هيستريا من الضحك أصابت مجموعة من أصدقائي الشباب الأسبوع الماضي.. عندما قال أحدهم إنه التقي خبيرا في الآثار الغارقة وطبيبا متخصصا في طب الأعماق.. سارع أحد الشباب متسائلا: هل طب الأعماق يعني خريج طب بيطري ولاّ اسماك؟.. تعالت الضحكات ولحقه آخر: "أكيد ده استشاري طحالب".. ورد عليهما الخبير ببواطن الأعماق قائلا: إنه تخصص في كلية الثروة السمكية.
واستكمل رابع تسونامي السخرية.. قائلا: بأنه متخرج في جامعة الأسماك وحاصل علي الماجستير من "وادي النيل".. والدكتوراه من أحد محلات الأسماك الشهيرة.. وسأل خامسهم عن عيادة الطبيب قائلا: هو فاتح عيادته فين في البحر الأحمر ولّا المتوسط؟ وفي المية ولاّ جزيرة؟: فرد آخر: أكيد في حوض سمك.
حاول أحد الشباب إزالة اثار "تسونامي السخرية" وقال حسب معلوماتي هو فرع حديث في الطب.. وموجود في جامعة قنا.. وهو تخصص في أمراض الرئة التي تصيب الغطاسين والبحارة.. وبيكون متواجد مع أي فريق غطس.
لم تنجح محاولة صديقنا في ايقاف "التسونامي" وأنهالت القفشات والمداعبات.. فتساءل أحدهم: هو في حد فيكم أعماقه بتوجعه وعايز يروح للدكتور؟.. ورد عليه آخر: أنا سمعت ان الكشف عنده غالي جدا.. باتنين كيلو جمبري "جامبو".. ونصف "بوري مشوي" وشوية "سبيط وكابوريا".. ومتنساش السلطات.. وطمأنهم ثالث بأنه سيحصل علي قرار علاج علي نفقة محل أسماك.. وعندما يذهب للطبيب يأخذ معاه "شباك وسنانير".. ويا ريت "غطاس" علشان الأعماق.. ومهندس بترول لو فيه بنزيمة.
فعلا "شر البلية ما يضحك".. فطب الأعماق من فروع الطب الحديث.. وشاهدت مركزا له في "الغردقة" منذ ما يزيد عن 15 عاما.. ويهتم بدراسة التأثيرات الفسيولوجية والمرضية للوقوع تحت تأثير الضغوط المرتفعة.. ومعالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أثناء الغوص مثل تهتك الرئة والأذن "وخد النتروجين".
ولطبيب الأعماق مهام اخري منها تقديم الارشادات الطبية للغواصين والعاملين في أعماق البحار.. وهواة الغوص والرياضات المائية.. وفحص الراغبين في العمل بمجال الغوص.
ويعتمد "طبيب الأعماق" في العلاج علي استخدام "الأوكسجين المضغوط" لعلاج العديد من الأمراض منها التسمم بغاز أول أكسيد الكربون والفقاعات الهوائية والمساعدة في شفاء الجروح والتقيحات والقدم السكري وفقر الدم والتهاب وتآكل الأنسجة والعظام والروماتيزم والزهايمر والغرق الجزئي وترقيع الجلد والحروق الحرارية.. ومضاعفات الأورام السرطانية واصابات الدماغ.
طبيب الأعماق معترف به عالميا بالكثير من الأكاديميات والجهات الطبية.. وهناك أيضا تخصص حديث وهو طب الطيران.