قوات أحمد‭ ‬مسعود
قوات أحمد‭ ‬مسعود


وادي بنجشير.. هل يكون مقبرة طالبان؟!

أخبار الحوادث

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 03:01 م

 

تقرير‭ ‬يكتبه:‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬

‭..‬رغم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬وادي‭ ‬بنجشير،‭ ‬مازالت‭ ‬الأوضاع‭ ‬مشتعلة‭ ‬بين‭ ‬قوات‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود،‭ ‬وحليفه‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأفغاني‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬صالح،‭ ‬الذي‭ ‬نصب‭ ‬نفسه‭ ‬رئيسًا‭ ‬شرعيًا‭ ‬لأفغانستان،‭ ‬ووحدات‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬وبين‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬المسيطرة‭ ‬فعليًا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الأفغانية‭ ‬بالكامل،‭ ‬والمدعومة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬قواتها‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لاتفاق‭ ‬تم‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الدوحة‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭.‬

تتكون‭ ‬جبهة‭ ‬المقاومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬وقادة‭ ‬وطيارين‭ ‬رفضوا‭ ‬الاستسلام،‭ ‬عندما‭ ‬اجتاحت‭ ‬طالبان‭ ‬كل‭ ‬الولايات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬إذ‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬شق‭ ‬طريقهم‭ ‬إلى‭ ‬وادي‭ ‬بنجشير،‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬كابول،‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭  ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الجنرال‭ ‬بسم‭ ‬الله‭ ‬خان‭ ‬محمدي‭ ‬الذي‭ ‬قاتل‭ ‬ضد‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬مسعود،‭ ‬وكانت‭ ‬بنجشير‭ ‬معقلاً‭ ‬للمقاومة‭ ‬المناهضة‭ ‬للسوفيت‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬والمقاومة‭ ‬المناهضة‭ ‬لطالبان‭ ‬في‭ ‬التسعينيات،‭ ‬وظلت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬حتى‭ ‬دخول‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وسقوط‭ ‬طالبان‭.‬

عمل‭ ‬مسلحو‭ ‬جبهة‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الدفاعات‭ ‬الطبيعية‭ ‬للوادي‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬الشاهقة‭ ‬والمداخل‭ ‬الضيقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمين‭ ‬مخابئ‭ ‬المدافع‭ ‬الرشاشة‭ ‬وقذائف‭ ‬الهاون‭ ‬وأكياس‭ ‬الرمال،‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬استراتيجية‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬الوادي‭ ‬تحسبًا‭ ‬لهجوم‭ ‬طالبان‭.‬

يقع‭ ‬‮«‬وادي‭ ‬بنجشير‮»‬‭ (‬وتعني‭ ‬خمسة‭ ‬أسود‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية‭) ‬على‭ ‬بعد‭ ‬130‭ ‬كيلومترا‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬العاصمة‭ ‬كابول،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الأفغانية‭ ‬الباكستانية،‭ ‬ومحاط‭ ‬بالجبال‭ ‬الشاهقة،‭ ‬وتبلغ‭ ‬مساحته‭  ‬3610‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬وعدد‭ ‬سكانه‭ ‬173‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬من‭ ‬قومية‭ ‬الطاجيك‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬أيضًا‭.‬

يعود‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬قاعدة‭ ‬جماهيرية‭ ‬لها‭ ‬في‮»‬وادي‭ ‬بنجشير‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬غالبية‭ ‬أنصار‭ ‬الحركة‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬قومية‭ ‬البشتون،‭ ‬و‭ ‬لذلك،‭ ‬لم‭ ‬تلقَ‭ ‬طالبان‭ ‬ترحيبًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭.‬

التاريخ‭ ‬يعيد‭ ‬نفس‭ ‬رواية‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬ضد‭ ‬حركة‭ ‬طالبان،‭ ‬بتولي‭ ‬زمامها‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود،‭ ‬نجل‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬مسعود‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬قوات‭ ‬تحالف‭ ‬الشمال‮»‬،التي‭ ‬شاركت‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬طالبان‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬حينها،‭ ‬إذ‭ ‬ظل‭ ‬صامدًا‭ ‬أمام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬حتى‭ ‬لقي‭ ‬حتفه‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬لتنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭.‬

كان‭ ‬‮«‬تحالف‭ ‬قوات‭ ‬الشمال‮»‬‭  ‬بوادي‭ ‬بنجشير،‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬شاه‭ ‬مسعود،‭ ‬يمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ % ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الأفغانستان،‭ ‬وتم‭ ‬دعمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بهدف‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬كابول‭  ‬والإطاحة‭ ‬بطالبان‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭  ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬القاعدة‭ ‬وراح‭ ‬ضحيتها‭ ‬3000‭ ‬أمريكي‭.‬

لم‭ ‬يتردد‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬نجل‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬مسعود‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬نداء‭ ‬عاجل‭ ‬لواشنطن‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬لدعمه‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬للوقوف‭ ‬أمام‭ ‬طالبان‭ ‬ومحاولتها‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬إرادتها‭ ‬المطلق‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬الفكرية‭ ‬والمذهبية‭ ‬بقوة‭ ‬السلاح‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬الأفغاني‭.‬

وأضاف‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود؛‭ ‬‮«‬ما‭ ‬زال‭ ‬بإمكان‭ ‬أمريكا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ترسانة‭ ‬كبيرة‭ ‬للديمقراطية‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬مقاتليه‭ ‬‮«‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬مستعدين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لمواجهة‭ (‬طالبان‭)‬‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬في‭ ‬مقالته‭: ‬‮«‬أن‭ ‬أفرادًا‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني؛‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬‮«‬وحدات‭ ‬الصفوة‮»‬‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة،‭ ‬هبوا‭ ‬لنصرته،‭ ‬وناشد‭ ‬الغرب‭ ‬تقديم‭ ‬يد‭ ‬المساعدة‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لدينا‭ ‬مخازن‭ ‬ذخيرة‭ ‬وأسلحة‭ ‬جمعناها‭ ‬بصبر‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬والدي؛‭ ‬لأننا‭ ‬كنا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬يأتي‮»‬،‭.‬وتابع‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬شن‭ ‬أمراء‭ ‬طالبان‭ ‬هجومًا؛‭ ‬فإنهم‭ ‬سيواجهون‭ ‬بالطبع‭ ‬مقاومة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬جانبنا‮»‬‭.‬

يتمتّع‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬بخبرة‭ ‬عسكرية‭ ‬نظرًا‭ ‬لدراسته‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬‮«‬ساندهيرست‮»‬‭ ‬العسكرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬علمية‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬كينغز‭ ‬كوليدج‮»‬‭ ‬البريطانية،‭ ‬ودرجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬سيتي‮»‬‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬مستهدفًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬طالبان‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬تحييده‭ ‬وتفكيك‭ ‬جبهته‭ ‬المسلحة‭ ‬تحت‭ ‬نشر‭ ‬شائعات‭ ‬تفيد‭ ‬مبايعته‭ ‬للحركة‭ ‬مقابل‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭  ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭.‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬مسلح،‭ ‬من‭ ‬فلول‭ ‬وحدات‭ ‬الجيش‭ ‬والقوات‭ ‬الخاصة‭ ‬وكذلك‭ ‬مجموعات‭ ‬الميليشيات‭ ‬المحلية،‭ ‬تجمعوا‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬بنجشير،‭ ‬ينتمي‭ ‬غالبيتهم‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الكوماندوس‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭  ‬بنحو‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬مقاتل،‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬مُقاتل،‭ ‬يمثلون‭ ‬مجموع‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬وتحت‭ ‬يدهم‭ ‬20‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الطائرات‭ ‬الهليكوبتر‭ ‬والمركبات‭ ‬العسكرية‭.‬

خاضت‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأفغانية‭ ‬مئات‭ ‬المواجهات‭ ‬ضد‭ ‬حركة‭ ‬طالبان،‭ ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬الميدانية‭ ‬بينهما،‭ ‬أدت‭ ‬لهزيمة‭ ‬مقاتلي‭ ‬حركة‭ ‬طالبان،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بعدما‭ ‬اكتسبت‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬خبرات‭ ‬متتالية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2007،‭ ‬وقت‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وأن‭ ‬عملية‭ ‬سقوط‭ ‬كابول‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬خيانة،‭ ‬وليس‭ ‬هزيمة‭ ‬للقوات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭.‬

يتمتع‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬والتدريبات‭ ‬التي‭ ‬تلقوها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬بجانب‭ ‬الفرق‭ ‬الخاصة‭ ‬المعنية‭ ‬بمجال‭ ‬الاتصالات‭ ‬والحرب‭ ‬عبر‭ ‬الطائرات‭ ‬المُسيرة‭ ‬والأسلحة‭ ‬الحرارية‭.‬

توقعت‭ ‬التقارير‭ ‬الغربية‭ ‬العسكرية‭ ‬صمود‭ ‬المعارضة‭ ‬الأفغانية‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعثر‭ ‬الأزمات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬حركة‭ ‬طالبان،‭ ‬وتمكنهم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬لوجيستي‭ ‬الذي‭ ‬يصعب‭ ‬سقوط‭ ‬وادي‭ ‬بنجشير‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الحركة،‭ ‬مثلما‭ ‬تعثر‭ ‬سقوطها‭ ‬في‭ ‬التسعينات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬الميدانية‭ ‬ستكون‭ ‬متمركزة‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬العصابات‮»‬،وليس‭ ‬استراتيجية‭ ‬الجيوش‭ ‬النظامية‭.‬

