كرم جبر
كرم جبر


ضى القلم

أمريكا .. طعنة فى الظهر !

كرم جبر

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 08:10 م

 

الحكاية ببساطة أن شركة "نافال جروب" الفرنسية تعاقدت مع الحكومة الأسترالية، لتصنيع غواصات، وقيمة التعاقد 56 مليار دولار على مدى 50 سنة.
العقد قبلة حياة للصناعات الفرنسية، ويساعد فى تخفيف حدة البطالة الناجمة عن كورونا، ولم يحدث مثله فى تاريخ فرنسا، ويفتح أبواب الدنيا لسيطرة الشركات الفرنسية على هذه الصناعة.
لماذا تريد أستراليا هذا الحجم الهائل من الغواصات ؟
لمواجهة الخطر الصينى الذى يتمدد فى المنطقة، ويعرض أمنها القومى لمخاطر شديدة.
ودون سابق إنذار تدخلت أمريكا وخطفت الصفقة من فم فرنسا، وضمت معها "بريطانيا" لتشكيل تحالف ثلاثي، وجن جنون فرنسا ورئيسها ماكرون.
قل ما شئت.
خيانة، فظاظة، انتهازية، طعنة فى الظهر، وغير ذلك من الألفاظ الحادة، التى جاءت لأول مرة على لسان الرئيس الفرنسى ماكرون ووزير خارجيته.
وتعقدت الأمور لأقصى درجة.
فأمريكا لم تراع العلاقات التاريخية مع فرنسا، ونسيت أن القوات الفرنسية ساعدت الثوار الأمريكيين ضد المستعمر "البريطاني"، ولم تعمل أى حساب لرابطة الدم، حيث قتل عدد كبير من الجنود الأمريكيين دفاعاً عن فرنسا إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية.
والدولتان عضوان أساسيان فى حلف الأطلسي، فأصبح الحلف "على كف عفريت"، لأن المصالح تغلبت على الهدف الرئيسى للحلف فى الدفاع عن استراتيجية أعضائه.
والرئيس بايدن أخذ على عاتقه تعبئة شركائه الأوروبيين للوقوف معه ضد الصين، الخطر الزاحف على المصالح الأمريكية، ووجد قبولاً لمطالبه فى اجتماعات الحلف فى يونيو الماضي.
وأصبح الهاجس القوى هو أن تؤثر صفقة الغواصات على الحلف، فتتآكل قوته ويواجه خطر الانقسام، لخروج أمريكا وبريطانيا على القواعد المتعارف عليها، وتوجيه طعنة فى الظهر لفرنسا.
وأستراليا يسيل لعابها عندما وعدتها واشنطن بأن تعمل الغواصات بالدفع النووي، مع تكثيف التعاون الاستراتيجى والأمنى والتقنى بين البلدين فى السنوات القادمة، لاستشراف مستقبل الأنظمة الدفاعية والهجومية، وهى ميزة لم تقدمها الشركة الفرنسية، أو كانت تحيطها بنطاق من السرية لحين تنفيذ التعاقد.
المحصلة:
1- المصالح تتصالح، فلا صداقة تستمر ولا عداء يتواصل، ولم تجد أمريكا أدنى حرج فى خطف الصفقة من حليفتها فرنسا، وعلى المتضرر أن يضرب رأسه فى الحائط.
2- الفلوس هى التى تدير العالم، وتشترى المواقف والمبادئ والأخلاق، ومن يمتلك الثروة يستطيع أن يشترى القوة.
3- الولايات المتحدة الأمريكية تضرب الأمثلة يوماً بعد الآخر، أنها لا تصادق ولا تتحالف ولا تعرف إلا مصلحة أمريكا، ولا تدافع إلا عن أمريكا.
4- ما حك جلدك غير ظفرك.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة