الأطفال يغرقون
الأطفال يغرقون


مشكلة تحذر «منظمة الصحة» من تفاقمها عالمياً

انتبهوا.. الأطفال يغرقون!

آخر ساعة

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 01:01 م

إيمان‭ ‬طعيمة

الغرق‭ ‬قضية‭ ‬جديدة‭ ‬تطرقت‭ ‬لها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بعدما‭ ‬أصبح‭ ‬يمثل‭ ‬ثالث‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬الوفيات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الإصابات‭ ‬غير‭ ‬المتعمدة،‭ ‬حيث‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬حدوث‭ ‬7%‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬تلك‭ ‬الوفيات‭.‬

كما‭ ‬أصدرت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تقريرا‭ ‬وافيا‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬الأمر،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬والإحصائيات‭ ‬الهامة،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬وفاة‭ ‬نحو‭ ‬372‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬بسبب‭ ‬الغرق،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الغرق‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية‭ ‬الرئيسة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وأشارت‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬الرئيسية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالغرق،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬وبين‭ ‬هفوات‭ ‬المراقبة،‭ ‬حيث‭ ‬تقع‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬الغرق‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬التى‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬و4‭ ‬أعوام،‭ ‬تليها‭ ‬فئة‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و9‭ ‬أعوام‭. ‬

فى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أصدرت‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لطب‭ ‬الأطفال‭ (‬AAP‭)‬،‭ ‬تقريرا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المراهقين‭ ‬الذكور‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و19‭ ‬عاماً‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للغرق‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬بـ10‭ ‬مرات،‭ ‬بحيث‭ ‬تصل‭ ‬نسبتهم‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬75٪‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين،‭ ‬مفسرة‭ ‬ذلك‭ ‬بزيادة‭ ‬قدراتهم‭ ‬على‭ ‬السباحة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الفتيات،‭ ‬وأيضا‭ ‬قيامهم‭ ‬للسباحة‭ ‬بمفردهم‭ ‬والمخاطرة‭ ‬بأنفسهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أخذ‭ ‬الاحتياط‭ ‬اللازم‭ ‬وكذلك‭ ‬ركوب‭ ‬السفن‭ ‬والمراكب‭.‬

وقال‭ ‬التقرير‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬حالات‭ ‬الغرق‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الرضع‭ ‬تحدث‭ ‬فى‭ ‬أحواض‭ ‬الاستحمام،‭ ‬وقد‭ ‬اعترف‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬30٪‭ ‬من‭ ‬مقدمى‭ ‬الرعاية‭ ‬بترك‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الثانية،‭ ‬بلا‭ ‬إشراف‭ ‬فى‭ ‬الحمّام،‭ ‬لمدة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬دقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭.‬

وفى‭ ‬مصر،‭ ‬ووفق‭ ‬آخر‭ ‬إحصائية‭ ‬أصدرها‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزى‭ ‬للتعبئة‭ ‬العامة‭ ‬والإحصاء‭ ‬حول‭ ‬غرق‭ ‬الأطفال،‭ ‬وطبقا‭ ‬للتصنيف‭ ‬الدولى‭ ‬لعام‭ ‬2019،‭ ‬فإن‭ ‬حالات‭ ‬الغرق‭ ‬التى‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬الذكور‭ ‬بلغت‭ ‬566‭ ‬حالة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالإناث‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬123‭ ‬حالة،‭ ‬وذلك‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الرضع‭ ‬أى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬وحتى‭ ‬15‭ ‬عاماً‭. ‬

وقد‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حدوث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬على‭ ‬اجروباتب‭ ‬الأمهات‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬التى‭ ‬تحذر‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬حالات‭ ‬غرق‭ ‬الأطفال،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬السباحة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬االغرق‭ ‬الجافب‭.‬

ويوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬قاسم،‭ ‬أخصائى‭ ‬الأطفال‭ ‬وحديثى‭ ‬الولادة،‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر،‭ ‬حيث‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الصفحات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬تنشر‭ ‬معلومات‭ ‬مغلوطة‭ ‬وتثير‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الرعب‭ ‬عن‭ ‬غرق‭ ‬الأطفال‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬جديدة‭ ‬تعرف‭ ‬بـاالغرق‭ ‬الجافب‭ ‬واالغرق‭ ‬الثانويب،‭ ‬لكنه‭ ‬يؤكد‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬نادر‭ ‬الحدوث،‭ ‬فلا‭ ‬داعى‭ ‬لهذا‭ ‬القلق‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭.‬

وأوضح‭ ‬قاسم‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المصطلحين،‭ ‬فـاالغرق‭ ‬الجافب‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الطفل‭ ‬الذى‭ ‬يتعرض‭ ‬لابتلاع‭ ‬الماء‭ ‬ــ‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬تحت‭ ‬مراقبة‭ ‬الأهل‭ ‬ــ‭ ‬وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الماء‭ ‬لمجرى‭ ‬الهواء،‭ ‬يحدث‭ ‬انقباض‭ ‬فى‭ ‬الأحبال‭ ‬الصوتية‭ ‬التى‭ ‬تغلق‭ ‬مدخل‭ ‬الحنجرة‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعى‭ ‬لمنع‭ ‬وصول‭ ‬الماء‭ ‬للرئتين،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬الأكسجين‭ ‬يحدث‭ ‬توقف‭ ‬للقلب،‭ ‬وهنا‭ ‬تحدث‭ ‬الوفاة‭ ‬فى‭ ‬حينها‭ ‬وليس‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬بساعات‭ ‬أو‭ ‬أيام‭ ‬كما‭ ‬يتردد‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬فرق‭ ‬إنقاذ‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالة‭ ‬سريعا‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الطفل‭.‬

أما‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬بعدة‭ ‬ساعات،‭ ‬فهو‭ ‬إصابة‭ ‬الطفل‭ ‬بالتهاب‭ ‬الرئة‭ ‬نتيجة‭ ‬وصول‭ ‬الماء‭ ‬إليها،‭ ‬والتى‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬ظهور‭ ‬أعراض‭ ‬مثل‭ ‬الكحة‭ ‬وضيق‭ ‬التنفس‭ ‬وارتفاع‭ ‬فى‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجسم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـاالغرق‭ ‬الثانويب،‭ ‬ويجب‭ ‬العلم‭ ‬والوعى‭ ‬الكافى‭ ‬بالتعامل‭ ‬السليم‭ ‬المبكر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الطفل‭ ‬وتحسن‭ ‬حالته،‭ ‬ويجب‭ ‬ملاحظة‭ ‬ظهور‭ ‬أى‭ ‬أعراض‭ ‬تنفسية‭ ‬يعانيها‭ ‬الطفل‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬والتوجه‭ ‬للطبيب‭ ‬أو‭ ‬لأقرب‭ ‬مستشفى‭ ‬لإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬آشعة‭ ‬وتحاليل‭ ‬وخاصة‭ ‬تحاليل‭ ‬الغازات‭.‬

وينصح‭ ‬قاسم،‭ ‬الأمهات‭ ‬بضرورة‭ ‬مراقبة‭ ‬الطفل‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬الماء‭ ‬أو‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭ ‬وعدم‭ ‬تركه‭ ‬يسبح‭ ‬بمفرده،‭ ‬وألا‭ ‬تزيد‭ ‬فترة‭ ‬وجود‭ ‬الطفل‭ ‬دون‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬الماء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بالسباحة‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬التى‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬رجال‭ ‬إنقاذ،‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬ظهور‭ ‬أى‭ ‬أعراض‭ ‬تنفسية‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الماء‭.‬

