د. فاروق الباز
د. فاروق الباز


الباز: سنوات السيسي شهدت تطورًا وازدهارًا.. والجمهورية الجديدة استمرارًا للإنجازات

ياسمين سامي

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 09:07 م

عالم مصرى كبير لا خلاف على نجاحه ومكانته العالمية الكبيرة، وكذلك على خلقه ووطنيته، لم يعرف اليأس له طريق، ولم يغب عنه النجاح أو يفارقه، تهافتت عليه أكبر الجهات والمؤسسات العالمية للاستفادة من خبراته فى مجال الجيولوجيا، بالتأكيد لم يصل إلى هذه المكانة بسهولة، بل نحت فى الصخر وبذل قصارى جهده دون كلل أو ملل، وقد عمل فى وكالة "ناسا"، للمساعدة فى التخطيط للاستكشاف الجيولوجى للقمر، كاختيار مواقع الهبوط لبعثات أبولو وتدريب رواد الفضاء على اختيار عينات مناسبة من تربة القمر وإحضارها إلى الأرض للتحليل والدراسة.

إنه د. فاروق الباز، الذى شغل عدة مناصب منها منصب أستاذ البحث العلمى ومدير مركز الاستشعار عن بُعد فى جامعة بوسطن، كما أنه أستاذ مساعد للجيولوجيا فى جامعة عين شمس، وعضو مجلس الثقات فى مؤسسة الجمعية الجيولوجية الأمريكية فى بولدر بكولورادو، وعضو فى مجلس القادة فى مؤسسة البحث والتطوير المدنى للدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتى السابق "سى آر دى إف جلوبال"، وعضو فى الأكاديمية الأمريكية الوطنية للهندسة فى واشنطن، وعمل ضمن برنامج (أبولو 11) لاكتشاف الفضاء، فهو ابن محافظة الشرقية تحديدًا مدينة الزقازيق، النجاح العلمى ليس الوحيد لكنه حصل أيضًا على جائزة Inamori العالمية للأخلاق عام 2018 ليجمع بين العلم والأخلاق.
وبمناسبة تدشين الجمهورية الجديدة كان لـ "الأخبار" هذا الحوار مع العالم الكبير فى السطور التالية:

- كيف ترى مصر بعد 7 سنوات من حكم الرئيس السيسى؟
ليس هناك من شك أن مصر خلال 7 سنوات ماضية تطورت كثيرا وأصبحت لها مكانة داخل الوطن العربى وخارجه، ومعنى ذلك أن سنوات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى أضافت الكثير وهذا ما كنا نتمناه، والجمهورية الجديدة نتيجة لتقدم مصر وحدث ازدهار كبداية لما يمكن أن تكون مصر به، فلا أعتقد أن يكون اسمها الجمهورية الجديدة لكن هى استمرار لجمهورية مصر العربية على أساس أننا نتطلع مستقبلا لتقدم أكبر وأكبر خاصة فى التعليم والبحث العلمى لرفعة مصر عالميا.

- لماذا يتعمد البعض التشكيك فى إنجازات الدولة المصرية؟
دائما نجد مَنْ يشككون فى كل شىء وهذا وارد، وينبع هذا التشكيك من ضعف الشخصية ولا يقوى على إنجاز أى مهام ويحاول إظهار أن كل مَنْ حوله مخطئون وهذا مرض، فلا يجب الالتفات إليهم أو محاربتهم، بل تركهم يقولون ما يقولون، لأن حديثهم سيتلاشى بالتجاهل، وتسير مصر فى طريقها نحو مزيد من التقدم والازدهار.

- هل تسير مصر اقتصاديا على الطريق الصحيح؟
مصر تسير اقتصاديا على الطريق السليم ونأمل استمرار العمل على زيادة الرقعة الزراعية، وإنتاج المزيد من المحاصيل، خاصة التى يعتمد عليها المصريون فى الطعام ونصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتى التام، فمصر طوال عمرها وعبر التاريخ دولة عظيمة كانت تصدر المحاصيل الزراعية للدول من حولها، ولابد من إعادة مكانتها بإنتاج ما نحتاجه من غذاء والتغلب على مشكلة الزيادة السكانية، والسير قدما فى طريق إستراتيجية واضحة لزيادة المحاصيل، وكذلك الحد من الانفجار السكانى.

- كيف ينظر علماء مصر إلى جهود مصر فى إصلاح التعليم؟
علماء مصر فى داخلها وخارجها مهتمون بما يحدث حاليا فى الدولة المصرية من تقدم ومن أن العلم تزداد الأهمية به "خطوة خطوة" وسعداء بوجود اهتمام لإصلاح التعليم، خاصة بعد فترة انهيار كبيرة فكان لابد من إصلاحه والتوقف عن الدروس الخصوصية وبيع الملازم فى الجامعات وتدريب كوادر تصلح لتعليم الطلاب سواء من أساتذة الجامعات والمعلمين فى المدارس وتحسين رواتبهم ورفع كفاءتهم فلا بد أن تتغير منظومة التعليم فى مصر بشكل كبير.

- ما الآليات التى تستطيع الدولة استخدامها للحد من هجرة العقول المصرية للخارج؟
نحد من هجرة العقول للخارج عندما تتوافر فرص حقيقية ليس فقط فى الحكومة ولكن فى القطاع الخاص ايضًا وتكون هناك أولويات لدى البحث العلمى والباحثين، فلا يوجد مَنْ يهاجر خارجا إلا إذا لم يجد فرصة فى الداخل ووجد فى الخارج فرصة جيدة، فأنا لم أكن انتوى استكمال حياتى بالخارج وعدت إلى مصر وظللت أبحث عن عمل يكافئ عملى بالخارج، ولم أجد هذا العمل وتعبت كثيرًا وظللت 5 او 6 اشهر بدون اى راتب وكان معى زوجتى حينها، وكنت وقتها حاصلا على دكتوراه فى الجيولوجيا ورغم وجود 4 أقسام للجيولوجيا فى 4 جامعات، إلا أننى لم أحصل على الإذن للعمل وظللت دون راتب ودون عمل رغم ان تخصصى فى الدكتوراه "الجيولوجيا الاقتصادية" فالروتين هو السبب الأساسى لهجرة الكوادر والعقول وأنه لابد من تغيير بعض النظم الادارية لأن كل مواطن مصرى حقيقى يتمنى العمل فى بلده.

- كيف يتم تطوير البحث العلمى فى مصر؟
جزء مما يريده العلماء هو الاهتمام بالبحث العلمى فعلى الأقل يصرف عليه 2 % من الميزانية، فالولايات المتحدة الأمريكية تصرف ما يقرب من 3 % على البحث العلمى، واسرائيل تنفق 4.6 ٪ من ميزانيتها على البحث العلمى، أما فى مصر لا ننفق أكثر من 1 % من الميزانية على هذا المجال المهم لذلك يجب أن نعطيه حقه ونزيد من دعمه ماديا وعلميا واقتصاديا وكل شىء.

- من وجهة نظرك.. ما الصعاب التى يعانيها الباحثون فى الوقت الراهن؟
الباحثون فى مصر يعانون من بعض الصعاب خاصة الشباب منهم يتم الاستهانة بإمكاناتهم احيانًا بسبب صغر سنهم، وأثناء رحلة أبوللو 11 كان متوسط عمر القائمين على الرحلة 26 عامًا فقط، فالشباب هم مَنْ كانوا الأساس فيها يراقبون السفينة على كل المستويات، فالصورة المغلوطة بأن الباحث لابد أن يكون كبيرا فى السن مغلوطة، بالإضافة إلى احتياجهم لتوفير بعض الإمكانات واحتياجهم للدعمين المادى والمعنوى والتشجيع من أجل الاستمرار وهو ما لا يجدونه احيانًا فى بيئة عملهم.

- كيف يمكن تطوير التعليم؟
تطوير التعليم لابد أن يتسم بالاستمرارية دون توقف لمواكبة العصور المختلفة، وزيادة ميزانيات الأبحاث والعلوم ورواتب الأساتذة والمعلمين والعاملين فى المنظومة، وتتعرض للهجوم لأن هناك مَنْ ينتقد وهو بعيد عن الصورة وغير منخرط تماما فى المنظومة، ولا يجب النظر من الأساس لمَنْ يهاجم، فمصر تسير فى خطاها ثابتة.

- إذا كنت ستوجه رسالة للشباب، فما هى؟
مصر بلد عظيم ونهضت من جديد بسبب أبنائها وشعبها ولابد من العمل بشكل سليم فى كل المجالات بغض النظر عن أى احباطات او عراقيل تقابلها من اى شخص او اى شىء، وانظروا إلى مصر أنها "أم" وبلدكم، واعملوا على رفعتها لأن رفعة قيمة مصر من قيمة شعبها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة