فتيات دار الأيتام
فتيات دار الأيتام


فتيات دار الأيتام يتحدين الصعاب

أخبار الحوادث

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 02:20 م

مصطفى‭ ‬منير

‭‬أبطال‭ ‬لم‭ ‬يستسلموا‭ ‬للحياة‭ ‬ومصاعبها‭ ‬ولم‭ ‬ييأسوا‭ ‬من‭ ‬ظروفهم‭ ‬بل‭ ‬تحدوها‭ ‬وانتصروا‭ ‬عليها،‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬إعاقتهم‭ ‬حجة‭ ‬للفشل‭ ‬أو‭ ‬سببًا‭ ‬له،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬دافعًا‭ ‬لتفوقهم‭ ‬ونجاحهم،‭ ‬كنا‭ ‬أمام‭ ‬نموذجين‭ ‬حققا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬ظروفهما‭ ‬تحقيقه،‭ ‬فنجحا‭ ‬في‭ ‬التحدي،‭ ‬ليثبتا‭ ‬للآخرين‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬مبررا‭ ‬لليأس‭ ‬أو‭ ‬الفشل،‭ ‬فمن‭ ‬أراد‭ ‬النجاح‭ ‬سينجح‭ ‬ومن‭ ‬يتعلل‭ ‬بالأسباب‭ ‬سيكون‭ ‬مصيره‭ ‬الفشل،‭ ‬فالنجاح‭ ‬حليف‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عنه‭ ‬ويبذلون‭ ‬الغالي‭ ‬والرخيص‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬وتحقيقه،‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.‬

دارعمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬تابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬المصري‭ ‬للأيتام‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬السادسة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬قليوب،‭ ‬الدار‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬طوابق،‭ ‬البداية‭ ‬عندما‭ ‬دخلنا‭ ‬الطابق‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬مقابلة‭ ‬مديرة‭ ‬الدار‭ ‬الأستاذة‭ ‬حنان‭ ‬محمد‭ ‬الدالي،‭ ‬لنجد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬انتهوا‭ ‬من‭ ‬أعمالهم‭ ‬في‭ ‬تجديدات‭ ‬الدار،‭ ‬بعدها‭ ‬وجدنا‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬جالسات‭ ‬لنبدأ‭ ‬بالتحدث‭ ‬مع‭ ‬إحداهن؛‭ ‬وهي‭ ‬نورا‭ ‬أشرف‭ ‬صاحبة‭ ‬الـ‭ ‬15‭ ‬عامًا؛‭ ‬تلميذة‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬التربية‭ ‬الفكرية‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬وهي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬الفهم‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يمنعها‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬باهر‭ ‬وحصد‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬اشتركت‭ ‬فيها‭ ‬وتفوقها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬قريناتها‭ ‬في‭ ‬الدار‭.‬

فتاتان

نورا‭ ‬هادئة‭ ‬تتحدث‭ ‬بصوت‭ ‬خافت‭ ‬وابتسامة‭ ‬يعلوها‭ ‬الخجل‭ ‬غير‭ ‬متصنعة،‭ ‬لتبدأ‭ ‬بالتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬قائلة؛‭ ‬أنا‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬ولكن‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬ماما‭ ‬حنان‭(‬مديرة‭ ‬الدار‭) ‬واشتركت‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الشباب‭ ‬بدأت‭ ‬بممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬وتفوقت‭ ‬فيها‭ ‬وبدأت‭ ‬بالاشتراك‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فأنا‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوي‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الحلم‭ ‬المصري،وأيضا‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬الشعبية‭ ‬لفئة‭ ‬الرقص‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬والمركز‭ ‬الثالث‭ ‬للعام‭ ‬قبل‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المسابقة،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬الوثب‭ ‬الطويل‭ ‬والجري‭ ‬وألعاب‭ ‬القوى‭ ‬والرقص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مدرستي؛‭ ‬ثم‭ ‬أكملنا‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬صديقتها‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬شمس‭ ‬أشرف‭ ‬صاحبة‭ ‬الـ17عامًا؛‭ ‬وتدرس‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬التربية‭ ‬الفكرية‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم‭ ‬وتعاني‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬الفهم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تمنعها‭ ‬إعاقتها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬والتفوق،‭ ‬وتغلبها‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أنها‭ ‬يتيمة‭ ‬وليس‭ ‬لديها‭ ‬ملاذ‭ ‬آمن‭ ‬وصدر‭ ‬حنون‭ ‬يستوعب‭ ‬كل‭ ‬مشاكلها‭ ‬ويعينها‭ ‬على‭ ‬حلها‭ ‬والتخلص‭ ‬منها،‭ ‬بل‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تصارع‭ ‬تلك‭ ‬الفكرة‭ ‬مثل‭ ‬معظم‭ ‬صديقاتها‭ ‬بالدار،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬هو‭ ‬بيتها‭ ‬وزميلاتها‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬هن‭ ‬أخواتها‭ ‬اللائي‭ ‬تربين‭ ‬معها‭ ‬وترعرعن‭ ‬سويا‭ ‬ولديهن‭ ‬نفس‭ ‬المشاكل‭ ‬والأحلام،‭ ‬فبدأنا‭ ‬بالتحدث‭ ‬إليها‭ ‬بدت‭ ‬من‭ ‬حديثها‭ ‬أنها‭ ‬فتاة‭ ‬هادئة‭ ‬ورزينة،‭ ‬تعلو‭ ‬وجهها‭ ‬ابتسامة‭ ‬بسيطة،‭ ‬تحدثت‭ ‬بلباقة‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الأصحاء‭ ‬عن‭ ‬الجوائز‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬قالت؛‭ ‬أنا‭ ‬أيضا‭ ‬دخلت‭ ‬مسابقة‭ ‬الحلم‭ ‬المصري‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الرقص‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الفنون‭ ‬الشعبية‭ ‬لعامين‭ ‬متتاليين‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الكشافة‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬تكريمها‭ ‬هي‭ ‬ونورا‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭.‬

دلفنا‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬الأستاذة‭ ‬حنان‭ ‬محمد‭ ‬الدالي‭ ‬مديرة‭ ‬الدار‭ ‬لنستكمل‭ ‬معها‭ ‬باقي‭ ‬الحديث‭ ‬قالت؛‭ ‬أنا‭ ‬توليت‭ ‬إدارة‭ ‬الدار‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬عامين‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وأنا‭ ‬أحاول‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أمتلك‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬أن‭ ‬أعوض‭ ‬الفتيات‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تعرضن‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬وإهانة؛فأول‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭ ‬أني‭ ‬قمت‭ ‬بتركيب‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬لكل‭ ‬جزء‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬لكي‭ ‬أضع‭  ‬المشرفات‭ ‬نصب‭ ‬عيني؛‭ ‬مثلًا‭ ‬فوجئت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬بقيام‭ ‬إحدى‭ ‬المشرفات‭ ‬بسرقة‭ ‬الطعام‭ ‬من‭ ‬الدار‭ ‬وبيعه،‭ ‬لم‭ ‬اتردد‭ ‬في‭ ‬إحالتها‭ ‬للتحقيق،‭ ‬ومشرفة‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬تعتدي‭ ‬على‭ ‬الفتيات‭ ‬بالضرب‭ ‬والإهانة،‭ ‬وبدأت‭ ‬باتخاذ‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬حازمة‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الفتيات‭ ‬نفسيًا‭ ‬وبدنيًا،‭ ‬واخترت‭ ‬مشرفات‭ ‬جدد‭ ‬لمساعدتي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسئولية‭ ‬الصعبة،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬قراراتي‭ ‬منع‭ ‬خروج‭ ‬الفتيات‭ ‬من‭ ‬الدار‭ ‬للعب‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬كما‭ ‬كن‭ ‬يفعلن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حرصًا‭ ‬مني‭ ‬عليهن‭ ‬ولرغبتي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬مضايقة‭ ‬جيراننا،‭ ‬فعلمت‭ ‬بعدما‭ ‬توليت‭ ‬مهمة‭ ‬إدارة‭ ‬الدار‭ ‬بفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬الجيران‭ ‬استدعى‭ ‬الشرطة‭ ‬للفتيات‭ ‬بسبب‭ ‬الإزعاج‭ ‬المستمر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفتيات،بعدها‭ ‬اشتركت‭ ‬لهن‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬شباب‭ ‬قليوب‭ ‬ليبدأن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬ليستغلين‭ ‬وقتهن‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬مفيد‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬الفتيات‭ ‬يستجبن‭ ‬وبدأن‭ ‬في‭ ‬حصد‭ ‬المراكز‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬مثل‭ ‬نورا‭ ‬وشمس،‭ ‬وأصريت‭ ‬على‭ ‬تقويم‭ ‬سلوكهما‭ ‬ليصبحا‭ ‬مثالا‭ ‬مشرفًا‭ ‬للدار‭ ‬ونموذجًا‭ ‬لباقي‭ ‬الفتيات‭.‬

تستطرد‭ ‬مديرة‭ ‬الدار‭ ‬قائلة؛‭ ‬دار‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬تأسس‭ ‬عام2006‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬مؤسسة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬المصري،‭ ‬والدار‭ ‬لا‭ ‬تستقبل‭ ‬إلا‭ ‬الفتيات‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬السادسة،‭ ‬والفتاة‭ ‬تستمر‭ ‬بالدار‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬المسئولين‭ ‬والمشرفات‭ ‬حتى‭ ‬زواجها؛‭ ‬فعندما‭ ‬توليت‭ ‬إدارة‭ ‬الدار‭ ‬كانت‭ ‬إحدى‭ ‬الفتيات‭ ‬علي‭ ‬وشك‭ ‬الطلاق‭ ‬بسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬لكن‭ ‬تدخلت‭ ‬أنا‭ ‬ورئيس‭ ‬الدار‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لنصلح‭ ‬الأمور‭ ‬بين‭ ‬الفتاة‭ ‬وزوجها‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬أنجبت‭ ‬ولديها‭ ‬أطفال‭ ‬وبالفعل‭ ‬قمنا‭ ‬بحل‭ ‬تلك‭ ‬المشكلة‭ ‬وعاد‭ ‬الوئام‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬يتلقى‭ ‬الدار‭ ‬التبرعات‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬لتجهيز‭ ‬الفتيات‭ ‬أو‭ ‬إيداع‭ ‬الأموال‭ ‬لهن‭ ‬في‭ ‬دفاتر‭ ‬التوفير‭ ‬الخاصة‭ ‬بهن‭ ‬كمساعدة‭ ‬لهن‭ ‬بعد‭ ‬زواجهن،‭ ‬فمنذ‭ ‬فترة‭ ‬قدم‭ ‬إلي‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬طالبًا‭ ‬مني‭ ‬تولي‭ ‬تجهيز‭ ‬فتاة‭ ‬تكون‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تكفل‭ ‬بكل‭ ‬المصاريف‭ ‬الخاصة‭ ‬بتجهيز‭ ‬إحدى‭ ‬الفتيات،‭ ‬ومنذ‭ ‬فترة‭ ‬اتخذت‭ ‬قرارًا‭ ‬بتجديد‭ ‬الدار‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬مناسبة‭ ‬أكثر‭ ‬للفتيات‭ ‬ويشعرن‭ ‬أنهن‭ ‬داخل‭ ‬بيوتهن‭.‬

سألتها‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬انخفض‭ ‬عدد‭ ‬الفتيات‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬فتاه‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬فتاه‭ ‬فقط‭ ‬بالدار،‭ ‬أجابت‭ ‬قائلة؛‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الخاطئة‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬أهل‭ ‬الطفلة‭ ‬من‭ ‬تركها‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬مسئوليتها‭ ‬أو‭ ‬عجزهم‭ ‬على‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليها،‭ ‬فثقافة‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الأيتام‭ ‬تجعلهم‭ ‬يرفضون‭ ‬فكرة‭ ‬ترك‭ ‬الابنة‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬بعد‭ ‬موت‭ ‬والدها‭ ‬أو‭ ‬والديها؛‭ ‬فالأسرة‭ ‬تفضل‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬العم‭ ‬أو‭ ‬أهل‭ ‬الأب‭ ‬المتوفى‭ ‬تربية‭ ‬ورعاية‭ ‬الفتاة‭ ‬وأيضا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬والقرى‭ ‬الأهل‭ ‬يقولون؛‭ ‬أنهم‭ ‬بناتنا‭ ‬وعرضنا‭ ‬فكيف‭ ‬نتركهم‭ ‬يتربون‭ ‬بعيدا‭ ‬عنا‭ ‬ويرفضون‭ ‬تركهم‭ ‬وبعدها‭ ‬يتولى‭ ‬الجد‭ ‬أو‭ ‬الأعمام‭ ‬تربيتها،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دار‭ ‬الأيتام‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬ملائمة‭ ‬لتربية‭ ‬البنت‭ ‬تربية‭ ‬صحيحة‭ ‬وإعدادها‭ ‬نفسيًا‭ ‬وبدنيًا‭ ‬لتصبح‭ ‬أمًا‭ ‬وزوجة‭ ‬صالحة،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬تغير‭ ‬فكر‭ ‬الناس‭ ‬قليلا‭ ‬عما‭ ‬سبق‭ ‬فالفقر‭ ‬والعجز‭ ‬عن‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الفتاة‭ ‬يجبر‭ ‬الأهل‭ ‬على‭ ‬تركها‭ ‬بالدار‭ ‬فبعض‭ ‬الأهالي‭ ‬يأتون‭ ‬إلينا‭ ‬وعندما‭ ‬يرون‭ ‬بأعينهم‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الدار‭ ‬من‭ ‬تجديدات‭ ‬والمعاملة‭ ‬الجيدة‭ ‬يطمئن‭ ‬على‭ ‬ابنة‭ ‬شقيقه‭ ‬أو‭ ‬شقيقته‭ ‬وأيضا‭ ‬يضطر‭ ‬أهل‭ ‬الطفلة‭ ‬إلى‭ ‬تركها‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬العم‭ ‬المتكفل‭ ‬بالطفلة‭ ‬لديه‭ ‬فقط‭ ‬أبناء‭ ‬ذكور‭ ‬فيخاف‭ ‬من‭ ‬عاقبة‭ ‬ذلك‭ ‬بالإضافة‭ ‬لنظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬للعم‭ ‬أو‭ ‬الخال،‭ ‬فيقوم‭ ‬الأهل‭ ‬بإنهاء‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬لإيداع‭ ‬الطفلة‭ ‬بالدار‭ ‬وبعدها‭ ‬يتم‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الزيارات‭.‬

بالحديث‭ ‬مع‭ ‬نوال‭ ‬خلف‭ ‬مدربة‭ ‬‮«‬نورا‭ ‬وشمس‮»‬‭ ‬أكدت‭ ‬فى‭ ‬البداية؛‭ ‬أن‭ ‬مسابقة‭ ‬الحلم‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المسابقات‭ ‬التى‭ ‬تقام‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم‭ ‬والقدرات‭ ‬الخاصة؛‭ ‬فهي‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬ويشارك‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وأضافت؛‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نورا‭ ‬وشمس‮»‬‭ ‬شاركتا‭ ‬فى‭ ‬المسابقة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬وحصلتا‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬حتى‭ ‬وصلتا‭ ‬للمركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الرقص‭ ‬للفنون‭ ‬الشعبية،‭ ‬كما‭ ‬أنهما‭ ‬شاركتا‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬الكشافة‭ ‬وحصلت‭ ‬‮«‬شمس‮»‬‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭. ‬

اختتمنا‭ ‬اللقاء‭ ‬بعد‭ ‬توديع‭ ‬الفتيات‭ ‬الصغيرات‭ ‬اللائي‭ ‬حرصن‭ ‬على‭ ‬مرافقتي‭ ‬حتى‭ ‬الباب‭ ‬الخارجي‭ ‬للدار‭ ‬مع‭ ‬وعد‭ ‬بزيارتهن‭ ‬باستمرار،‭ ‬ومثلما‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬اللقاء‭ ‬ابتسامة،‭ ‬غادرنا‭ ‬المكان‭ ‬بابتسامة‭ ‬ايضًا‭.‬

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة