كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حرّاس «القوى الناعمة»

كرم جبر

الإثنين، 20 سبتمبر 2021 - 05:37 م

توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بحماية القوة الناعمة المصرية، يحفظ كرامة وكبرياء والفنانين، ويوفر لهم مظلة من الرعاية الصحية والاجتماعية، من حقهم أن يحصلوا عليها.


نسمع كثيراً عن حالات تعجز عن العلاج والرعاية وبعضهم لا يتحمل نفقات المعيشة، والفنان الذى يصون كرامته إما أن تحاصره متطلبات الحياة، أو يموت جوعاً دون أن يجد من ينقذه.

القرار يحمى فئة مهمة من «حراس الوعي»، ففى زمن الفن المصرى الجميل، اختفت دعاوى التطرف والإرهاب والعزلة، وسادت المعانى والقيم المصرية الأصيلة.


جيل يسلم جيلاً من العظماء، وكان العطاء الأكثر أثراً إبان ثورة 1919، عندما أنتج الإبداع المصرى أسماءً بارزة فى كل المجالات، يصعب حصرهم ويتجاوز تعدادهم سكان دولة صغيرة.

والفن المصرى كان دائماً حامياً للهوية الوطنية فى كل المناسبات، وأتذكر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وهو يشدو «ليه بس ناح البلبل ليه فكرنى بالوطن الغالي» فى أغنيته «حب الوطن فرض عليا».


وامتزج عشق الوطن بالهدوء والسكينة والسلام النفسي، واختار «البلبل» أجمل مخلوقات الله، و«ناح» الصوت الجميل، وهكذا وطنه يجمع الاثنين، وليس صراخاً وصياحاً وضجيجاً.


وكان الفن المصرى سنداً للوطن فى معاركه الكبرى، وهو الذى جفف الدموع بعد نكسة 1967، وانطلق الفنانون يرفعون الروح المعنوية ويجمعون التبرعات، ويشدون على أيدى أبطال الجيش، وظلوا يغنون لسيناء و»رايحين فى إيدنا سلاح راجعين رافعين رايات النصر» و»بيوت السويس» وغيرها، حتى حرب أكتوبر المجيدة التى أعادت العزة والكبرياء.


ابتداء من منتصف السبعينيات عاش الفن والفنانون مشاكل جسيمة، بدأت منذ سنوات الهجرة إلى الخليج فى السبعينيات، واغتراب الأحلام الوردية، ثم جاءت أموال النفط لترفع فنانين فى سماء الثروة، وتهبط بآخرين فى قاع الفقر.

وفى السنوات الأخيرة سطر الفن والفنانون ملاحم رائعة فى دعم المشاعر الوطنية، وتجسدت الروح المصرية فى عام حكم الإخوان، عندما رفع الفنانون راية مصر وعلمها ونشيدها، ورفضوا تسليم وطنهم لجماعة إرهابية حاولت وأد الحياة.

نضع وساماً على صدر الفن والفنانين فى المسلسلات الرمضانية مثل «الاختيار» وغيره، التى كانت قبلة الحياة للفن الأصيل الذى يقف رابضاً على حدود المشاعر الوطنية.


أتمنى أن يجد توجيه الرئيس بحماية القوى الناعمة طريقاً سريعاً إلى التنفيذ، بالتعاون بين الحكومة والنقابات الفنية، ولا نجد فناناً يمد يده أو لا يجد علاجاً.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة