محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


العلمين والساحل.. والكنز الذي لا يزال مدفونا!!

محمد البهنساوي

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 06:36 م

 

أيام قليلة ويودعنا الصيف الأكثر سخونة منذ عقود بجوه وأيامه ولياليه .. وأحلى ما فيه أنه شهد كتابة شهادة ميلاد منطقة واعدة و بالغة السحر ..زالعلمين الجديدة والتي أصبحت قبلة الكثير من المصريين والأشقاء العرب .. ورغم أن الصيف يخبو وهجه مغادرا .. لكن يجب أن تستمر جذوة وهج العلمين وساحلنا الشمالي لاطلاق عملاق مصري جديد في دنيا الاستثمار والعقار والسياحة .. وإذا كانت ذروة نشاط الساحل لا تتجاوز ٣أشهر فإن العلمين الجديدة يجب أن تقود تغيرا جذريا مستهدفة العام كاملا نشاطا واستثمارا.. وهذا ما نتحدث عنه اليوم

وإذا كان العقار والإستثمار المتنوع ثم السياحة أهم ما يميز العلمين الجديدة .. وإذا كانت تتمتع بحوافز ومزايا للإستثمار العقاري وغيره .. إلا أنها تحتاج  وقفة قوية حتى نصبح عملاقا سياحيا .. ونثق أن هذا التوجه هدفا أساسيا للحكومة بتلك المدينة المليونية الوليدة ..ولعل الاجتماع المطول للرئيس السيسي مؤخرا مع وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني قد تناول في جانب رئيسي منه السياحة في الساحل الشمالي

وهنا أيضا يجب أن نتوقف عند رقم 200 مليون سائح حسب منظمة السياحة العالمية تجذبهم بلدان حوض البحر المتوسط على شاطئيه بالجنوب الأوروبي والشمال الأفريقي ..ومصر أفضل دول الحوض في التنوع السياحي وروعة الجو وتعدد الأنشطة السياحية الممكنة والتي تؤهلها بشئ من التخطيط لنصيب الأسد من السياحة بالمتوسط .. ورغم أن نصيبنا الحالي يقترب من الصفر إلا أننا نتوقع ملايين عديدة لكن بشروط

فإذا نظرنا إلي المنتجعات القائمة حاليا بشريط الساحل من الإسكندرية إلى مطروح نجدها غير مؤهلة لاستقبال السياحة حتى في القرى الراقية والشهيرة بها ..كلها أعدت لاستقبال المصريين والمصطافين بالصيف فقط ثم تغلق بالضبة والمفتاح باقي العام .. وهذا الخطأ أو الخطيئة السياحية والاستثمارية كنا نعيب على المتسبب فيها ويجب أن تكون جرس إنذار في تنميتنا للعملين الجديدة .. وهناك شبه اختفاء للطاقة الفندقية الصالحة لاستقبال السائحين بالساحل كله.. يجب البدء في وضع خطة لبناء طاقة فندقية بالكم والكيف الذي يضمن جذب وإستيعاب تدفقا سياحيا كبيرا فجميل أن تكون هناك تجمعات سكنية واستثمارية والأجمل والأروع ايضا أن يكون بها منتجعات وتجمعات سياحية حيث النشاط الأكثر تميزا بالساحل الشمالي

 

المطارات والترفيه

 

 وبعد الطاقة الفندقية كعنصر أساسي للجذب السياحي نجد العنصر التالي في الأهمية وهو الطاقة الناقلة والموانئ المستقبلة لها سواء برية أو بحرية أو جوية .. ولحسن الطالع بتلك المنطقة أنها لا تعاني معاناة مناطق سياحية أخرى لا تتوفر بها تلك العناصر .. فالساحل قريب من القاهرة والإسكندرية بمطاراتها المتعددة وبه عدة مطارات مثل برج العرب ومطروح وحتي السلوم .. وخيرا فعل وزير الطيران محمد منار عنبة مؤخرا بقراره معاملة مطارات الساحل الشمالي معاملة مطارات المدن السياحية من حيث التسهيلات والتخفيضات وهي نقطة إيجابية كبيرة لصناعة السياحة تسهل المهمة عندما تكتمل منظومة الجذب السياحي

يأتي العنصر المهم أيضا وهو الترفية حيث أن السياحة هي بالأساس صناعة ترفيه .. ورغم ما يزخر به الساحل الشمالي بالعديد من وسائل الترفيه نجد أنها تناسب المصريين وبعض العرب لكنها لا تلبي مطالب السياحة الأجنبية .. والساحل يزخر بالكنوز المتعددة والامكانيات االسياحية الني تضع بذور ميلاد أنشطة سياحية عديدة مثل الثقافية والصحراوية والاستشفائية والسفاري وغيرها .. لكن مطلوب وضع خطة مدروسة ومحكمة لتحويل تلك الإمكانيات لبرامج وأنشطة سياحية وترفيهية تدر المليارات علي خزانة الدولة

 

البدء فورا

 

وإذا كنا تحدثنا سريعا عن الإمكانيات السياحية المتعددة للساحل الشمالي لكن هنا نشير إلى عدد من المزايا المهمة التي يمكن أن نبدأ بها وفورا إذا أردنا إدارة عجلة السياحة من الغد .. في مقدمتها قرب الساحل من الإسكندرية والدلتا وبالطبع القاهرة الكبري ميزة لا تتوافر بأغلب مدننا و مقاصدنا السياحية .. فالسائح بتلك المنطقة تسهل جدا زيارته الى معالم القاهرة المتعدد وأهرامات الجيزة ومتاحفهما العديدة وفي مقدمتها المتحف الكبير ومتحف الحضارات وغيرهما وأيضا مزارات الدلتا والإسكندرية وهي ميزة لمن يعلمون عظيمة .. وفي منطقة الساحل توجد معالم للحرب العالمية الثانية ومقابر لضحاياها من الجانبين .. أي أنها حلم ملايين الأوروبيين من كل دول القارة العجوز الشغوفين لتلك الفترة التاريخية المهمة او زيارة مقابر أجدادهم الضحايا

أما سياحة اليخوت والتي بدأت الدولة توليها اهتماما كبيرا فالساحل الشمالي إذا أحسن إعداده يعد أهم مناطق جذب اليخوت في مصر سواء من الخليج العربي أو أوروبا وأيضا آسيا .. وبالفعل بدأ افتتاح عدد من مارينات اليخوت في الساحل كنواة حقيقية لهذا النشاط المهم .. اما سياحة المؤتمرات فحدث ولا حرج عن الإمكانيات الكبرى لجذبها على مدار العام .. و بدأت بشائرها القوية تولد من فندق الماسة بالعلمين تشجع كل من يريد أن يستثمر في هذا المجال وهذه دعوة باقامة المؤتمرات والأحداث بالعلمين صيفا وشتاء 

 واخيرا واذا تشدق احد بان الساحل الشمالي موسمي السياحة نرد عليه فورا " الاجابة فرنسا واسبانيا وايطاليا وحتى تونس والمغرب " السياحة على الأقل تسع شهور بمعظمها وتشهد تدفق ٢٠٠ مليون سائح سنويا بامكانيات تعد صفر كبير على يسار امكانيات ساحلنا الشمالي لكن بشيء من التخطيط والإرادة السياسية حولوا هذا الصفر الى اصفار مليونية ومليارية بتلك الدول

 

" العجلة " وهمسة مهمة  

 

وختاما فإنني أهمس في أذن الحكومة والمستثمرين اننا لن نخترع العجلة من جديد وهناك تجارب ناجحة وقائمة يمكننا الاستفادة منها والبناء عليها تحقيقا لصالحنا ، وفي أذن الحكومة اهمس ان المستثمرين ليسوا كلهم شر او اشرار ولا ضير علي الاطلاق من التواصل معهم والتفكير المشترك لصالح المستقبل السياحي للعلمين والساحل الشمالي بأثره للإسراع بتحقيق الحلم ،

وفي اذان مستثمري السياحة خاصة الكبار اهمس فيما يشبه الصراخ ارجوكم العلمين فرصة ذهبية لجذب سياحة الأثرياء والنخبة العالمية فلا نظروا تحت أقدامكم و تبحثوا عن سياحة الفتات حتي ولو كانت اعدادهم بملايين السائحين فنفر قليل من سياحة الأثرياء خير وأنفع وأبقى فلتضعوا يدكم في يد الحكومة لان الفرصة سانحة لخلق مقاصد مختلفة لا تعرف حرق الأسعار والاحتكار لها سبيلا .. وىستربحون كثيرا ، اللهم بلغت الجميع اللهم فاشهد

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة