الإخوان
الإخوان


نهايات مزرية لـ«الإخوان» سوس الأوطان

آخر ساعة

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 11:20 ص

حسن‭ ‬حافظ

سقط‭ ‬القناع‭ ‬عن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬ولفظتها‭ ‬الشعوب‭ ‬بعد‭ ‬تسعة‭ ‬عقود‭ ‬حملت‭ ‬فيها‭ ‬الخراب‭ ‬والدم‭ ‬والتكفير‭ ‬والرغبة‭ ‬المجنونة‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭.. ‬تحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬مؤخراً‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬انتشار‭ ‬فكر‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬فى‭ ‬تشويه‭ ‬عقل‭ ‬ووعى‭ ‬المصريين‭ ‬منذ‭ ‬ظهور‭ ‬الجماعة‭ ‬التى‭ ‬حاولت‭ ‬احتكار‭ ‬الحديث‭ ‬باسم‭ ‬الدين،‭ ‬وتشويه‭ ‬خصومها‭ ‬بالخروج‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهى‭ ‬حيلة‭ ‬فاشلة‭ ‬انكشفت‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير،‭ ‬فحصدت‭ ‬الجماعة‭ ‬ما‭ ‬زرعت‭ ‬إذ‭ ‬لفظتها‭ ‬الشعوب،‭ ‬فجاء‭ ‬حديث‭ ‬السيسى‭ ‬متواكباً‭ ‬مع‭ ‬خسارة‭ ‬الإخوان‭ ‬للانتخابات‭ ‬فى‭ ‬المغرب‭ ‬بصورة‭ ‬قاسية‭ ‬ومذلة،‭ ‬ليتأكد‭ ‬مع‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬بدأت‭ ‬تستعيد‭ ‬الوعى‭ ‬أخذت‭ ‬فى‭ ‬لفظ‭ ‬جرثومة‭ ‬الإخوان‭.‬

الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قال‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الجلسة‭ ‬النقاشية‭ ‬احقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬الحاضر‭ ‬والمستقبلب،‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬إطلاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭: ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عنصرا‭ ‬ابقاله‭ ‬90‭ ‬سنة‭ ‬تقريبا‭ ‬قاعد‭ ‬ينخر‭ ‬فى‭ ‬عضم‭ ‬وجسم‭ ‬الدولة‭ ‬المصريةب،‭ ‬فى‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬لجماعة‭ ‬االإخوانب‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وأن‭ ‬الجماعات‭ ‬التى‭ ‬تنخر‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬موجودة‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف‭ ‬وشكلت‭ ‬ثقافة‭ ‬التشكيك‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة،‭ ‬ليفتح‭ ‬ملف‭ ‬ما‭ ‬جرته‭ ‬جماعة‭ ‬االإخوانب‭ ‬من‭ ‬تخريب‭ ‬متعمد‭ ‬للرأى‭ ‬العام‭ ‬وكيف‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬الوعى،‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وثقافة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬كراهية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصرى‭ ‬ووطنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تربية‭ ‬أعضاء‭ ‬التنظيم‭ ‬على‭ ‬الولاء‭ ‬للجماعة،‭ ‬وأن‭ ‬الإخوان‭ ‬فوق‭ ‬الجميع،‭ ‬وهى‭ ‬ثقافة‭ ‬انتشرت‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬بفضل‭ ‬الدعاية‭ ‬السوداء‭ ‬للجماعة‭ ‬وتراجع‭ ‬الحكومات‭ ‬فى‭ ‬لحظات‭ ‬تاريخية‭ ‬عدة‭ ‬عن‭ ‬خيار‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬المعوج‭.‬

