هل هي صدفة أن يرتبط شهر أبريل بالكذب ويرتبط أيضا بالاحتفال بيوم اليتيم في أول يوم جمعة من هذا الشهر فتبدأ حملة التبرعات والتسول باسم الأيتام بمجرد الانتهاء من سبوبة مارس والاتجار بعيد الأم الذي لا يراعي مشاعر من فقدوا أمهاتهم ويظل الإعلام يذيع (ست الحبايب ) ويضغط بلا رحمة علي جراح يتيم الأم وتحقق محلات الهدايا أكبر نسبة مبيعات ممكنة باعتباره من مواسم البيزنس.. ثم يمهد لشهر اليتيم بإعلانات في الصحف والتليفزيون تصور أطفالا في كامل الصحة والجمال يرتدون ثيابا نظيفة وجديدة.. أطفال سعداء يغنون ويدعونك لزيارتهم في دورهم ويقابلونك في حفلهم بمظهر ينم عن العناية وربما التدليل الذي يلاقونه.. ويذهب مشاهير الفن والرياضة لزيارة الأيتام في دورهم ويحضرون معهم الهدايا من ملابس ولعب وأطعمة مصطحبين أجهزة الإعلام ليلتقطوا الصور مع الأطفال ليثبتوا مشاعرهم الرقيقة التي تدفعهم لفعل الخير رغم أن الدين يحض علي سرية الصدقة وأن يكون الخير في السر حتي لا تعرف اليد اليسري ما أنفقته اليد اليمني.. أما نشر وإذاعة صور الأطفال الأيتام فربما يؤثر علي مستقبلهم فيما بعد.. والغريب أن يتحول يوم اليتيم إلي بيزنس تستغله دور الأيتام الكبري بعمل حفل ضخم لتذكير الأطفال بأنهم أيتام واستغلالهم للحصول علي تبرعات من أهل الخير ويتمني الأطفال ألا ينتهي هذا اليوم الذي يدللون فيه ويتساءلون ببراءة لماذا لا نراهم إلا مرة واحدة كل عام؟ ولماذا لا يأتون لزيارتنا كل أسبوع أو كل شهر ؟
بالطبع التناقض واضح بين صورة اليتيم السعيد النظيف ذي الجسم السليم والنفس السوية المحب للمجتمع.. وبين باقي اليتامي الذين يعانون من الإهمال والمعاملة السيئة وعلي مدار الأعوام السابقة تم كشف عدة دور لرعاية الأيتام يتعذب فيها الأطفال ويضربون.. وهذه الدور مفرخة لشباب يكرهون المجتمع الذي تركهم تحت رحمة أشخاص ساديين يمارسون عليهم عقدهم النفسية ويعاملونهم دون شفقة ورحمة بالتأكيد هناك دور لرعاية الأيتام يقوم عليها مشرفون يخافون الله تعالي ولكن لابد من الإشراف الحقيقي من وزارة التضامن الاجتماعي ولابد من تنظيم زيارات مفاجئة لجميع دور الأيتام بالقاهرة والمحافظات للاطمئنان علي الخدمة التي يتلقاها الأطفال الأيتام صحيا وتربويا وتعليميا.. هؤلاء الضعاف أمانة في أعناق المجتمع كله وليت كل مقتدر ماديا أو من حرم من الإنجاب أن يكفل طفلا يتيما وينفق عليه حتي يتخرج ويصبح عضوا نافعا في المجتمع بدلا من تحويل الأفكار الإنسانية إلي سبوبة للربح السهل.