لم أفقد ثقتي لحظة واحدة في الرئيس السيسي وأنه لم ولن يفرط أبدا في أي حبة رمل مصرية.. وثقت فيه عندما ناديت به رئيسا.. ووثقت فيه عندما انتخبته.. وزادت ثقتي عندما فوضته لمحاربة أعداء الوطن.. فهو رجل وطني عاشق لبلده ولتراب بلده.. أتقبل منه كل ما لم ولن أتقبله أبدا من جماعة تحكم باسم الدين، فمن حارب من أجل مصر ليس كمن يحاول سرقتها.. عاش عمره يدافع عن بلده لم يتهاون ولم يخن.. وعشنا معه أزمات ومررنا بأيام صعبة.. كان العالم كله ضدنا.. لكنه استطاع أن يعيد اسم مصر للساحة الدولية ويستعيد ثقة الجميع.. ويعيد الأمل للمصريين.. ولكن مع كل شعاع أمل جديد نجد من «يضرب كرسي في الكلوب»، فمع اكتشاف حقل غاز» ظهر».. وأثناء زيارة وفد اقتصادي إيطالي رفيع المستوي.. وجدنا جثة ريجيني.. وبعد وفاة الملك عبد الله رحمه الله انتشرت الشائعات وشمت الشامتون وتشفي الأعداء وأكدوا أن مصر فقدت الحليف والصديق.. ومع زيارة الملك سلمان.. ظهرت قضية صنافير وتيران، وبدأ التشكيك والهجوم والثورة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. كنت أتمني لو نقرأ التاريخ جيدا قبل أن نصدر أحكامنا.. فالمشكلة ليست في الجزيرتين العزيزتين علي نفس كل مصري.. فكل منا زارها، وعاش بها أياما من أسعد أيام حياته، أو عاش يحلم بزيارتهما.. أو علي الأقل مطمئن بأن لدينا جزرا استراتيجية بمدخل خليج العقبة.. ولكن المشكلة في الحكومة التي تتركنا نهبا للشائعات والجدل وفتاوي السوشيال ميديا التي حيرتنا ولخبطتنا، وتفنن كل شخص في تقديم الأدلة التي تثبت رأيه وهواه.. كان يجب أن يأتي إعلان تفاصيل الاتفاقية بشفافية ووضوح وعن طريق المتخصصين.. وتمهيد الرأي العام.. خاصة أن هناك مفاوضات جارية منذ سنوات وتم تكثيفها خلال الشهور الماضية.. ونحن لا نعلم عنها شيئا.. كنت أتمني لو أخبرتنا الحكومة بالحقيقة حتي لا نفاجأ ونعرفه من أعدائنا وأعداء بلدنا الذين يحاولون تدميرها وتخريبها ولكن يبدو أن حكومتنا تحب المفاجآت وتستمع بالجدل وتتركنا نهبا للإعلام غير المهني وأصحاب الأصوات العالية والبطولات المزيفة.
فهل تريحنا الحكومة وتعلن عما حدث ولماذا فاجأتنا باتفاقية ترسيم الحدود ولم توضح الصورة وبنود الاتفاقية.. حتي يستريح الجميع.. ونستطيع أن نستمتع ونتباهي بنتائج زيارة خادم الحرمين وبجسر الملك سلمان الذي أتمني لو بنينا مثله مع كل دول عربية.. فقد يتحقق الحلم يوما ما.. وتمحي الحدود ونستغني عن جوازات السفر.