حديث‭ ‬السيسى‭ ‬بنى‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬أسود‭ ‬لجماعة‭ ‬الغدر‭ ‬التى‭ ‬عاشت‭ ‬على‭ ‬كراهية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصرى‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬عام‭ ‬1928،‭ ‬فقد‭ ‬تأسست‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬بغرض‭ ‬وحيد‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬الخلافة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يظن‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬ولا‭ ‬بقاء‭ ‬للإسلام‭ ‬بدونها،‭ ‬وهو‭ ‬هنا‭ ‬يبنى‭ ‬رؤيته‭ ‬عن‭ ‬خلط‭ ‬واضح‭ ‬بين‭ ‬نظام‭ ‬سياسى‭ ‬يخضع‭ ‬للمتغير‭ ‬الإنسانى‭ ‬وبين‭ ‬الدين‭ ‬الثابت،‭ ‬فمشروع‭ ‬البنا‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬منبته‭ ‬منقطع‭ ‬الصلة‭ ‬بقضايا‭ ‬الاستقلال‭ ‬والدستور‭ ‬والتحديث‭ ‬التى‭ ‬شغلت‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬المصرية‭ ‬وقتذاك‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬حزب‭ ‬االوفدب‭ ‬الليبرالى‭ ‬وأكثر‭ ‬الأحزاب‭ ‬شعبية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬سعى‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬عبر‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المحتل‭ ‬البريطانى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضرب‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬الخلف،‭ ‬وهى‭ ‬حقيقة‭ ‬موثقة‭ ‬فى‭ ‬الأرشيف‭ ‬البريطانى‭ ‬كما‭ ‬كشفها‭ ‬المؤرخ‭ ‬الإنجليزى‭ ‬مارك‭ ‬كورتيس‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬االتاريخ‭ ‬السرى‭ ‬لتآمر‭ ‬بريطانيا‭ ‬مع‭ ‬الأصوليينب،‭ ‬والمؤرخ‭ ‬المصرى‭ ‬رءوف‭ ‬عباس‭ ‬حامد‭ ‬فى‭ ‬دراسته‭ ‬االإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬والإنجليزب‭.‬

ومارست‭ ‬الجماعة‭ ‬الخائنة‭ ‬هواية‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التشكيك‭ ‬فى‭ ‬القيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬االوفدب،‭ ‬ثم‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬1952،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬فشلت‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الثورة‭ ‬لحسابها،‭ ‬فبدأت‭ ‬فى‭ ‬تفعيل‭ ‬سياسة‭ ‬الخيانة،‭ ‬فبدأت‭ ‬فى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الإنجليز‭ ‬مجددا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفشال‭ ‬مفاوضات‭ ‬الجلاء‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬لندن‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬الوطنى،‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬بوضوح‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1954،‭ ‬وتكرر‭ ‬الموقف‭ ‬فى‭ ‬السبعينيات‭ ‬ولكن‭ ‬بتفاصيل‭ ‬مختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬تحالفت‭ ‬الجماعة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬لتصفية‭ ‬الميراث‭ ‬الناصرى،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬تشارك‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬انتفاضة‭ ‬الخبز‭ ‬يناير‭ ‬1977،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬لفظها‭ ‬السادات‭ ‬ردت‭ ‬بتهييج‭ ‬الإسلاميين‭ ‬الخارجين‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ ‬الجماعة‭ ‬ضده،‭ ‬فكان‭ ‬مشهد‭ ‬اغتياله‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1981،‭ ‬ويد‭ ‬الإخوان‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬الزناد،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الجماعة‭ ‬رفضت‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬وأعلنت‭ ‬الاصطفاف‭ ‬خلف‭ ‬نظام‭ ‬مبارك‭ ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬لكنها‭ ‬غيرت‭ ‬رأيها‭ ‬عندما‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬يتهاوى‭ ‬فسارعت‭ ‬بركوب‭ ‬المد‭ ‬الثورى‭.‬

