حضارة الإنكا
حضارة الإنكا


«حضارة الإنكا».. استمرت 100 عام سيطرت على أمريكا وقضى عليها الأسبان

هناء حمدي

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 04:05 م

«الحضارات القديمة» .. بمجرد سماعك لهذه الكلمات يخطر على ذهنك الحضارة الفرعونية والحضارة الفينيقية أو الاغريقية أو الحضارة البابلية، وقد يفكر البعض في حضارة روما القديمة أو حتى حضارة الصين فكل هذه الحضارات امتدت لقرون زمنية وحققت فيها من الإنجازات ما أهلها أن يتم ذكرها في التاريخ على أنها أعظم الحضارات وأكثرها تأثيرا فشواهدها ما زالت قائمة وأثارها باقية وألغازها لم تكشف بعد.


ولكن هناك حضارة أخرى لم تطرأ على ذهن أحد فقد تكون لا تعرفها أو لم تأخذ نفس مكانة الحضارات العظيمة في التاريخ أو لأن مكانها الجغرافي لم يكن تم أكتشافه بعد! هي حضارة استمرت 100 عام وسيطرت على أراضي امتدت مساحتها لـ 770 الف ميل مربع وانتمى إليها ما بين 6 و14 مليون شخص.. تمكنت من معرفتها؟! 

راندا تروج للحضارة الفرعونية بـ«المتروبوليتان»

حضارة «الإنكا» هي تلك الحضارة التي نشأت كقبيلة صغيرة على مرتفعات بيرو في أوائل القرن الـ 13 ثم أصبحت أكبر إمبراطورية في أميركا عام 1400 بعد توسعاتها وغزوها للقبائل الأخرى الواقعة في مختلف أنحاء الساحل الممتد من كولومبيا وصولاً إلى الأرجنتين واتخذت من " كوسكو " -بيرو حاليا- عاصمتها الإدارية والسياسية والعسكرية لتصبح أكبر حضارات أمريكا الجنوبية في العصر قبل الكولومبي وأكثرها تأثيرا.

وتميز شعب الإنكا بالترابط الأسري ورغم تفضيلهم للذكور إلا أن المرأة كانت تحظى باحترام كبير حتى أنها يمكن أن تصبح كاهنة في المناصب الحكومية وعندما تصل البنات إلى سن الـ 16 فهذا يعني انها أصبحت مستعدة للزواج وحسب الزوج تتحدد إذا كانت الفتاة هي سيدة المنزل الوحيدة أم لا فالرجال المنتمين للطبقات الفقيرة والوسطى لا يحق لهم سوى زوجة واحدة أما المنتمون للطبقة الأرستقراطية يسمح لهم بتعدد الزوجات.

وكان دور النساء بعد الزواج هو إعداد الطعام ورعاية الحيوانات والأطفال والعمل في الزراعة لأراضي أسرة الزوج فهي حضارة قائمة بشكل أساسي على الزراعة فقط فلم يكون هناك قوافل تجارية أو علاقات تبادلية مع حضارات أخرى ولذلك كانوا يعتبروا الطعام منحة من الألهة واشتهروا بزراعة البطاطا حتى قيل أنهم أول من زرعوها كما اشتهروا بزراعة الكينوا والذرة والفلفل الحار كما كان يمثل الطعام العملة الخاصة بهم فالجميع يزرع طعامه ويقايضون الطعام بسلع أخرى مثل البطانيات أو السلال. 

وعلى الرغم من إيمانهم بتعدد الآلهة إلا أن الإله «باتشاكاماك» خالق البشر والنباتات والمشرف على الزراعة وجودة المحاصيل هو الأكثر أهمية فحين يكون باتشاكاماك مسرور تسير بشكل جيد وفي لحظات غضبه تحدث الزلازل لذلك كانوا يحرصون دائما على جعله سعيد من خلال تقديم القرابين والتضحيات التي انطوت على التضحية بالبشر من الرجال والنساء والأطفال.

وكانت الاحتفالات الدينية من أفضل أوقات شعب الإنكا لأنه الوقت الذي يسمح لهم فيه بتناول اللحوم وكذلك ارتداء الصنادل المصنوعة من جلد الحيوان فلم تكن الأحذية شيء أساسي في ملابس شعب الانكا، حيث كانت ملابسهم الإمبراطورية هي الملابس المصنوعة من صوف الألبكة حتى انتهى كل هذا التراث على يد فرانثيسكو بيثارو.

ففي عام 1533 سقطت إمبراطورية الإنكا على يد الغزاة الإسبان بقيادة فرانثيسكو بيثارو الذي تمكن من استغلال الاختلافات الموجودة داخل الإمبراطورية خاصة وانها قائمة على الغزو فثارت الشعوب الخاضعة ضد الإنكا ومع تفشي الأمراض الدخلية التي أحضرها الأوروبيون في اكتشافاتهم مثل مرض الجدري الذي قضى على أغلبية الشعب ساعد بيثارو على إسقاط إمبراطورية الإنكا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة