مبروك علي الحكومة ثقة مجلس النواب في برنامجها الذي يستغرق عامين..
داعبت فيه الحكومةاحلام المواطنين، بحلها لجميع مشاكلهم، في مدة زمنية هي الأقصر من نوعها في تاريخ البلاد!
الحكومة قطعت علي نفسها عهوداً مستحيلة تحقيقها، للحصول علي موافقة مجلس النواب علي برنامجها في عملية الاصلاح.. أخذت علي عاتقها القضاء علي الفساد والبيروقراطية، ورضاءالمواطن باعتباره قلب برنامج الحكومة.. في برامج للتعليم والصحة والاسكان والصرف الصحي.
الحكومة في نفس الوقت تقول للمواطن «انتظر لاتفرح».. كل هذه الاحلام تحتاج استثمارات ضخمة ليست في طاقتها تدبيرها.. في برنامج زمني متوسط لايكفي عامين لتحقيقه.
انتظر أكثر.. فكر قبل أن تفرح.. عليك أن تتحلي بالصبر لتحصل علي ثواب الصابرين.. عليك أن تتحمل القرارات الصعبة والقاسية، التي طالما تم تأجيلها علي مدار الحكومات السابقة.
الحكومة الحالية قررت مفاجأة الشعب بقرارات صعبة، لم تفصح عنها في بيانها، بل ستكشف عنها بعد الموافقة علي البيان لتكون مفاجأة سارة، وهدية الحكومة، لتخطف القلوب الفقيرة التي لاتتحملها.
فالفقراء ليس لهم مكان، ومتوسطو الدخل سيحلون محلهم.
فالدولة رفعت شعار الخدمة مقابل السعر العادل لها.. حتي قبل موافقة البرلمان علي برنامجها.. والشكاوي بدأت ترتفع من اسعار فواتير الكهرباء والمياه.. والحكومة لسان حالها «محنا قلنا هنرفع الدعم عن الطاقة خلال ٥ سنوات.. انتم ليه ذاكرتكم ضعيفة إحنا كل شوية هنعلن».
والسؤال: ماذا ينتظر الناس من الحكومة؟
الواقع ان الناس لاتنتظر أي خير من الحكومة الواضحة الشفافة، التي اعلنت منذ اليوم الأول انه ليس لديها ما تعطيه للمواطنين من أنباء سارة اعتادوا عليها في المواسم والاعياد مثل عيد العمال، الذي اصبح علي الابواب.. انسوا الاخبار السارة مع الموازنات الجديدة، فلا علاوة اجتماعية..
الحكومة الآن في أشد الحاجة إلي مرتبات الموظفين التي تلتهم ربع الموازنة العامة.. الحكومة أولي.. خاصة ان الموظفين لايؤدون عملا مثمرا يستحقون عليه هذا الأجر.. ده كلام الحكومة مش كلامي.
اذا كانت الحكومة اعلنت في برنامجها دفعها للفئات المهمشة والأولي بالرعاية خارج بؤرة الفقر.. فهي صادقة.. لأنها بقراراتها الصعبة ستتخلص من هذه الفئات تماما بالسكتة القلبية أو الدماغية.. لأنهم لايملكون قوت يومهم أو مصاريف علاجهم.
.. ولاتزال وزيرة التضامن الاجتماعي تعلن انجازاتها أمام مجلس الوزراء وإنها تبذل قصاري جهدها في حصر هذه الفئات!.
اذا كانت الحكومة علقت آمالا علي المشروعات العملاقة كطوق للنجاة.. فالدراسات تؤكد ان اثارها علي المدي الطويل، ولايشعر بها المواطنون لاعتمادها علي الميكنة اكثر من فرص العمل.
حتي في خفضها لمعدلات البطالة نجد وزير التعليم العالي يؤكد ان الحكومة غير ملزمة بتعيين خريج واحد.
وتعتبر الحكومة انجازاتها في توفيرفرصة عمل واحدة لكل ٢٠٠خريج جامعي أو حاصل للماجستير.. وبذلك سوف تخفض نسبة البطالة إلي ٩٪ بحلول ٢٠٢٠.
تتعهد الحكومة في برنامجها بسوق منضبط، عجزت عن تحقيقه بخلقها أزمة الدولار، بإعلانها رسميا او ضمنيا وجود سعرين للدولار رسمي وآخر للسوق السوداء.. في وقت تقّوم الحكومة كل مصروفاتها ومصروفات المواطن بالدولار وليس بالجنيه.. فنجد فاتورة الطعام والملبس والخدمات ترتفع كل يوم ولا تفرق بين فقير وغني مع ارتفاع سعر الدولار.
وإذا كانت الحكومة جادة في النهوض بالبلاد، عليها ان تعود لدورها الحقيقي الذي تنازلت عنه للقطاع الخاص والمحتكرين من المستوردين، وان تضطلع بدورها في تقديم تنمية حقيقية لصالح محدودي الدخل الذي لم تذكره ولو لمرة واحدة في بيانها، واختارت ان تكون حكومة متوسطي الدخل، في تصريحات يرددها رئيس الحكومة في كل وقت بأن الخدمات المميزة ستكون لمتوسطي الدخل بعد تسليم الخدمات للقطاع الخاص وتكتفي معه بدور المراقب الذي يغض البصر لانه باختصار ليس لديه أموال لينافس لصالح السعر العادل للخدمة اللائقة.
أخيرا أقول لا عزاء للشعب، فنواب البرلمان اختاروا الحكومة وتركوك لفقرك ومرضك ومعاناتك.