غطت الاضاءة ذات اللون الأزرق مجموعة من أهم المباني بمدينة القاهرة والاسكندرية مع بداية شهر ابريل الجاري. تحول قصر العيني وبرج القاهرة والقلعة ودار الأوبرا المصرية ومكتبة الاسكندرية وغيرها من منشآت عامة وسياحية إلي اللون الازرق معلنا المشاركة في مبادرة شهر التوعية بمرض التوحد حيث يحتفل العالم في اليوم الثاني من شهر ابريل سنوياً باليوم العالمي للتوحد، وذلك بهدف رفع مستوي التوعية بهذا المرض والحث علي اكتشافه مبكراً. فالمعرفة هي نصف العلاج.
والتوحد حالة تؤثر علي الاطفال عبارة عن اضطراب في النمو العصبي ينتج عنه لدي الطفل المصاب اعراض تعوق أو تؤخر اكتسابه للغة ومهارات التواصل والسلوك المعتاد بالمقارنة لمن هم في مثل عمره فيشكو الطفل من عدم القدرة علي التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وتظهر عليه أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة واهتمامات محددة يمارسها بمفرده رافضاً التواصل مع الاخرين. وحتي اليوم لم يكتشف الاطباء والعلماء سبب وعلاج التوحد الذي انتشر بمعدلات كبيرة خلال السنوات الأخيرة رغم ان المجتمع الغربي عرف ابعاد التوحد منذ عام ١٩٤٣. وكشفت منظمة الصحة العالمية ان هناك طفلاً واحداً من بين ١٦٠ معرض للاصابة بدرجة من درجات التوحد وتشير أحدث الاحصاءات الي أن عدد المصابين بالتوحد في العالم بلغ حوالي ٦٧ مليون نسمة والغريب أن أحدث دراسة كشفت ان مرض التوحد يصيب الذكور أكثر من الإناث بأربعة أضعاف ولم يستطيعوا تعطيل الاسباب الفسيولوجية المؤدية لذلك.
وتختلف درجة التوحد من شخص لاخر من المصابين بهذا المرض. ويفضل إكتشاف الاعراض من سن صغيرة لدي الاطفال لضمان التدخل المبكر ورغم عدم وجود عقار أو علاج للشفاء من التوحد ولكن المتابعة والخضوع لتدريبات معينة يقلل من حدة التوحد ويمكن للبعض التعايش مع التوحد والاندماج مع الاخرين والقدرة علي العمل بل أن بعضهم يمتلك مواهب وقدرات خارقة ومن الخطأ تهميشهم في المجتمع ومن بين اشهر الشخصيات العالمية التي عانت من التوحد البرت اينشتين والموسيقار موزارت والفنان مايكل انجلو،والعديد من الفنانين والممثلين.
وأهمس في اذن الاباء والامهات والمدرسين أن التوحد مجرد اختلاف وليس اعاقة ومن خلال التشخيص المبكر للتوحد يمكن معرفة الحالة وشدة التوحد مما يتيح فرصة السير في الطريق الصحيح ورسم خطة العلاج الشخصي التي تناسب كل فرد مما يسهل عملية دمجه في المجتمع لينعم بحياة سعيدة وآمنة تساعد علي توجيه القدرات الابتكارية بل واحياناً الابداعية.