اتخذت‭ ‬طالبان‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬أهمها‭  ‬تشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬لإدارة‭ ‬الدولة‭ ‬الأفغانية‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬حالة‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬أمام‭ ‬دوائر‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬العربي‭ ‬والغربي،‭ ‬بينما‭ ‬رفضت‭ ‬مشاركة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الجنرال،‭ ‬عبد‭ ‬الرشيد‭ ‬دوستم،‭ ‬والجنرال‭ ‬محمد‭ ‬نور،‭ ‬والممثلين‭ ‬عن‭ ‬أمراء‭ ‬الرحب‭ ‬الأفغان،‭ ‬لما‭ ‬لهما‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬حركة‭ ‬طالبان،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

كما‭ ‬عينت‭ ‬الحركة‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬جول‭ ‬أغا‭ ‬سيكون‭ ‬وزيرًا‭ ‬للمالية،‭ ‬وصدر‭ ‬إبراهيم‭ ‬وزيرًا‭ ‬للداخلية،‭ ‬ونجيب‭ ‬الله‭ ‬لرئاسة‭ ‬المخابرات،والملا‭ ‬شيرين،‭ ‬حاكمًا‭ ‬على‭ ‬كابول،‭ ‬وحمد‭ ‬الله‭ ‬نعماني،‭  ‬محمد‭ ‬إدريس،‭ ‬رئيسًا‭ ‬لمصرف‭ ‬أفغانستان‭ .‬

مازالت‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬مثيرة‭ ‬للشك‭ ‬والريب‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيام‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ناشونال‭ ‬إنترست‮»‬‭ ‬الأمريكي‭ ‬المعني‭ ‬بالشئون‭ ‬العسكرية‭ ‬والاستراتيجية،‭ ‬بنشر‭ ‬تقرير‭ ‬حول‭ ‬المصادر‭ ‬الـ6‭ ‬للحركة‭ ‬والتي‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬المخدرات‭ ‬وفرض‭ ‬الضرائب،‭ ‬واستخراج‭ ‬المعادن،‭ ‬وغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬التبرعات‭ ‬والعقارات‭.‬

ويضيف‭ ‬الموقع‭ ‬أنه،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشرين‭ ‬الماضية،‭ ‬تزايدت‭ ‬ثروة‭ ‬مسلحي‭ ‬طالبان،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬نظامها‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬إثر‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020،‭ ‬حقتت‭ ‬طالبان‭ ‬عائدات‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬سري‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬تسرب‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭.‬

وأشار‭ ‬الموقع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المخدرات‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬شكلت‭ ‬نحو‭ ‬84‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاج‭ ‬الأفيون‭ ‬العالمي،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأخيرة‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬أرباح‭ ‬هذه‭ ‬المخدرات‭ ‬ذهبت‭ ‬لحركة‭ ‬طالبان،‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬زراعة‭ ‬الأفيون‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الخاضعة‭ ‬لسيطرتها،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنها‭ ‬تفرض‭ ‬ضريبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬10‭ % ‬على‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬إنتاج‭ ‬الأفيون،‭ ‬وأن‭ ‬خزينة‭ ‬طالبان،‭ ‬تكسبت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الأفيون‭ ‬فقط‭.‬

وأضاف‭ ‬الموقع‭ ‬الأمني،‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬تقوم‭ ‬بعمليات‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستيراد‭ ‬والتصدير،‭ ‬وفق‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬قال؛‭ ‬إن‭ ‬الحركة‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬سلسلة‭ ‬شركات‭ ‬‮«‬نورزاي‭ ‬براذرز‭ ‬المحدودة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تستورد‭ ‬قطع‭ ‬السيارات‭ ‬وتبيع‭ ‬السيارات‭ ‬المعاد‭ ‬تجميعها،‭ ‬وأن‭ ‬عائدات‭ ‬الحركة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬240‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الاستيراد‭ ‬والتصدير،‭ ‬وأن‭ ‬مكاسب‭ ‬الحركة‭ ‬السنوية‭ ‬من‭ ‬التبرعات‭ ‬والضرائب،‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

ويوضح‭ ‬المراقبون،أن‭ ‬الجماعات‭ ‬الأصولية‭ ‬المسلحة،‭ ‬اعتبرت‭ ‬وصول‭ ‬طالبان‭ ‬للحكم‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬لثمرة‭ ‬كفاحها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬سارعت‭ ‬إلى‭ ‬طمأنة‭ ‬الجميع،‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬باستخدام‭ ‬الأراضي‭ ‬الأفغانية،‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬مضادة‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭.‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الأممية‭ ‬وثقت‭ ‬استمرار‭ ‬العلاقة‭ ‬طالبان‭ ‬بتنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬رغم‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬والإدارة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬الدوحة،‭  ‬فوفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬حزيران‭  ‬يونيو‭  ‬2021‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬القاعدة‮»‬،‭ ‬وعناصر‭ ‬إرهابية‭ ‬أخرى‭ ‬متحالفة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬طالبان‮»‬‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬واحتفلوا‭ ‬بخروج‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬باعتباره‭ ‬انتصار‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة