أمس لم يكن يوماً عادياً من أيام الوطن.
الأمس كان واحداً من أيام العزة والفخر.. النصر والكرامة.. في مثل هذا اليوم قبل ٣٤ سنة استعادت مصر سيناء كاملة من المحتل الإسرائيلي المغتصب.. يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢ كان يوم انتهاء المرحلة الثالثة والأخيرة من الانسحاب الاسرائيلي من سيناء وإعادتها إلي قلب وحضن الوطن.
هذه مناسبة لأن نتذكر أن سيناء لم تعد الا بتضحيات وبطولات جنود وشعب مصر.. فالعدو لم يوقع اتفاق السلام ولم يعدها مجاناً.. لكنها عادت لأننا انتصرنا وقهرنا المستحيل في حرب الكرامة أكتوبر ١٩٧٣.. عادت لأن اسرائيل ومن وراء اسرائيل عرفوا جيداً اننا شعب لا يقبل الاستسلام والهزيمة ولدينا جيش لا يقبل التفريط في حبة تراب واحدة من أرض الوطن.
هذه سيناء التي ارتوت بدماء المصريين علي مر التاريخ
هذه سيناء ملتقي التاريخ والجغرافيا
هذه سيناء حبة عين مصر وقلبها النابض
هذه سيناء ملتقي اسيا وإفريقيا
هذه سيناء الماضي والحاضر والمستقبل
هذه سيناء ملتقي الأديان والرسالات
بالامس احتفلنا بالنصر والتاريخ ونحن نصنع المستقبل.. احتفلنا ورجال الجيش والشرطة يواصلون التضحية والفداء للقضاء علي الاٍرهاب وتخليص مصر بل والعالم من شروره
احتفلنا وقد بدأت مصر اخيراً مشروعاً تنموياً متكاملاً في كل ربوع سيناء شمالها وجنوبها
احتفلنا لان ارض مصر هي عرضها وشرفها.. وشعبها وجيشها لم ولن يفرطوا في حبة رمل واحدة مهما كانت التضحيات.
نتذكر بكل فخر شهداء ضحوا بأرواحهم وسالت دماؤهم الزكية حتي نحتفل اليوم
ننظر إلي الماضي بفخر.. هؤلاء هم الآباء والاجداد وعلي خطاهم نسير ومن ذكراهم نتعلم
رحم الله الشهداء من منحوا مصر أرواحهم وهم راضون وعاشت سيناء قلب مصر النابض والدم الذي يسري في العروق.
>> محكمة :
بالامس اختار بعض أبناء الوطن مواصلة احتجاجهم علي قرار اعادة تيران وصنافير إلي السعودية ٠٠ واعتقد ان المناسبة تذكر البرلمان بضرورة ان يسارع بمناقشة قرار اعادة الجزيزتين وتشكيل لجنة فنية من كبار المتخصصين لدراسة وبحث الموضوع من كل جوانبه.. ثم اعلان القرار في النهاية بكل شفافية.. هذا هو الدور الأهم لنواب الشعب لحسم الجدل وتوحيد الصف.. علي ان نتوقف جميعا عن توزيع اتهامات العمالة او الخيانة او التفريط.
كلنا أبناء هذا الوطن وكلنا حريصون علي ان نفديه بحياتنا.. وبناء مصر المستقبل بعد ثورتين يحتاجنا جميعا يدا بيد.
عاشت مصر حرة وكل سنة ومصر وشعبها بكل خير.