هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


اشتروا منى

الإعدام جلوساً على الخازوق 

الأخبار

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 07:20 م

جرائم بعينها عندما تحدث أجد ذاكرتى تلقائيًا تستدعى طريقة الإعدام جلوسًا على الخازوق باعتبارها أبشع وأشنع وسيلة إعدام عرفتها البشرية على الإطلاق، جرائم بعينها أرى معاناة المجنى عليه فيها تحاكى نفس معاناة سليمان الحلبى الطالب السورى الذى كان يدرس فى القاهرة وقتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر وقتها وحكم عليه بالإعدام خزقًا، صحيح التفاصيل مختلفة كلياً لكنى أرى نفس قسوة الموتة عاملاً مشتركاً، نفس شدة المعاناة قبل فراق الحياة، نفس التفاصيل المروعة التى تصاحب خروج الروح من الجسد، لا أعتقد أن هناك فرقاً بين طريقة موت سليمان الحلبى وطريقة موت المهندس أحمد عاطف ابن الدقهلية الذى مات غدراً  قبل ولادة طفله الثانى بساعات على يد أقرب الناس إليه « صديق عمره «الذى استدرجه وقتله وألقى جثته فى النيل لتستقر فى القاع 11 يوماً ثم تطفو الجثة ويتبين أن الجانى فعل هذا فى صديق عمره طمعًا فى أموال أودعها المجنى عليه عنده للتوظيف، هنا الإعدام جلوساً على الخازوق قاسم مشترك، هنا أبشع موتة وأصعبها على الإطلاق، هنا كان خروج الروح مصحوباً بمعاناة لا يعلم مداها إلا الله، نفس الحالة تنطبق على نجلاء ابنة البحيرة  التى استدرجتها وقتلتها صديقة عمرها بدافع الغيرة والرغبة فى سرقتها وتبين من مراجعة حسابها على موقع التواصل الاجتماعى أن المجنى عليها كانت تحبها حباً جماً وتأمنها على أدق تفاصيل حياتها !!


أن يقرر أحدهم إنهاء حياتك فهذا هو قرار الإعدام، أما وإن كان أحدهم هذا هو أقرب الناس إليك الذى فهذا هو الإعدام جلوساً على الخازوق بلا أدنى مبالغة،فلا تأمن لأحد مهما كانت درجة قربه منك، اختر بعناية كيف تتعامل مع من حولك وكيف تخرج أموالك وكيف تساعد بائعاً أو خادماً أو عامل ديليفرى، لا تظهر مالك أو ذهبك لمن حولك أو لخادمك أو لجارك، لا تعطى بائعاً فوق حقه، لا تفرط فى العطاء ولا  تبالغ فى السخاء، النفوس لا يعلم ما بها إلا الله وأنت لا تدرى ماذا تحمل القلوب وكيف تفكر العقول..

رحم الله نفوساً طيبة صعدت روحها أمام مشهد الخيانة بكل ما فيه من تفاصيل مروعة وتركته لنا لنأخذ منه عبرة وعظة، وكثيراً من الألم أيضا
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة