بين الحين والحين يحلو لي أن اذهب إلي أرشيف المعلومات بمبني أخبار اليوم العتيق ذلك الأرشيف الذي يضم كنوزا تاريخية معلوماتية أتمني أن يطلع عليها الجميع..بينما كنت أبحث عن معلومات حول التاريخ الدموي لجماعة الإخوان وقعت في يدي قصاصة لخبر منشور في الصفحة الأولي بجريدة الأخبار في عام 1989 بعنوان « انزعاج اقتصادي لارتفاع سعر الدولار إلي 83 قرشا «..تعجبت وشغل الموضوع بالي اكثر وبدأت أقرأ عن تاريخ سعر الدولار أمام الجنيه الذي كان عملاقا.
اكتشفت انه في عام 1939 وحتي 1949 في عهد الملك فاروق، ملك مصر والسودان كان الدولار يساوي25 قرشا ومن عام 1950 حتي 1967 ارتفع السعر إلي 35 قرشا..ومن عام 1968 حتي 1978 ارتفع إلي 40 قرشا ومن عام 1979 حتي 1988 ارتفع إلي 60 قرشا وفي عام 1989 قفز الي83 قرشا.
وبدأ سعر الجنيه في التدهور بداية من عام 1990 حيث بلغ سعر الدولار 150 قرشا ثم 3 جنيهات حتي وصل إلي 7 والآن تخطي حاجز العشرة جنيهات.
سألت صديقا يشغل منصب نائب مدير بأحد البنوك عن أسباب جنون سعر الدولار وكيف تتمكن الدولة من مواجهة ذلك ؟..قال :من اهم اسباب ارتفاع سعر الدولار حدوث معاملات مشبوهة من تحت « الترابيزة «.
أيضا لوبي التنظيم الدولي للإخوان الذي نشط بشكل كبير خلال الشهور الماضية وبدأ في جمع الدولارات من المصريين بالخارج حيث يشترون الدولار بسعر أعلي من سعر البنوك المصرية ويدفعون لأسر العاملين بالخارج في مصر بالجنيه المصري.. ايضا شركات الصرافة التي تجمع الدولار من الناس بدون قسائم وتتحكم في السوق السوداء ،وقال ان الحل في إلغاء هذه الشركات وإنشاء شركات صرافة وطنية تابعة للبنوك وتغليظ العقوبات علي المضاربين والمتاجرين في الدولار في السوق السوداء.. تحدث معي منزعجا عما يسمي في البنوك «money gram»وقال انه يتم عن طريق «الموني جرام» اجراء تحويلات بالدولار لبعض الأشخاص والطلاب الأفارقة الذين يدرسون بالمجان في مدينة البعوث بواقع 60 ألف دولار شهريا وهذ رقم مخيف لا نعلم اين ينفقه الطالب وبالتأكيد يذهب للمضاربة في السوق السوداء..وطالب بتحجيم الاستيراد خاصة في سلع الرفاهية او السلع التي يتم انتاجها محليا لتوفير الدولار حيث يقوم المستوردون بعمل اكثر من 5 او 6 بطاقات استيرادية في 6 بنوك ويحصل من كل بنك علي 50 ألف دولار وبذلك يستورد سلعا بأكثر من 300 ألف دولار. والمثير أننا نستورد أكثر من 30 نوعا من الشيكولاته و20 نوعا من اللبان في ظروف يجب ان يتكاتف فيها الجميع للحد من الارتفاع الجنوني للدولار..قلت لصديقي : لماذا لا تتحدثون ؟ قال : ممنوع علينا الكلام والتصريحات الصحفية.. وجدت ان من واجبي ان انشر ذلك لعلي اجد من يقرأ ويعي ما بين السطور.