وخلال‭ ‬تاريخ‭ ‬الجماعة‭ ‬لم‭ ‬تنتج‭ ‬إلا‭ ‬حنظل‭ ‬التكفير‭ ‬وكراهية‭ ‬الآخر‭ ‬والرغبة‭ ‬المجنونة‭ ‬فى‭ ‬قمع‭ ‬أى‭ ‬مخالف،‭ ‬والشهوة‭ ‬التى‭ ‬تعمى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحكم،‭ ‬فنجد‭ ‬إمام‭ ‬الإرهابيين‭ ‬سيد‭ ‬قطب،‭ ‬يضع‭ ‬خططه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفجير‭ ‬القناطر‭ ‬الخيرية‭ ‬لإغراق‭ ‬دلتا‭ ‬مصر،‭ ‬ونسف‭ ‬مطار‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولى،‭ ‬بهدف‭ ‬إرباك‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الإخوان‭ ‬الفرصة‭ ‬للقفز‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬وبلغ‭ ‬جنون‭ ‬العظمة‭ ‬مبلغه‭ ‬بسيد‭ ‬قطب‭ ‬أن‭ ‬رأى‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬الإسلام،‭ ‬فقال‭ ‬فى‭ ‬الاعترافات‭ ‬بعد‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬إنه‭ ‬ممثل‭ ‬الإسلام‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬تريد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬عبر‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭! ‬ليعبر‭ ‬عن‭ ‬تفكير‭ ‬الجماعة‭ ‬وطبيعة‭ ‬الأفكار‭ ‬التى‭ ‬تبثها‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬فأنصار‭ ‬الجماعة‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬االإخوانب‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أدخلوا‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬قبلهم‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرف‭ ‬إلا‭ ‬قشور‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهذا‭ ‬الفكر‭ ‬الذى‭ ‬يعبد‭ ‬الذات‭ ‬انتشر‭ ‬بين‭ ‬أنصار‭ ‬الجماعة،‭ ‬فخرجت‭ ‬من‭ ‬رحمها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬التكفيرية‭ ‬التى‭ ‬ترى‭ ‬فى‭ ‬نفسها‭ ‬الصورة‭ ‬الوحيدة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للإسلام،‭ ‬أمثال‭ ‬صالح‭ ‬سرية‭ ‬وشكرى‭ ‬مصطفى‭ ‬وأيمن‭ ‬الظواهرى‭ ‬وغيرهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬الدم‭ ‬وادعياء‭ ‬التدين‭.‬

ويقوم‭ ‬فكر‭ ‬الإخوان‭ ‬المنحرف‭ ‬على‭ ‬السمع‭ ‬والطاعة‭ ‬والولاء‭ ‬للجماعة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصر،‭ ‬لذا‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬مرشد‭ ‬الجماعة‭ ‬السابق‭ ‬مهدى‭ ‬عاكف‭ ‬اطظ‭ ‬فى‭ ‬مصرب،‭ ‬ويهدد‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬بحرق‭ ‬مصر‭ ‬وأهلها‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬السلطة‭ ‬لمطالبهم،‭ ‬فالإخوان‭ ‬لا‭ ‬يعترفون‭ ‬بالوطن‭ ‬ولا‭ ‬يكرهون‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يذكرهم‭ ‬بمصريتهم،‭ ‬فهم‭ ‬أعداء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصرى،‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬أنفسهم‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬لم‭ ‬يتجاوب‭ ‬معهم‭ ‬بالشكل‭ ‬الذى‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬لم‭ ‬ينحازوا‭ ‬أبدا‭ ‬لجانب‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬السلطة،‭ ‬وهنا‭ ‬تظهر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تجليات‭ ‬عبقرية‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى،‭ ‬الذى‭ ‬يدرك‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬التى‭ ‬تتستر‭ ‬بالدين‭ ‬وهو‭ ‬منها‭ ‬براء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭.‬

ونجد‭ ‬شهادة‭ ‬معاصرة‭ ‬لمحاولات‭ ‬الإخوان‭ ‬الفجة‭ ‬لتعميم‭ ‬الكراهية‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬الدكتور‭ ‬شوقى‭ ‬علام،‭ ‬مفتى‭ ‬الديار‭ ‬المصرية،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الإعلامى‭ ‬حمدى‭ ‬رزق‭: ‬إنه‭ ‬لمكانة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض،‭ ‬حاولت‭ ‬جماعةُ‭ ‬الإخوان‭ ‬أن‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬الأزهر،‭ ‬ولكنها‭ ‬فشلت،‭ ‬بل‭ ‬تعاقب‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬جيلًا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬على‭ ‬لفظ‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة،‭ ‬فشخصية‭ ‬أبناء‭ ‬الأزهر‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الكراهية‭ ‬والإقصاء‭ ‬ولا‭ ‬التكفير،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬الإخوان‭ ‬لسنوات‭ ‬كان‭ ‬سيتسبب‭ ‬فى‭ ‬انقسامات‭ ‬وحرب‭ ‬أهلية‭.‬

وعن‭ ‬شهادته‭ ‬على‭ ‬عصر‭ ‬الإخوان‭ ‬قال‭: ‬إنهم‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬حكمهم‭ ‬حاولوا‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وبذلوا‭ ‬باستماتة‭ ‬محاولاتهم‭ ‬لإقصاء‭ ‬غير‭ ‬الإخوان،‭ ‬ولكنهم‭ ‬فشلوا‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬وبفضل‭ ‬عنايته‭ ‬لمصر،‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الطيب‭ ‬المبارك،‭ ‬وهو‭ ‬حفظ‭ ‬دائم‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭ ‬وحتى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬عامة‭ ‬العلماء‭ ‬الكبار‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭.‬