ويشـير‭ ‬إلــى‭ ‬أن‭ ‬الكلـــور‭ ‬الموجــود‭ ‬بمـــياه‭ ‬حمّامات‭ ‬السباحة‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بحالات‭ ‬الغرق‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬الأمهات،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسببه‭ ‬هو‭ ‬تهيج‭ ‬الجلد‭ ‬والإصابة‭ ‬بالطفح‭ ‬الجلدى‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الإكزيما،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لحدوث‭ ‬حرقة‭ ‬أو‭ ‬حكة‭ ‬بالعين،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التنفسية‭ ‬أو‭ ‬زيادتها‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الربو‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬يوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬علاء‭ ‬مكرم‭ ‬خروب،‭ ‬طبيب‭ ‬بشرى‭ ‬ومدرب‭ ‬إسعافات‭ ‬أولية‭ ‬وصحة‭ ‬عامة،‭ ‬طريقة‭ ‬التعامل‭ ‬والإسعاف‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬الغرق‭ ‬والغرق‭ ‬الجاف‭ ‬والغرق‭ ‬الثانوي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الغرق‭ ‬يحدث‭ ‬نتيجة‭ ‬انسداد‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السوائل،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬السائل‭ ‬مياهاً‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬مياهاً‭ ‬عذبة‭ ‬من‭ ‬حمام‭ ‬النهر‭ ‬أو‭ ‬حمامات‭ ‬السباحة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أحواض‭ ‬الاستحمام‭ ‬فى‭ ‬المنزل،‭ ‬وانسداد‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسى‭ ‬بالسوائل‭ ‬ودخولها‭ ‬للرئتين‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬النفس‭ ‬وتوقف‭ ‬القلب‭.‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الغرق،‭ ‬هو‭ ‬التأكد‭ ‬أولا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المصاب‭ ‬يتنفس،‭ ‬وفى‭ ‬حالة‭ ‬كونه‭ ‬يتنفس،‭ ‬يتم‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬جانبه‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭"‬وضع‭ ‬الإفاقة‭" ‬ويتم‭ ‬نقله‭ ‬للمستشفى‭ ‬فوراً‭ ‬أو‭ ‬طلب‭ ‬الإسعاف‭.‬

أما‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬كون‭ ‬المصاب‭ ‬لا‭ ‬يتنفس‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬نبض‭ ‬فيتم‭ ‬فورًا‭ ‬طلب‭ ‬الإسعاف‭ ‬والبدء‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬الإنعاش‭ ‬القلبى‭ ‬الرئوى‭ ‬CPR‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ضغطات‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬الصدر‭ ‬حوالى‭ ‬30‭ ‬ضغطة،‭ ‬وتنفسات‭ ‬صناعية‭ ‬ا2‭ ‬تنفسب‭ ‬وتكرار‭ ‬الأمر‭ ‬لحين‭ ‬وصول‭ ‬الإسعاف‭ ‬أو‭ ‬لحين‭ ‬عودة‭ ‬التنفس‭ ‬والنبض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭..‬هذا‭ ‬هو‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الغرق‭ ‬المعروف‭.‬

أما‭ ‬الغرق‭ ‬الجاف‭ ‬الذى‭ ‬يحدث‭ ‬أثناء‭ ‬تواجد‭ ‬الشخص‭ ‬فى‭ ‬المياه‭ ‬ودخولها‭ ‬للفم‭ ‬والحلق،‭ ‬فقد‭ ‬يحدث‭ ‬تشنج‭ ‬شديد‭ ‬فى‭ ‬الأحبال‭ ‬الصوتية‭ ‬لمنع‭ ‬دخول‭ ‬الماء‭ ‬للرئتين،‭ ‬ولكن‭ ‬التشنج‭ ‬والانقباض‭ ‬العنيف‭ ‬يسبب‭ ‬أيضًا‭ ‬عدم‭ ‬دخول‭ ‬الهواء‭ ‬للتنفس،‭ ‬فلا‭ ‬تستطيع‭ ‬الرئتين‭ ‬نقل‭ ‬الأكسجين‭ ‬للدم‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬ضررا‭ ‬فى‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحيوية‭ ‬فى‭ ‬الجسم‭ ‬ومنها‭ ‬المخ‭ ‬وقد‭ ‬يؤدى‭ ‬ذلك‭ ‬للوفاة‭.‬

وتمت‭ ‬تسميته‭ ‬بالغرق‭ ‬الجاف‭ ‬لأن‭ ‬الرئتين‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬فيهما‭ ‬الماء‭ ‬بسبب‭ ‬التشنج‭ ‬الحادث‭ ‬فى‭ ‬الأحبال‭ ‬الصوتية‭ ‬والتى‭ ‬تسبب‭ ‬اختناقا‭ ‬وعدم‭ ‬وصول‭ ‬الهواء‭ ‬والأكسجين‭ ‬للرئتين‭.‬

ويتابع‭: ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬الغرق‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬انسداد‭ ‬كامل‭ ‬بالماء‭ ‬وتوقف‭ ‬النفس‭ ‬والنبض،‭ ‬ولكن‭ ‬يحدث‭ ‬دخول‭ ‬كمية‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬إلى‭ ‬الرئتين‭ ‬وخصوصًا‭ ‬الماء‭ ‬الملوث‭ ‬بالبكتيريا‭ ‬أو‭ ‬الطحالب‭ ‬أو‭ ‬الرمل‭ ‬وغيرها،‭ ‬فالمصاب‭ ‬بعد‭ ‬إنقاذه‭ ‬يكون‭ ‬يتنفس‭ ‬وبه‭ ‬نبض‭ ‬ولكن‭ ‬وجود‭ ‬الماء‭ ‬فى‭ ‬الرئتين‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬ظاهرة‭ ‬فى‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬إلتهاب‭ ‬رئوى‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭ ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬تعرف‭ ‬بالغرق‭ ‬الثانوي‭.‬

وقد‭ ‬تحدث‭ ‬أيضًا‭ ‬بسبب‭ ‬دخول‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬العذب‭ ‬إلى‭ ‬الرئتين‭ ‬وانتقاله‭ ‬لمجرى‭ ‬الدم‭ ‬مما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬اختلال‭ ‬شديد‭ ‬فى‭ ‬الأملاح‭ ‬مما‭ ‬يؤدى‭ ‬أيضًا‭ ‬للوفاة‭.‬

لذا‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬متابعتها‭ ‬للشخص‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬حمامات‭ ‬السباحة‭ ‬خصوصًا‭ ‬الأطفال،‭ ‬هو‭ ‬كثرة‭ ‬السعال‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬التنفس‭ ‬وتغير‭ ‬فى‭ ‬لون‭ ‬الوجه‭ ‬والجلد‭ ‬وأيضا‭ ‬الخمول‭ ‬وكثرة‭ ‬النوم،‭ ‬وآلام‭ ‬الصدر‭.‬

وفى‭ ‬حالة‭ ‬تعرض‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬للغرق‭ ‬أو‭ ‬لابتلاع‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬سواء‭ ‬المالحة‭ ‬أو‭ ‬العذبة،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬التواجد‭ ‬فى‭ ‬المياه،‭ ‬يجب‭ ‬فورًا‭ ‬طلب‭ ‬الإسعاف‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬الشخص‭ ‬المصاب‭ ‬للمستشفى‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬واعيًا‭ ‬ويتنفس‭ ‬وبه‭ ‬نبض،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬اللازمة‭ ‬ووضعه‭ ‬تحت‭ ‬الملاحظة‭ ‬لتجنب‭ ‬المضاعافات‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭.‬

وينصح‭ ‬خروب‭ ‬بضرورة‭ ‬تدريب‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬السباحة‭ ‬ومتابعتهم‭ ‬أثناء‭ ‬وبعد‭ ‬السباحة‭ ‬ومراقبة‭ ‬التنفس‭ ‬واكتشاف‭ ‬أى‭ ‬علامات‭ ‬خطورة‭ ‬كالتى‭ ‬تم‭ ‬ذكرها،‭ ‬ومن‭ ‬الضرورى‭ ‬تعلم‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬لحالات‭ ‬توقف‭ ‬التنفس‭ ‬والنبض‭ ‬وطريقة‭ ‬عمل‭ ‬إنعاش‭ ‬القلب‭ ‬والتنفس‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة