يوما بعد آخر نتفنن في تعطيل بلدنا.. ونعود للخلف خطوات،كلما بدأنا الاستقرار وانشغلنا بالعمل والبناء،خرجت علينا دعوات التظاهر وقلب نظام الحكم.. وكل يوم بحجة وسبب جديد.. أعلم أن هذه الدعوات ليست بريئة وليست وطنية لكنها تستغل شبابا وطنيا عشق تراب بلده.. ويتمني الموت شهيدا لحماية أرضها وعرضها.. ونحن نتحمل المسئولية وجزءا كبيرا من الخطأ،فلا أحد يصحح المفاهيم ولا أحد يحاول احتواء هؤلاء الشباب نتتبعهم ونري ما يكتبون علي صفحاتهم نتركهم يسبحون في بحر أمواجه متلاطمة يختلط فيه الغث بالسمين، في عصر أصبح فيه تلفيق المعلومة سهلا وبسيطا،والشائعات فنا يعمل عليه محترفون في التزوير والتدليس.. يستغلون سرعة إيقاع العصر وأن الكثيرين يكتفون بقراءة العنوان ونظرة سريعة للصور،أو يتأكدون من وجود فيديو مصاحب للخبر،حتي لو كان غير حقيقي فنحن في عصر «الشواشي» والنظر للظاهر فقط.. فيصدقون ويبدأون في « التشيير» ويتخذون موقف بناءً علي معلومات خاطئة.. وحينما يبدأ المسئولون في الانتباه، يكون الوقت قد تأخر جدا،واشتعلت النيران فأكلت الأخضر واليابس.. ونفاجأ أن كرة الثلج تكبر وتكبر،ولا أحد يعرف أن ما بداخها مجرد هواء منفوخ،لكنه قابل للتفجير في وجه الجميع،فتعم الفوضي ويضيع كل ما تم بناؤه بالدم الطاهر.. ولن يفرق بين وطني ثائر،أو خائن يبحث عن فرصة لبث سمومه.. هكذا تفعل حكومتنا الرشيدة،تعتبر كل خبر وكأنه سر،تتجاهل حقنا الدستوري في المعرفة وتتفن في إخفاء أخبارها عنا،وتترك الساحة للمخربين من هواة الهدم والدمار،والرجوع للوراء.. تحجب المعلومات رسميا وتعاقب من يدلي بمعلومة للصحافة أو الإعلام.. فيتعالي الصراخ والعويل.. وتنهال الاتهامات ليس علي الحكومة فقط،بل علي النظام الذي هو الدولة،بأنه يمنع الأخبار،ويراقب صفحات التواصل الاجتماعي،ويلقي القبض علي الشباب.. فيصدق الجميع،ويعتبرونه نظاما ظالما ومهتزا،ويجب الخروج عليه.
هل نستيقظ قبل فوات الأوان لننقذ أبناءنا من هؤلاء المخربين والعابثين بعقولهم،فنشرح لهم بكل وضوح وشفافية.. نناقشهم،نوعيهم،نوضح لهم،نعرفهم ونشركهم في اتخاذ القرار فيكونون حائط صد ضد كل خائن وعميل وجبان.