من بين كل مخاليق ربنا وعلي اختلاف جنسياتهم.. يحتفظ الإخوة اللبنانيون علي معابرهم الحدودية بإجراءات خاصة حصرية في التعامل مع المارين من رعايا الدولة المصرية والفلسطينيين، الذين علي ما يبدو لا تنظر لهم سلطات هذا البلد العربي الذي نحبه ونتغني بجماله وبرقي شعبه إلا علي أنهم إما متسولون وفدوا إلي بلادهم بحثاً عن عمل أسود خارج الأطر القانونية أو لصوص ودواعش جاءوا لسرقتهم وتدمير بلادهم.. !!
خلال الأسبوع الماضي ونتيجة لهذه الإجراءات التعذيبية البعيدة عن كل منطق مررت والصديق الصحفي هشام لطفي بتجربة شديدة المرارة عند معبر المصنع علي الحدود السورية اللبنانية فبعد 7 أيام أمضيناها في سورية لمتابعة انتخابات مجلس الشعب كان موعدنا للعودة إلي القاهرة عبر مطار رفيق الحريري اللبناني وهو ما حتم علينا المرور بمعبر المصنع الحدودي البري، وبالمناسبة هو نفس الطريق الذي قطعناه في الرحلة من القاهرة إلي دمشق ولكن بالاتجاه العكسي...
عندما وصلنا إلي مطار رفيق الحريري وأعلنا أن وجهتنا هي دمشق لم نلق معاناة تذكر في الحصول علي تأشيرة مرور من المطار، وبالانتقال إلي معبر المصنع مررنا في سلاسة إلي المعبر السوري، ولكن وفي رحلة العودة التي بدأت بالمعبر البري بدلاً من المطار وكنا قد وصلنا إليه قبل الثانية عشرة من مساء يوم 16 أبريل وهو توقيت مبكر جداً علي الموعد المقرر لإقلاع رحلتنا من مطار بيروت إلي القاهرة، فاجأنا المسئولون بالمعبر بأن هناك إجراءات خاصة لمرور المصريين والفلسطينيين براً تستوجب الحصول علي موافقة من قيادة الأمن العام اللبناني، ولأن شابا سيئ الخلق يدعي الخطيب رفض أن يستيقظ ليمارس عمله ويقوم بإخطار الأمن العام للسماح بمرورنا.. وقيل لنا من مسئولين أشد فظاظة وصلف وكرهاً للمصريين أن لا حل إلا انتظاركم للصباح وهو ما يعني أن لا نلحق برحلتنا وخسارتنا لقيمة تذاكر الطيران وبت وزميلي في الشارع في ظل درجة حرارة تنخفض عن الصفر المئوي كون المعبر قائم علي قمة جبل..
انبلج النهار وطلبنا السماح لنا بالمرور لنحصل علي تذاكر طيران جديدة في أي رحلة تنطلق إلي القاهرة في الصباح أو العصر إلا أن طلبنا قوبل برفض حتي مخاطبة الأمن العام في الأمر وطلب منا أن نحضر ومن مكاننا هذا وهو المعبر الذي يفتقر لكل أنواع الخدمات تذاكر الطيران أولاً وعبثاً حاولنا اقناعهم باستحالة الأمر، ولم نجد منهم سوي رد واحد تصرفوا، وهو ما كان يعني أن نبقي عالقين علي الحدود إلي الأبد..
المهم أجرينا اتصالا بوزارة الإعلام السورية التي سمحت بعودتنا إلي دمشق ومن هناك أنهينا إجراءات حجز تذاكر جديدة وعدنا في اليوم التالي إلي معبر المصنع لنحتجز به قرابة الخمس ساعات حتي وصلت الموافقة بمرورنا إلي المطار..و في هذه المرة كان طاقم العاملين ومعظمهم من العسكريين قد تم تبديله ولقينا معاملة أفضل ممن عكس سلوكهم تقدير الأخوة والعروبة، وتبين أن الطاقم الأول قوامه الأساسي عناصر تنتمي لكتلة ليبرالية مؤثرة في لبنان لا تحب في المصريين عروبتهم..!!