تخيل مملكة صغيرة فى أعلى الجبال، يبلغ عدد سكانها ٧٤٠ ألف نسمة، معزولة عن حروب ومشاكل العالم الحديث.. ملك يبذل أقصى جهده لتحسين حياة الناس، ببناء الطرق والمدارس والمستشفيات. وبدلاً من أن يقيس نجاح بلاده بالناتج القومى الإجمالى، يقيس هذا النجاح بنسبة السعادة.
هذه ليست قصة خيالية من كتب قصص العجائب.. بل قصة حقيقية احتوتها جبال الهملايا لدولة بوتان الواقعة بين الهند والصين.
فى عام 2008، تنحى الملك جيغمى سينغى وانجتشوك عن عرشه الذهبى، ليعطى منصبه لابنه الأكبر، وسلطته لعامة شعبه
يؤمن مؤسس بوتان الحديثة أن السعى لتحقيق السعادة هو حق وهبه الله لكل الناس ولكن السعادة بالنسبة لآخر مملكة بوذية مستقلة على الأرض، تختلف تماماً عن منظور السعادة فى باقى بقاع العالم.
الغريب فى شعب بوتان أنهم لا ينفرون من الموت فى جميع صوره وأشكاله.. الموت يظهر فى كل مكان هناك، وخاصة فى صناعة تماثيل بوذا، حيث ستجد ألواناً وزخارف مروعة، لا أحد، حتى الأطفال، يظل بعيدا عن هذه الصور والأشكال، أو عن رقصات الطقوس التى تجسد الموت.
ليندا ليمنج، مؤلفة كتاب «دليل ميدانى للوصول إلى السعادة» كتبت تقول ما تعلمته فى بوتان عن الحياة والمحبة والصحوة «أدركتُ أن التفكير فى الموت لا يجعلنى مكتئبة، إنه يجعلنى أغتنم كل فرصة، وأرى الأمور التى لم أكن لأراها عادة، أفضل نصيحة أقدمها هى: سافروا إلى هناك، تأمّلوا فى أمرٍ لا يمكن التفكير فيه، وهو ما يرعبك عدة مرات فى اليوم..» تأملوا فى الموت !!.