القطن المصري
القطن المصري


«نوّرت يا قطن النيل» .. الذهب الأبيض يتصدر مؤشر الزراعة من جديد

آخر ساعة

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 02:59 م

كتب: ندى‭ ‬البدوى - مروة‭ ‬أنور‭ - ‬ياسين‭ ‬صبرى 

شمسٌ‭ ‬جديدة‭ ‬تُشرق‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬القطن‭ ‬المصري،‭ ‬ليمضى‭ ‬الذهب‭ ‬الأبيض‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة نحو‭ ‬استعادة‭ ‬مجده،‭ ‬بتضافر‭ ‬جهود‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بحل‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬ظل‭ ‬يئن‭ ‬تحت‭ ‬وطأتها‭ ‬لسنواتٍ‭ ‬طويلة،‭ ‬الأملُ‭ ‬الذى‭ ‬تجدد‭ ‬مع‭ ‬القفزة‭ ‬التى‭ ‬حققتها‭ ‬أسعار‭ ‬القطن‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬التسويقى‭ ‬الجديد،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬العالمى‭ ‬على‭ ‬الأقطان‭ ‬المصرية،‭ ‬وزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬المحلى‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الغزل‭ ‬والنسيج،‭ ‬وتعميم‭ ‬منظومة‭ ‬التداول‭ ‬الجديدة،‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬عملية‭ ‬تسويق‭ ‬الأقطان‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬نقائها‭ ‬ومواصفاتها‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬سعر‭ ‬عادل‭ ‬للمُزارع،‭ ‬ما‭ ‬ينبئ‭ ‬بانتعاش‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬وزيادة‭ ‬إقبال‭ ‬المزارعين‭ ‬عليه،‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬المساحات‭ ‬المنزرعة‭ ‬منه‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭.‬

فرحةٌ‭ ‬عارمة‭ ‬تلمسها‭ ‬بين‭ ‬مزارعى‭ ‬القطن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعاره‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬تُعيدهم‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الذهبى‭ ‬لمواسم‭ ‬الخير،‭ ‬بعد‭ ‬سنواتٍ‭ ‬من‭ ‬العناء‭ ‬لم‭ ‬يجلب‭ ‬لهم‭ ‬المحصول‭ ‬خلالها‭ ‬إلا‭ ‬الخسارة، البشائر‭ ‬التى‭ ‬استقبلتها‭ ‬محافظات‭ ‬الوجه‭ ‬القبلى‭ ‬بدأت‭ ‬ببنى‭ ‬سويف،‭ ‬التى‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬القنطار‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬المزادات‭ ‬التى‭ ‬عُقدت‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬3715‭ ‬جنيهاً،‭ ‬فيما‭ ‬تجاوز‭ ‬3800‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬الفيوم‭ ‬التى‭ ‬تضم‭ ‬عشرة‭ ‬مراكز‭ ‬لتجميع‭ ‬القطن‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬التداول‭ ‬الجديدة،‭ ‬التى‭ ‬شهدت‭ ‬إقبالاً‭ ‬غير‭ ‬عادى‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬بالمحافظة‭ ‬لتوريد‭ ‬المحصول‭.‬

اقرأ أيضا : القطن المصرى .. يستعيد عرشه

ورصدت‭ ‬آخر ساعة المنظومة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬مراكز‭ ‬التجميع‭ ‬الذى‭ ‬تراصت‭ ‬فيه‭ ‬أجولة‭ ‬القطن‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬اجيزة‭ ‬95ب،‭ ‬الذى‭ ‬يدوّنه‭ ‬المسئول‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬وزنها‭ ‬بالميزان‭ ‬المُخصص‭ ‬لذلك‭ ‬داخل‭ ‬المركز‭، ‬فيما‭ ‬يتوافد‭ ‬المُزارعون‭ ‬لتوريد‭ ‬إنتاجهم‭ ‬استعدادًا‭ ‬للمزاد‭ ‬المُقبل‭.‬

ارتفاع‭ ‬الأسعار


ويأتى‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬واصلت‭ ‬أسعار‭ ‬القطن‭ ‬الارتفاع‭ ‬بالمزادات‭ ‬التى‭ ‬عُقدت‭ ‬بمحافظات‭ ‬الوجه‭ ‬القبلي،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬بمحافظة‭ ‬الفيوم‭ ‬إلى‭ ‬3865‭ ‬جنيها‭ ‬للقنطار،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭ ‬المُزايدة‭ ‬على‭ ‬أصناف‭ ‬محافظات‭ ‬الوجه‭ ‬البحري،‭ ‬التى‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬تزيد‭ ‬بمقدار‭ ‬200‭ - ‬300‭ ‬جنيه‭ ‬للقنطار،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يتوقع‭ ‬معه‭ ‬الخبراء‭ ‬زيادة‭ ‬قيمة‭ ‬التعاقدات‭ ‬التصديرية‭ ‬للموسم‭ ‬الجديد،‭ ‬التى‭ ‬بلغت‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الماضى‭ ‬237٫4‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬بزيادة‭ ‬25%‭ ‬عن‭ ‬الموسم‭ ‬الأسبق‭ ‬له‭، ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬للعام‭ ‬الحالى‭ ‬نحو‭ ‬1٫6‭ ‬مليون‭ ‬قنطار،‭ ‬بزيادة‭ ‬الزراعات‭ ‬إلى‭ ‬231‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬مقابل‭ ‬171‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬السابق‭.‬

وتشرف ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تداول‭ ‬الأقطان‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭ ‬الشركة‭ ‬القابضة‭ ‬للقطن‭ ‬والغزل‭ ‬والنسيج،‭ ‬بمتابعة‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬المعنية‭ ‬بمنظومة‭ ‬التداول‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتضم‭ ‬وزارات‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬العام‭ ‬ووزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتحكيم‭ ‬واختبارات‭ ‬القطن،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالمنظومة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬نظام‭ ‬المزايدة‭ ‬العلنى‭ ‬الذى‭ ‬يُطبَّق‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بعد‭ ‬تطبيقه‭ ‬بشكل‭ ‬جزئى‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭.‬

اقرأ أيضا : «سنة فارقة في تاريخ القطن المصري».. تفاصيل قفزة أسعار المحصول| فيديو

وتعمل‭ ‬المنظومة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬علاج‭ ‬المشكلات‭ ‬التسويقية‭ ‬لمحصول‭ ‬القطن‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬حق‭ ‬المُزارع‭ ‬وسلامة‭ ‬ونقاء‭ ‬المحصول،‭ ‬وذلك‭ ‬بقصر‭ ‬عملية‭ ‬التداول‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬التجميع‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬بالمحافظات‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ورقابة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬وشروط‭ ‬عادلة‭ ‬لفتح‭ ‬المزادات‭ ‬التى‭ ‬تُشارك‭ ‬بها‭ ‬شركات‭ ‬تجارة‭ ‬الأقطان،‭ ‬ما‭ ‬يلغى‭ ‬دور‭ ‬الوسطاء‭ ‬وعمليات‭ ‬خلط‭ ‬الأقطان‭ ‬بالمحالج‭ ‬الأهلية‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭.‬

عودة‭ ‬الزراعة


كنا‭ ‬نترقب‭ ‬سعر‭ ‬المزاد‭ ‬الأول‭ ‬مثلما‭ ‬ينتظر‭ ‬التلاميذ‭ ‬نتيجة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬يُبادرنى‭ ‬عبدالغنى‭ ‬حسن‭ ‬الذى‭ ‬يمتلك‭ ‬21‭ ‬قنطارًا‭ ‬من‭ ‬القطن،‭ ‬هى‭ ‬حصيلة‭ ‬زراعته‭ ‬لثلاثة‭ ‬أفدنة‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭، ‬متابعًا‭: ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬المحصول‭ ‬هذا‭ ‬الربح‭ ‬بعد‭ ‬الخسارة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬حققها‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬تراوح‭ ‬سعر‭ ‬القنطار‭ ‬بين‭ ‬1700و1900‭ ‬جنيه،‭ ‬ومنذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬كانت‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬تراجع‭ ‬مستمر‭.‬

يضيف‭: ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬هجروا‭ ‬القطن‭ ‬لصالح‭ ‬محاصيل‭ ‬البصل‭ ‬والبنجر،‭ ‬بعد‭ ‬تدهور‭ ‬سعر‭ ‬المحصول‭ ‬وإنتاجيته،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نقف‭ ‬وحدنا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التجار‭ ‬ونضطر‭ ‬للقبول‭ ‬بالأسعار‭ ‬المتدنية،‭ ‬بعدما‭ ‬رفعت‭ ‬الدولة‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬تسويق‭ ‬المحصول‭ ‬آنذاك،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يشجِّع‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬القطن،‭ ‬فمتوسط‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬الفدان‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬والمنظومة‭ ‬تتيح‭ ‬توصيل‭ ‬القطن‭ ‬للشركات‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬للتجّار‭ ‬والوسطاء،‭ ‬والسعر‭ ‬المبدئى‭ ‬الذى‭ ‬تحدّد‭ ‬لفتح‭ ‬المزادات‭ ‬يضمن‭ ‬لنا‭ ‬عدم‭ ‬الخسارة،‭ ‬لكن‭ ‬الحظ‭ ‬حالفنا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬النهائية.

ويرى‭ ‬أحمد‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬الجديدة‭ ‬تقضى‭ ‬على‭ ‬الدواليب‭ ‬الأهلية،‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬يلجأون‭ ‬إليها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬أفضل،‭ ‬بينما‭ ‬تسبب‭ ‬خلط‭ ‬الأصناف‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬ضرر‭ ‬بالغ‭ ‬لمواصفات‭ ‬محصول‭ ‬القطن‭ ‬وإنتاجيته،‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭، ‬لكننا‭ ‬نأمل‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التقاوى‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإكثار‭ ‬لتعود‭ ‬الإنتاجية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬سابقًا‭.‬

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة