المغارة الزرقاء
المغارة الزرقاء


حكايات| المغارة الزرقاء.. أعجوبة طبيعة تسكنها الوحوش والأرواح الشريرة

هناء حمدي

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 03:44 م

رحلة بحرية ولكنها ليست عادية فبمجرد أن تعبر المدخل الحجري الصغير تدخل عالم اخر من الخيال ليس له مثيل لمغارة في وسط الماء تعيشك دقائق من الإبهار تتمتع فيها بهدوء الطبيعة وجمال لونها الأزرق الصافي المتفردة به فلا تجد هذا المشهد واللون الخلاب سوى في «المغارة الزرقاء».

 

المغارة الزرقاء هي مغارة بحرية تقع على ساحل جزيرة كابري جنوب إيطاليا، بدأت شهرتها منذ عهد الإمبراطور الروماني تيبيريوس والذي كان يعشق المكان كثيرا لدرجة أنه في عام 30 بعد الميلاد قام ببناء رصيف في المغارة وزينه بتمثال لحورية البحر ولم يكن يدرك أن مكانه الخاص سيكون في يوم من الأيام أشهر وأجمل معالم الجزيرة السياحية.

 

 

تعتبر المغارة من العجائب الطبيعية الخلابة فهي تتميز بلونها الأزرق المتوهج الذي ينتجه انعكاس ضوء الشمس الذي يمر تحت التجويف المائي على جدرانها ويبلغ طولها 60 مترا وعرضها 25 مترا ويمتد عمقها حوالي 150 مترا تحت سطح البحر.

 

وبسبب تعرضها للغرق من قبل تم سد كل مداخلها باستثناء مدخل واحد صخري صغير يبلغ ارتفاعه 1.3 متر ويشكل مفتاح الضوء الأزرق السحري.

 

اقرأ ايضا:«أحفاد الفراعنة» عاملان مصريان يعيدان عظمة الأجداد

 

ولكي ترى المغارة بلونها الأزرق البلوري مع انعكاساته الفضية عليك الاستلقاء في زورق خشبي مخصص لدخول المغارة ومن خلال استخدام السلاسل المعدنية المتصلة بجدران المغارة يمكنك توجيه القارب إلى الداخل لتشعر في لحظة بالظلام الدامس ثم تنتقل بعدها إلى عالم الخيال كهف أزرق متلألئ بلون السماء وهنا ستدرك سبب عشق الإمبراطور لها واعتبارها أعجوبة الطبيعة.

 

 

يبدو الماء في الأسفل كنار مشتعلة باللون الأزرق تضيء كل شيء فكل المكان مغلق إلا من فتحة صغيرة تحت الماء تسمح بالدخول من خلالها؛ حيث تلقي أشعة الشمس القوية في الخارج ضوءًا منعكسًا على أرضية الكهف، ويبدو أن التدفق الآن مثل النار عبر المياه الزرقاء يحولها إلى روح مشتعلة.

 

في العصر الروماني، كان الكهف عبارة عن حفرة السباحة الشخصية للإمبراطور تيبيريوس، الذي نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى الجزيرة عام 27 بعد الميلاد.

 

 

ويُذكر تيبيريوس في كابري لإقامته الفخمة في فيلا جوفيس على ارتفاع ألف قدم إلى البحر الأبيض المتوسط​​، والذي اشتهر بأنه ألقى المعارضين عليه قبل أن يقوم بتزيين الكهف بالعديد من التماثيل، بالإضافة إلى مناطق الراحة حول حافة الكهف.

 

أعاد العالم الخارجي اكتشاف المغارة في عام 1826 من قبل الشاعر الألماني أوجست كوبيش، الذي كتب عنه وأصبحت كابري والمغارة جزءًا من العصر الفيكتوري.

 

 

هنا في داخل الكهف لا يوجد لون أكثر سحرًا ولا لمعانًا أكثر روعة.. كل ما عليك هو أنت تلق حجرًا في الماء، وسيضيء عددا لا يحصى من الفقاعات الصغيرة التي تظهر وهجًا لامعًا مثل حرائق المسرح الأزرق.

 

اغمس مجدافًا ويتحول نصله إلى فضي بلوري رائع، ملون باللون الأزرق.. دع الرجل يقفز وعلى الفور ستراه وكأنه يرتدي درعًا رائعًا أكثر من أي وقت مضى كان يرتديه الصليبيون.

 

جزيرة كابري مليئة بالكهوف والكهوف، ولم يكن الكهف الأزرق لغزا بالنسبة للسكان المحليين؛ حيث يُعرف محليًا باسم جرادولا وقد تم تجنبه إذ قيل إنه يسكنه الوحوش أو الأرواح الشريرة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة