المجنى عليه
المجنى عليه


بعد مقتله علي يد البلطجية.. زوجته فارقت الحياة حزنًا عليه

أخبار الحوادث

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 02:39 م

إسلام‭ ‬عبدالخالق

‭..‬جريمة‭ ‬غريبة‭ ‬التفاصيل،‭ ‬رجل‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬عامه‭ ‬الثالث‭ ‬بعد‭ ‬الستين،‭ ‬ساقه‭ ‬القدر‭ ‬ليبيت‭ ‬كعادته‭ ‬بضع‭ ‬سويعات‭ ‬جوار‭ ‬المحصول‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬بالريف،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬ثوانٍ‭ ‬معدودات‭ ‬إلى‭ ‬مأساة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى؛‭ ‬إذ‭ ‬هرول‭ ‬إليه‭ ‬ثمانية‭ ‬أشخاص‭ ‬خارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬وأرباب‭ ‬بلطجة،‭ ‬أخذوا‭ ‬يكيلون‭ ‬له‭ ‬الضرب‭ ‬والتقطيع‭ ‬بأسلحةٍ‭ ‬بيضاء‭ ‬وعصي‭ ‬وشوم‭ ‬خشبية‭ ‬ولم‭ ‬يتركونه‭ ‬إلا‭ ‬جثةً‭ ‬هامدةً،‭ ‬وطال‭ ‬الاعتداء‭ ‬جسد‭ ‬شقيقه‭ ‬ليكسر‭ ‬عظامه‭ ‬ويُظهر‭ ‬عروقه‭ ‬للهواء‭ ‬مُخضبةً‭ ‬بدمائه،‭ ‬حتى‭ ‬فاضت‭ ‬روح‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬بارئها،‭ ‬قبل‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬روح‭ ‬جديدة‭ ‬حزنًا‭ ‬عليه،‭ ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬كواليس‭ ‬قلما‭ ‬تحدث‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد،‭ ‬وإلى‭ ‬التفاصيل‭.‬

على‭ ‬أطراف‭ ‬قرية‭ ‬شوبك‭ ‬بسطة،‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬الزقازيق‭ ‬بمحافظة‭ ‬الشرقية،‭ ‬وبين‭ ‬صبغ‭ ‬الليل‭ ‬سماء‭ ‬القرية‭ ‬بسواده‭ ‬عشية‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يلتف‭ ‬حول‭ ‬الحاج‭ ‬مجدي‭ ‬أحمد‭ ‬غنيمي،‭ ‬الذي‭ ‬تجاوزت‭ ‬سنواته‭ ‬الثالثة‭ ‬والستون‭ ‬من‭ ‬العمر؛‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬مبتهجًا‭ ‬يوزع‭ ‬الحلوى‭ ‬والعصائر‭ ‬على‭ ‬الصغير‭ ‬قبل‭ ‬الكبير‭ ‬احتفالًا‭ ‬بنقل‭ ‬أثاث‭ ‬الزوجية‭ ‬الخاص‭ ‬بعروسة‭ ‬نجله‭ ‬الأصغر‭ ‬وآخر‭ ‬أبنائه‭ ‬ورجاله‭ ‬الأربعة،‭ ‬في‭ ‬سعادة‭ ‬غامرة‭ ‬لاحظها‭ ‬الجميع‭ ‬وشعر‭ ‬بأن‭ ‬الرجل‭ ‬ربما‭ ‬يفرح‭ ‬أكبر‭ ‬أفراحه،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأن‭ ‬موعد‭ ‬الزفاف‭ ‬كان‭ ‬الخميس‭ ‬التالي،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بعدها‭ ‬بساعات‭ ‬كان‭ ‬وبالًا‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والقرية‭ ‬برُمتها‭.‬

ولا‭ ‬في‭ ‬الكوابيس‭!‬

فى‭ ‬بداية‭ ‬اليوم‭ ‬ترجل‭ ‬الحاج‭ ‬مجدي‭ ‬إلى‭ ‬أرضه‭ ‬يحث‭ ‬الخطى‭ ‬لمعاونة‭ ‬شقيقه‭ ‬في‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭ ‬الزراعية‭ ‬الواقعة‭ ‬بنهاية‭ ‬البلدة‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬منطقة‭ ‬المقابر،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستغرق‭ ‬الاثنان‭ ‬في‭ ‬نومٍ‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬الأرض‭ ‬كعادة‭ ‬من‭ ‬يرعى‭ ‬أرضه‭ ‬ويقضي‭ ‬أغلب‭ ‬الوقت‭ ‬فيها،‭ ‬لكن‭ ‬نومة‭ ‬الشقيقين‭ ‬كانت‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬مجدي؛‭ ‬إذ‭ ‬فوجئا‭ ‬بضرباتٍ‭ ‬متتالية‭ ‬بعصي‭ ‬وشوم‭ ‬وسِنج‭ ‬أسالت‭ ‬دمائهما‭ ‬وأدخلت‭ ‬الشقيق‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬نزاعه‭ ‬الأخير،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يفر‭ ‬الجناه‭ ‬هاربين‭.‬

بإحدى‭ ‬يداه‭ ‬الملوثة‭ ‬بدماء‭ ‬شقيقه‭ ‬بعدما‭ ‬كُسرت‭ ‬اليد‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬صد‭ ‬ضرباتٍ‭ ‬متتالية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬لإنهاء‭ ‬حياته،‭ ‬التقط‭ ‬الشقيق‭ ‬الأصغر‭ ‬محمد،‭ ‬هاتفه،‭ ‬وتحدث‭ ‬إلى‭ ‬ابن‭ ‬شقيقه‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬اسمه،‭ ‬يُخبره‭ ‬ويستنجد‭ ‬به‭ ‬لإغاثة‭ ‬والده‭ ‬ولسان‭ ‬حال‭ ‬الكلمات‭ ‬لا‭ ‬يتفوه‭ ‬بغير‭ ‬حقيقةٍ‭ ‬واحدة‭: ‬‮«‬بلطجية‭ ‬ضربونا‭ ‬وأبوك‭ ‬بيموت‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحضر‭ ‬الابن‭ ‬الأصغر‭ ‬عسىٰ‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إسعاف‭ ‬والده،‭ ‬لكن‭ ‬الروح‭ ‬فاضت‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭.‬

خفتت‭ ‬الأصوات‭ ‬وخضعت‭ ‬الوجوه‭ ‬للحزن‭ ‬يكسوها‭ ‬مُعلنا‭ ‬مقتل‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬وكبيرها،‭ ‬قبل‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬رجال‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬الحادث‭ ‬لكشف‭ ‬ملابسات‭ ‬ما‭ ‬جرى،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الرائد‭ ‬محمد‭ ‬صدقي،‭ ‬رئيس‭ ‬مباحث‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الزقازيق،‭ ‬بإشراف‭ ‬اللواء‭ ‬عمرو‭ ‬رؤوف،‭ ‬مدير‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬بمديرية‭ ‬أمن‭ ‬الشرقية،‭ ‬لكن‭ ‬الجريمة‭ ‬كانت‭ ‬غريبة‭ ‬تبدو‭ ‬دون‭ ‬خيوط‭ ‬تقود‭ ‬لكشف‭ ‬أستارها‭.‬

دُفن‭ ‬جثمان‭ ‬القتيل‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬ومع‭ ‬ساعات‭ ‬الظهيرة‭ ‬ذهبت‭ ‬أرملته‭ ‬الحاجة‭ ‬أمال‭ ‬محمد‭ ‬سعيد،‭ ‬إلى‭ ‬المقابر‭ ‬تزور‭ ‬شريك‭ ‬حياتها‭ ‬وقلبها‭ ‬يأكله‭ ‬الحزن‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬أظهرت‭ ‬تماسكها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تُخبرها‭ ‬إحداهن‭ ‬بأسىٰ‭ ‬بضرورة‭ ‬ألا‭ ‬تزور‭ ‬المقابر‭ ‬في‭ ‬حالتها‭ ‬تلك‭: ‬‮«‬ما‭ ‬تجيش‭ ‬هنا‭ ‬تاني‭ ‬خلاص‮»‬،‭ ‬لترد‭ ‬الأرملة‭ ‬وهي‭ ‬توجه‭ ‬حديثها‭ ‬لقبر‭ ‬زوجها‭: ‬‮«‬جاية‭ ‬لك‭ ‬العصر‭ ‬يا‭ ‬مجدي‮»‬،‭ ‬لتعود‭ ‬إلى‭ ‬منزلها‭ ‬تتوضأ‭ ‬وتُصلي‭ ‬وترحل‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬صمتٍ‭ ‬لتُدفن‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬زوجها‭ ‬عصرًا‭ ‬وكأنها‭ ‬تؤكد‭ ‬إحساسها‭ ‬وتنبؤها‭ ‬بالرحيل‭.‬

لحظات‭ ‬قليلة‭ ‬فصلت‭ ‬بين‭ ‬دفن‭ ‬الزوجة‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬زوجها‭ ‬وبين‭ ‬كشف‭ ‬أستار‭ ‬وكواليس‭ ‬الجريمة؛‭ ‬إذ‭ ‬قادت‭ ‬الصدفة‭ ‬أحد‭ ‬جيران‭ ‬لأرض‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬فرأى‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬كانا‭ ‬يختبئان‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬حقول‭ ‬الذرة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُفاجأ‭ ‬بهما‭ ‬صاحب‭ ‬الحقل‭ ‬يسرقان‭ ‬المحصول،‭ ‬وهنا‭ ‬دارت‭ ‬رُحى‭ ‬معركة‭ ‬انتهت‭ ‬بإصابة‭ ‬أحد‭ ‬اللصوص‭ ‬في‭ ‬جبهته‭ ‬قبل‭ ‬فراره‭ ‬رفقة‭ ‬اللص‭ ‬الآخر،‭ ‬لكن‭ ‬الاثنين‭ ‬عادا‭ ‬وبصحبتهما‭ ‬ستة‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين،‭ ‬يحملون‭ ‬شوم‭ ‬وعصي‭ ‬خشبية‭ ‬وأسلحة‭ ‬بيضاء‭ ‬‮«‬سنج‮»‬،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬شاهدوا‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وشقيقه‭ ‬في‭ ‬أرضهما‭ ‬حتى‭ ‬هوى‭ ‬الثمانية‭ ‬فوقهما‭ ‬بالأسلحة‭ ‬ليقتلون‭ ‬الأول‭ ‬ويكسرون‭ ‬يد‭ ‬الثاني‭ ‬ويُصيبونه‭ ‬إصابات‭ ‬بالغة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلوذ‭ ‬البلطجية‭ ‬الثمانية‭ ‬بالفرار‭. ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ألقت‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمين‭ ‬الثمانية‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬الأحد،‭ ‬بعد‭ ‬لحظاتٍ‭ ‬من‭ ‬رحيل‭ ‬الزوجة‭ ‬ودفنها‭ ‬حزنًا‭ ‬على‭ ‬مقتل‭ ‬زوجها،‭ ‬وبمواجهة‭ ‬المتهمين‭ ‬أقروا‭ ‬بما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬التحريات‭ ‬وانهم‭ ‬قتلوا‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وأصابوا‭ ‬شقيقه‭ ‬ظنًا‭ ‬منهم‭ ‬بأنهما‭ ‬من‭ ‬أصابا‭ ‬أحدهم‭ ‬وقت‭ ‬سرقته‭ ‬لمحصول‭ ‬الذرة،‭ ‬لكنهم‭ ‬أكدوا‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬نيتهم‭ ‬المُبيتة‭ ‬وعقدهم‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬القتل‭ ‬بوجه‭ ‬عام،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬حدثت‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬اصرار‭ ‬وترصد،‭ ‬وبالعرض‭ ‬على‭ ‬نيابة‭ ‬الزقازيق‭ ‬العامة،‭ ‬بإشراف‭ ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬الجمل،‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬لنيابات‭ ‬جنوب‭ ‬محافظة‭ ‬الشرقية،‭ ‬أمرت‭ ‬بحبسهم‭ ‬جميعًا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات‭ ‬بتهمة‭ ‬القتل‭ ‬العمد،‭ ‬قبل‭ ‬تجديد‭ ‬الحبس‭ ‬لخمسة‭ ‬عشر‭ ‬يومًا‭ ‬إضافية‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬المعارضات‭ ‬بمحكمة‭ ‬الزقازيق‭ ‬الجزئية‭.‬

محمد،‭ ‬نجل‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬تحدث‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الحوادث‮»‬‭ ‬عن‭ ‬كواليس‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬وما‭ ‬رآه‭ ‬من‭ ‬بشاعة‭ ‬الجرم‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬والده‭ ‬قبيل‭ ‬وفاته،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجناه‭ ‬قتلوه‭ ‬شر‭ ‬قتله،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلوذ‭ ‬بالقضاء‭ ‬والقانون‭ ‬لأجل‭ ‬القصاص‭ ‬لوالده،‭ ‬منوهًا‭ ‬بأن‭ ‬حفل‭ ‬زفافه‭ ‬قد‭ ‬تأجل‭ ‬وحل‭ ‬محله‭ ‬الحزن‭ ‬والخراب‭ ‬بمقتل‭ ‬والده‭ ‬ووفاة‭ ‬والدته‭ ‬حزنًا‭ ‬عليه،‭ ‬لكنه‭ ‬أكد‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجناه‭ ‬معروف‭ ‬عنهم‭ ‬أعمال‭ ‬البلطجة‭ ‬وتجارة‭ ‬المُخدرات‭ ‬والسرقات،‭ ‬وأن‭ ‬بعضهم‭ ‬يعرفهم‭ ‬أهل‭ ‬القرية،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬ويرجوه‭ ‬أن‭ ‬يقتص‭ ‬القضاء‭ ‬لروح‭ ‬والده‭ ‬بإعدام‭ ‬الجناه‭ ‬حتى‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬يحكم‭ ‬ويُجرم‭ ‬تلك‭ ‬الأفعال‭ ‬الإجرامية‭ ‬وأعمال‭ ‬البلطجة‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة