جانب من الندوة
جانب من الندوة


في ندوة للشاعر محمد الشحات «شاعر وتجربة» في بيت الشعر بالأقصر

د. محمد زيدان:«محمد الشحات» يقع في قلب تطوير النص الشعري المعاصر

صفوت ناصف

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 09:27 ص

أقام بيت الشعر بالأقصر ندوة بعنوان «شاعر وتجربة» اكتظت بهم قاعة بيت الشعر في حضور حسين القباحي مدير بيت الشعر وجمهور غفير من المثقفين، أدار الندوة الشاعر عبيد عباس، وكان المحور الرئيسي لها تجربة الشاعر محمد الشحات مع إضاءة الناقد د. محمد زيدان .
 بدأت الندوة بقراءات شعرية للشاعر محمد الشحات قدم فيها نماذج مختلفة من أعماله بداية من الديوان الأول «الدوران حول الرأس الفارغ» الذي صدر عام ١٩٧٤ ومرورا بدواوينه العشرين والتي صدرت في أعمال كاملة تقع في أربعة أجزاء.

أشار الناقد إلى أن من خلال النماذج التي قراءها قد كشفت علي أن عالمه الشعري وقصائده تكشف عن تجاربه الشعرية، تراوح بين فكرتين أساسيين، التشكيل الشعري الذي بدا مع ديوانه الأول وتدرج وصولا إلى ما أسماه د. محمد زيدان السرد الشعري الحكائي الذي تنتمي اللغة فيه إلى الأفعال النحوية يعني أفعال الجسد وكان الضمير المفضل لدى الشاعر ضمير الغائب، وهذا يعني أن هناك ما يسمى بالمسافة الفاصلة بين الرأي الفعل الحدث الشاعر وبين المرور عنه وله وهو المتلقي النصر الذي يماهي فيه الشاعر بين ذاته وذوات أخرى مشابهه له داخل النص، وجاء التعبير كالتالي تحول المشاهد الحكائية إلى رموز سردية الممثل الاستمارة بين الرمز والرموز له تداخل الأصوات السردية الحكائية بين الشعر وبين ومراجعات الذات داخل النص، وبالتالي فقد قسم د. زيدان المراحل المختلفة لتطور النص عند الشاعر محمد الشحات إلى مرحلتين مهمتين: فترة التكثيف اللغوي التي تميزت به قصائد المرحلة الأولى من فترة السبعينيات وكان المجاز هو المسيطر علي حركة النص الثانية فترة السرد الشعري الحكائي، وتميزت لغتها بالبساطة السرية مع الحفاظ علي المنطق المعياري للغة.

ومن هنا فقد طبق د. زيدان مراحل تطور النص الشعرى بصفة عامة على مراحل تطور النص عند الشاعر. من خلال المقدمة النظرية التي أصل بها الدخول إلى عالم الشاعر محمد الشحات.

اقرأ أيضا بيت الشعر بالأقصر يستضيف الشاعر محمد الشحات

وأضاف زيدان، وبذلك فإن موقع الشاعر في مشهد الشعر المعاصر بما قدمه مؤخرا من إنتاج شعري عزيز تعتمد على الصفات التشكيلية سالفة الذكر، فيما يجعله في قلب المشهد الإبداعي المعاصر، وهو في قلب حركة تطوير النص الشعرى بين: ثقافة النص الجمالية، ثقافة النسخ الشعري.

وتتصور أدوات داخل المنطق اللغوي الشعري من خلال تحويل هذا المنطق إلى رمز داخل النص وبدورة يتحول الرمز إلى فكرة والفكرة تتحول إلى رؤية عامة القصيدة.
كما تناول الدكتور زيدان في طرحه قضية البلاغة التي لا تعتمد على الموروث المعهود والتي يؤرخ لها بظهور أبي العلاء المعري في الشعرية العربية، فهو من أول شعراء العربية الذين كسروا منطق اللغة الكلاسيكية ومن هنا يتناول تجربة الشاعر محمد الشحات التي بدأت في منتصف السبعينات وأصدر مجموعة من الدواوين وانقطع ١٧ عامًا ثم عاد بقصيدة جديدة حيث التخلي عن الموروثات الجمالية المعهودة.
وقال زيدان: بدأ الشعر يتمرد على الشكل السائد ليقول بعضهم أنه ليس لنا آباء أو نماذج شعرية يمكن الاحتذاء بها، هذا الشعر المكثف الذي يعتمد على الومضات الشعرية مثل قصيدة قراءة في صحيفة يومية للشاعر محمد الشحات التي تعتمد على مشهد مكثف اعتمادًا على الإيقاع الخليلي والقافية المزدوجة، متحدثًا عن التوهج الشعري الذي مثله الشاعر في ديوانه مكاشفة وديوان كثيرة هزائمي
كان يعتمد على القصيدة قصيرة المدى التي تعتمد على الكثافة اللغوية حيث خرج من عباءة الذاتية إلى الدرامية والسرد هو البلاغة الجديدة للقصيدة الجديدة حيث الخروج من شعرية الحاسة الواحدة، حيث بلاغة الشعر هي الفكر اللغوي الذي ينتصر للرؤية الكلية أو الجمالية للأشياء.
وأكد على ضرورة التفكير الجمالي الذي يعتمد ليس على معنى جزئي في القصيدة إلى رؤية جمالية كلية وتحويل تعليم الشعر إلى الخيال الذي يربي ذائقة الإنسان على أن يستقبل الفن بكل حواسه بعقله وقلبه وفكره ورؤيته وهذا هو الدور الذي ننشده من وراء هذه الفاعليات الجادة.
كما تخلل الأمسية فقرة فنية من أغاني الطرب الأصيل قدمها الفنان عبد الله جوهر، كما تم تكريم المشاركين في دورة أساسيات النحو والصرف التي حاضر فيها الدكتور الشاعر النوبي عبد الراضي.
ومما قرأ من شعره:
‫١- مغادرة‬
‫أحب الخيول إلي‬
‫التي تتمايل في رئتي‬
‫وتمرحُ مسرعةً في ربوعي‬
‫وترقصُ‬
‫حين يراقصني الشوقُ‬
‫كنتُ أكاشِفُهَا‬
‫ساعةً حينَ أدركنِيْ وهَجَهَا‬
‫والخيولُ تُلملمُ أصواتَها‬
‫نازلتنِي الهواجِسُ‬
‫غادرنِي في العراءِ غبارُ الخيولِ.‬
‫ 2- هبوطٌ‬
‫حينَ فاجَأتُ وجْهِي‬
‫علىَ صفحةِ المَاءِ‬
‫فاجأنِي اهتزازُ ملامِحِه‬
‫ضياعُ التقاسِيِمِ‬
‫أجلسَنِي ارتجافُ العيونِ‬
‫عليَ الشَّطِ‬
‫فارتعشَ الماءُ‬
‫ضاعتْ ملامحُ وجهِي‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة