العميد طنطاوي يتوسط جنوده
العميد طنطاوي يتوسط جنوده


صراخ وبكاء العدو.. العميد طنطاوي يعود من «الدفرسوار» بعلم إسرائيل

حاتم نعام

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021 - 09:53 م

في أعقاب حرب ونصر أكتوبر خرج الجنرال ديفي اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي في الحرب ليقول للإسرائيليين إن كل حرب تحمل معها مفاجآتها وكبرى هذه المفاجآت أن الجنود المصريين أظهروا من الكفاءة والتضحية بالنفس وتوفر الدافع ما يفوق بكثير ما أبدوه في الحروب السابقة.


 فلأول مرة نرى الضباط المصريين قادة المجموعات والفصائل والسرايا والكتائب والألوية يتقدمون جنودهم في الهجوم ويساندونهم لآخر لحظة في الدفاع .. حقيقي الجندي المصري كان مفاجأة الحرب.


ووصف موش: ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في مذكراته قصة لقائه مع العقيد عوزي مائيري قائد قوة المظلات يوم 21 أكتوبر بعد انتهاء معركته مع الكتيبة 16 مشاة المصرية التي يتولى قيادتها «المقدم محمد حسين طنطاوي» فقال: كنت أعرف عوزي جيدا منذ كان مديرا لمكتب رئيس الأركان في عهد بارليف وكنت أعرفه إنه فقد كثيرا من رجاله في المعركة مع طنطاوي ولكني لم أكن أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب.  

كان وجهه يحمل سمات حزن يفوق الوصف.. تحدثنا عن معركته لفتح مدخل الطريق إلى القناة إلا أنه أصر على أنه لم يفتح الطريق وإنما فتحته الدبابات فقد خسرنا 70 رجلا ولم أتصور أن يكون موقف المصريين هكذا وبعد 20 عاما من كلام اليعازر وديان يصدر الرئيس الراحل حسني مبارك قرارا بترقية الفريق أول حسين طنطاوي وزير الدفاع لرتبة المشير ليكون تكريما من شعب مصر وقائده للجيل الخامس من أبطال أكتوبر،على حسب ما نشرته جريدة الجمهورية  في 3 اكتوبر سنة 1993

وتبدأ قصة المشير طنطاوي مع حرب أكتوبر حينما كان قائدا برتبة مقدم للكتيبة 16 مشاة من اللواء 16 من الفرقة 16 الذي امتدت مسؤوليتها بعد عبور قناة السويس من القطاع المواجه الممتد من الدفرسوار إلى الاسماعيلية بين الفرقتين 2 و 18 بالجيش الثاني و19 و7 بالجيش الثالث.


بعد العبور بـ 18 ساعة نجحت فرق المشاة الخمس المصرية في عبور قناة السويس ومعها حوالي 800 دبابة بعد أن دحرت القوات الاسرائيلية التي كانت مصرة على صد الهجوم المصري وضمت اللواء 116 مشاة – القدس – وثلاثة ألوية مدرعة.

واستطاعت الفرق المصرية إقامة رؤوس كباري داخل سيناء ممتدة من القنطرة شمالا إلى الدفرسوار جنوبا ومن البحيرات المرة شمالا حتى بور توفيق جنوبا بعمق بين 8 – 10 كيلو مترات بخسائر لم تزد على 280 شهيدا و 20 دبابة بعد أن كان مقدرا أن العملية ستكلف قواتنا 30 ألف ضابط وجندي منهم عشرة آلاف قتيل.


وبداية من الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 9 أكتوبر بدأ العدو شن هجمات مضادة قوية على مقدمة الفرقة 16 مشاة بقوة كتيبة مدرعة على اللواء الأيسر وبكتيبتين مدرعة على لواء المنتصف لاختبار دفاعات الفرقة واكتشاف أضعف أجزائها تمهيدا لتوجيه هجوم المضاد الرئيسي بهدف اختراق رأس كوبري الفرقة وإحداث خلخلة في الدفاع المصري في القطاع الشمالي.


وفي العاشرة صباحا بدأ العميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة 16 يدفع كتيبة دبابات لاتخاذ خط صد على يسار الرفقة لتمنع أي اختراق وأمر القائد اللواء الأيمن للفرقة بدفع كتيبة النسق الثاني للواء التي كانت تحتل موقعها في منطقة قرية الجلاء – المزرعة الصينية وكان يتولى قيادتها حسين طنطاوي لإغلاق الثغرة التي كانت موجودة بين لواء المنتصف ولواء اليمين واضطرت الدبابات الاسرائيلية إلى الارتداد شرقا بعد أن بلغت خسائرها 20 دبابة وتم إغلاق الثغرة بعد معركة عنيفة.


وصدرت الأوامر لفرق الجيش الثاني بتطوير الهجوم شرقا وتوسيع رؤوس الكباري مع تدمير وتصفية جميع النقط القوية في قطاع هذه الفرق ومعركة المقدم طنطاوي للاستيلاء على النقطة القوية الموجودة على الطرف الشمالي الشرقي من البحيرة المرة الكبرى على بعد 6 كيلو مترات جنوب شرق الدفرسوار بدأت من يوم 12 أكتوبر حينما دفعت الكتيبة 16 مشاة بقيادة طنطاوي. 

وبمجرد أن وصلت الكتيبة من النقطة دفع المقدم طنطاوي دورية استطلاع مساء يوم 12 أكتوبر إلى النقطة فركب جميع أفراد النقطة عربة نصف مجنزرة وهربوا وقام طنطاوي بتفتيش النقطة وأنزل علم إسرائيل وعاد به بعد أن رفع علم مصر عليها.

ولم تقف الكتيبة 16 بقيادة المقدم حسين طنطاوي عند صد أخطر الهجمات الإسرائيلية عند العبور أو الاستيلاء على النقطة القوية في تل سلام بل امتدت لمواجهة ثغرة الدفرسوار وكانت تلك المعارك أن تفسد الثغرة بعد أن حاصر طنطاوي قوة المظليين الإسرائيليين التي كانت قد وصلت لمنطقة قرية الجلاء – المزرعة الصينية لمدة 40 ساعة لدرجة أن الجنرال حاييم بارليف الممثل الشخصي لرئيس الأركان العامة أصدر أمرا بعد ظهر يوم 16 أكتوبر بعدم عبور أية قوات إسرائيلية أو دبابات إلى الضفة الغربية في قوارب أو على معديات حتى لا يزداد حجم القوات الإسرائيلية المعرضة لخطة الإبادة.

اقرأ أيضا| رحيل صاحب شفرة حرب أكتوبر.. «كابوس نوبي» في رؤوس الإسرائيليين

المصدر: مركز معلومات

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة