مازال ضباط الشرطة يقدمون التضحيات يوما بعد يوم فداء لمصر وضيوف مصر ويضربون اروع الأمثلة وقصص للتضحيات ﻻ تموت بمرور الزمان واختلاف المكان.. وكان آخرها أثناء زيارة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين لمصر منذ عدة أيام حيث تعرض خلالها المقدم أسامة مشهور رئيس مباحث مرور شمال القاهرة لحادث مروع أعلي كوبري أكتوبر أثناء تأمين موكب جلالة الملك ونجا من الموت المحقق بأعجوبة شديدة. كان الضابط يقف في مكان خدمته أعلي كوبري أكتوبر يوم الجمعة تحت قيظ الشمس الحارقه لتأمين موكب الرئيس السيسي والملك سلمان وأثناء مرور الموكب الملكي فوجئ الضابط بسيارة طائشة يقودها شاب متهور تقفز من أعلي الجزيرة الوسطي للطريق المقابل مكان خدمة الضابط وتصطدم بثلاث سيارات أخري ثم تطير وتصدمه فيرتطم جسم الضابط بالسور الحديدي للكوبري ويكاد أن يسقط من أعلي الكوبري ويفقد حياته، لكن العناية الإلهية تدخلت وأنقذت حياته وكتب الله له عمرا جديدا وتم نقله وحجزه بمستشفي الشرطة بمدينة نصر. وتبين إصابته بارتجاج في المخ وكدمات وسحجات متفرقة بالجسم وانزلاق غضروفي نتيجة اصطدامه بشدة بالسور الحديدي للكوبري ومازال الضابط طريح الفراش رغم خروجه من المستشفي.
لا أعرف هذا الضابط من قريب او بعيد، ولكن ما سمعته عن ذلك الضابط الشهم البطل وعن أخلاقه العالية وطهارة يده وتفانيه في عمله وعلاقته الطيبة بجميع الضباط وخدماته التي يقدمها للجميع هو الذي دفعني أن أسطر هذه الكلمات مناشدا فيها وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار أن يقوم بتكريم الرجل نظرا لشجاعته وبطولته في عمله وسيرته الحسنة الطيبة بين جموع الناس. ومحو الآثار النفسية والصحية التي تعرض لها ذلك الضابط كونه قد رأي الموت بعينه ولعل تكريمه يكون بمثابة العصي السحرية لمحو تلك الآثار.
كما أتوقـع ألا ينسي سعادة السفير أحمد القطان سـفير خادم الحرمـين بالقاهرة ارسـال باقـة ورد إليه.