبيعة المعقدة للوعى المجتمعي. أما عن أنواع الوعى ومجالاته فهو ما نطرحه فى المقالات التالية، وللحديث بقية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة