فوجئت بأرقام وحقائق مذهلة حول دور المرأة في الاقتصاد غير الرسمي بمصر، فبالرغم من أن المرأة تحظي بمكانة مهمة في المجتمع بوصفها ربة بيت وزوجة وأما تربي أولادها هذا إلي جانب كونها امرأة عاملة إلي أن هناك قطاعا كبيرا يعملن بدون أجر في محيط الأسرة وأنه ينظر إليهن «كمجرد فرد» ونادراً ما يسمع لهن العمل كشريك في مشروع وهن عازفات عن المطالبة بحقوقهن لعدم وجود الوعي الكافي لادراك المصلحة أو تقدير العائد المادي بل ان البعض تعتبر هذا العمل جزءا مكملا لدورها داخل الأسرة وببساطة يندرج العمل تحت «مصلحة واحدة». هذا ما أكدته دراسة أجرتها د. سلوي العنتري والباحثة نفيسة دسوقي حول «عمل المرأة في سوق الاقتصاد غير الرسمي بمصر» وتم مناقشة هذه الدراسة حول مائدة مستديرة عقدتها مؤسسة المرأة الجديدة شارك فيها عدد من الإعلاميين والمهتمين بشئون المرأة والأسرة. قامت الدراسة بتحليل ظاهرة عمل النساء لدي الأسرة بدون أجر في الاقتصاد غير الرسمي في مصر والتي ارتفع في السنوات الماضية بشكل ملحوظ ليصل عام ٢٠١٢ إلي ٤٦.٥٪ من حجم العاملات وشهدت هذه النسبة زيادة خلال الأربع سنوات الماضية نتيجة لارتفاع معدلات البطالة ووفرة الأيدي العاملة.
يتركز عمل النساء لدي الأسرة بدون أجر في الريف أكثر من الحضر وخاصة في صعيد مصر وقالت الباحثة نفيسة دسوقي إننا أصبحنا نري في بعض الأسر في الصعيد بنات ينزلن الغيط بينما شقيقها يدرس في الجامعة ويحضر الدكتوراه ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها الافتقار لشبكة الطرق ووسائل الانتقال الآمنة حيث يتطلب العمل الرسمي الانتقال لمسافات طويلة نسبيا لتركز وظائف الدولة في المدن الكبيرة كما يستهجن بعض أهالي الصعيد فكرة خروج المرأة للعمل بأجر إلا إذا تعلق الأمر بوظائف تحظي بالوجاهة الاجتماعية كالتحاق النساء المتعلمات بالعمل في وظائف حكومية أو في مؤسسات كبري.
كشفت الدراسة ان ظروف عمل النساء لدي الأسرة بدون أجر أسوأ من العاملات بأجر في مختلف المجالات، فلدي الأسرة عادة ما تكون ساعات العمل طويلة قد تمتد من الصباح الباكر لبعد الساعة السابعة مساء وقد تضطر العاملات في مجال الزراعة وتربية الحيوانات إلي ممارسة المهام وبذل جهد كبير حتي أثناء فترة الحمل وبعد الولادة لعدم وجود بديل.
وأوضحت الدراسة ضرورة رفع وعي النساء والعاملات لدي الأسرة وإدراجهن تحت مظلة التأمينات ومطالبة الدولة بإنشاء دور حضانة وتحسين شبكة الطرق والمواصلات وأهمس في أذن النساء ان علينا أن نغير الموروثات التي تعيق مشاركة النساء في العمل والانتاج.