الخبر‭ ‬الجيد‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬االإخوانب‭ ‬باتت‭ ‬مكشوفة‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وحدها‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬كله،‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬بعدما‭ ‬خسروا‭ ‬السلطة‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬ثم‭ ‬مؤخرا‭ ‬فى‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬منى‭ ‬حزب‭ ‬االعدالة‭ ‬والتنميةب‭ ‬المغربى‭ ‬بهزيمة‭ ‬ساحقة‭ ‬ومذلة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وفقد‭ ‬الأغلبية‭ ‬وتراجع‭ ‬من‭ ‬128‭ ‬مقعدا‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬فقط،‭ ‬لتستكمل‭ ‬الجماعة‭ ‬خسائرها‭ ‬السريعة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتى‭ ‬بدأت‭ ‬بثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013،‭ ‬والتى‭ ‬انطلق‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بالنموذج‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬دحر‭ ‬الجماعة‭ ‬والذى‭ ‬قلدته‭ ‬مختلف‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬نبيل‭ ‬نعيم،‭ ‬خبير‭ ‬الحركات‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومؤسس‭ ‬تنظيم‭ ‬الجهاد‭ ‬السابق،‭ ‬لـاآخرساعةب‭: ‬إن‭ ‬الأمور‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬نهايتها‭ ‬مع‭ ‬الإخوان،‭ ‬وتابع‭: ‬ارفع‭ ‬الإسلاميون‭ ‬شعارات‭ ‬كونت‭ ‬لديهم‭ ‬صورة‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬العربى،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬الناخب‭ ‬يأمل‭ ‬فيهم‭ ‬خيرا‭ ‬لحل‭ ‬مشاكله‭ ‬وأوضاعه‭ ‬السيئة،‭ ‬لذا‭ ‬يجرب‭ ‬الإتيان‭ ‬بالإخوان‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬القائمة،‭ ‬لكن‭ ‬التجربة‭ ‬العملية‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتى‭ ‬شهدت‭ ‬صعودها‭ ‬للسلطة‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬عربى،‭ ‬أدت‭ ‬لانكشافها‭ ‬ورأى‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬العربى‭ ‬نموذجا‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬السابقةب‭.‬

وتابع‭ ‬نعيم‭: ‬االإخوان‭ ‬يعتبرون‭ ‬الدولة‭ ‬غنيمة،‭ ‬فتبدأ‭ ‬عملية‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مناصب‭ ‬الدولة‭ ‬لصالح‭ ‬أعضاء‭ ‬التنظيم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬نهب‭ ‬مواردها،‭ ‬لا‭ ‬تقديم‭ ‬مشروعات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لمعالجة‭ ‬المشاكل‭ ‬القائمة،‭ ‬لذا‭ ‬تم‭ ‬لفظهم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬والآن‭ ‬فى‭ ‬المغربب‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬قال‭ ‬صبرة‭ ‬القاسمى،‭ ‬مؤسس‭ ‬الجبهة‭ ‬الوسطية‭ ‬والخبير‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الحركات‭ ‬الإسلامية‭: ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬االإخوانب‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬طبيعي،‭ ‬لأن‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬كونت‭ ‬وعيا‭ ‬عاما‭ ‬عند‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة،‭ ‬كونهم‭ ‬يحملون‭ ‬شعارات‭ ‬بلا‭ ‬أى‭ ‬مضمون‭ ‬سياسى‭ ‬أو‭ ‬اجتماعى‭ ‬أو‭ ‬اقتصادى،‭ ‬وأن‭ ‬غرضهم‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬السلطة،‭ ‬والبقاء‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اصطدموا‭ ‬مع‭ ‬الرغبة‭ ‬الشعبية‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬لذا‭ ‬تنامى‭ ‬شعور‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬فيها‭. ‬وتوقع‭ ‬القاسمى‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬تنظيم‭ ‬االإخوانب‭ ‬بعد‭ ‬خسائره‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والسودان‭ ‬والمغرب‭ ‬وتونس‭ ‬مرحلة‭ ‬التيه‭ ‬السياسى،‭ ‬تستمر‭ ‬لثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬قريبا‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة