لن أتحدث عن الوطنية ولا الذكاء الذي قد يصل إلي حد الدهاء ولا الابتسامة الشيك ولا الملامح المصرية الأصيلة ولا الضعف الذي قد يظهر عند لقاء الأطفال المحتاجين.. هذه بعض الصفات التي قد تميز الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي النشيطة جدا والتي قد نجد بعضها أو مثلها او أكثر منها في أناس آخرين ولكنهم لا يعرفون كيف يوظفون الإمكانيات التي وهبها الله لهم.. سأتحدث من خلال هذه السطور عن وزيرة عمرها في الحكومة تقريبا ستة أشهر أراد الله ان يكتب لها النجاح وجعلها في الصفوف الاولي من بين مجموعة كبيرة من الوزراء لانها باختصار شديد قررت ان تعمل من اليوم الاول عندما تولت حقيبة التعاون الدولي لصالح مصر فقط..سحر نصر نجحت في جلب قروض ومنح بتسهيلات غير مسبوقة بمليارات الدولارات في الوقت الذي كانت تعاني فيه معظم الوزارات من عجز شديد في الأموال يمنعها من استكمال خطط التنمية.. البعض هاجمها لانها كانت تسعي للحصول علي قروض.. ولكن الحقيقة ان هذه القروض ذهبت إلي وزارات ومشاريع مثل الاسكان والمياه والصرف الصحي والطرق والصحة والكهرباء وكلها قطاعات في أشد الحاجة إلي تطوير وتنمية ولا يمكن ان تحقق أهدافها الا من خلال توافر السيولة..بل وهناك قطاعات تحتاج إلي استيراد معدات بمليارات الدولارات ولا يمكن ان يتم توفير المبالغ من خزانة الدولة ولذلك كان الحل الاسهل والأصعب هو القروض..دعونا نعترف ان الظروف التي مرت بها مصر والازمات المتلاحقة للاقتصاد المصري كانت كفيلة بان تسحب منا الثقة وتحرمنا من مزايا التعامل مع مؤسسات التمويل الدولية علي الأقل بشروطنا او بما يتناسب مع احتياجات وطبيعة الدولة في هذه المرحلة..سحر نصر كانت العقل المتوازن خلال اجتماعات المجلس التنسيقي المصري السعودي واستطاعت وبالتعاون مع بعض الوزراء في الوصول إلي أفضل علاقة استراتيجية بين مصر والمملكة من خلال توقيع اتفاقيات لو دخلت حيّز التنفيذ ستنقلنا نقلة اقتصادية كبري.. الوزيرة النشيطة نجحت في التعامل مع مؤسسات التمويل الدولية العربية والاوروبية والإفريقية وساهمت في دخول مليارات الدولارات للدولة ونجحت ايضا في توفير منح لا ترد للمشاريع التي تقام في محافظات الصعيد وسيناء والمناطق الحدودية..وزيرة التعاون وفرت متطلبات الوزارات والكرة الآن في ملعب الحكومة.. نموذج سحر قد يكون متوافرا في الدولة المصرية ولكنه في حاجة إلي من يكتشفه ويضعه علي الطريق الصحيح..اتذكر أنه منذ سنوات قليلة كانت وزارة التعاون الدولي احدي الوزارات المهملة لدرجة ان إسناد تغطية أخبارها إلي أحد الصحفيين كانت بمثابة العقاب لانها وزارة بلا أنشطة او اخبار ولكن اليوم اصبح هناك منافسة بين الزملاء للعمل كمندوبين في الوزارة رغم ان مافعلته سحر في تحويل الوزارة من حالة الكسل إلي حالة النشاط هو أنها وضعت الشخص المناسب في المكان المناسب.. إشادتي باداء الدكتورة سحر ليس تقليلا من الآخرين واعرف أن هناك وزراء يعملون بجد ولهم بصمات واضحة ولكنني اخترتها لانها أكثر وزيرة تلاقي قبولا في حكومة المهندس شريف اسماعيل من المواطن البسيط.. اتذكر أنني سألت وزيرة التعاون عن أفضل الاتفاقيات التي وقعت مع المملكة العربية السعودية وكان ردها إن جميع الاتفاقيات جيدة جدا ولكن الأقرب إلي قلبي كانت اتفاقية تطوير مستشفي القصر العيني لأنني اتمني ان يصل مستوي العلاج الذي يتلقاه المواطن المصري إلي المستوي العالمي.. بالمناسبة..هناك وزراء في الحكومة الحالية في حاجة إلي تعليم وتأهيل وهذا ليس عيبا..قد يكون الشخص يمتلك مقومات جيدة جدا تسمح له أن يتولي مناصب رفيعة في القطاع الخاص مثلا ولكنه لا يستطيع ان يطبقها في الحكومة وهذا يتطلب سرعة تأهيل بعض الوزراء في مناصبهم الجديدة او تقديم خطابات شكر لهم والاستعانة بمن يتناسبون وهذه المرحلة الصعبة من عمر الوطن..قررت أن أتابع اداء ونشاط وزراء المجموعة الاقتصادية لأنهم يديرون الملف الاخطر في هذه المرحلة وسأكتب عن كل وزير يستحق الاشادة او النقد لأنني اشعر ان هذا هو حق الوطن..اعتدنا في مصر ان نكرم من يترك الخدمة..واليوم نحن في أشد الحاجة إلي مساندة وتشجيع كل من يخدم الوطن بإخلاص ووطنية بعيدا عن الفهلوة والنفاق.. من وجهة نظري المتواضعة اننا في حاجة إلي العشرات من فصيلة سحر نصر في الحكومة لتستطيع ان تجاري وتنفذ خطط وبرامج ورؤي الرئيس الوطني عبدالفتاح السيسي.. وتحيا مصر.