فريدة: حيوات متعددة وكأس على شرف الفرص الضائعة
فريدة: حيوات متعددة وكأس على شرف الفرص الضائعة


«ما نحن عليه الآن اخترناه سابقا وما سنكون نصنعه الآن » أكرم مصطفى- كاتب ومخرج المسرحية.

«فريدة».. حيوات متعددة وكأس على شرف الفرص الضائعة

أخبار النجوم

الأربعاء، 22 سبتمبر 2021 - 10:09 ص

 

«فريدة» عمل مونودراما مدته 50 دقيقة تقريبا من إخراج وكتابة أكرم مصطفى، تمثيل عايدة فهمي يعرض يوميا على مسرح الطليعة ما عدا الثلاثاء إجازة المسرح في تمام السابعة.

يدور العرض حول فريدة، ممثلة مسرح «مركونة على الرف» لا يعرض عليها أي أعمال مؤخرا، تشتاق للمسرح بشدة مما يجعلها تطلب من مدير إحدى الفرق أن تحضر البروفة فقط. مع خلو المسرح تبدأ فريدة التي تعاني من حالة صحية وعقلية متدهورة في تذكر أيام مجدها المسرحي والبكاء على أطلال هذا النجاح في حالة يفصل فيها بين الواقع والخيال خيط رفيع للغاية.


مسرحية فريدة إعداد مسرحي عن مسرحية «أغنية البجعة» ذات الفصل الواحد للكاتب أنطوان تشيخوف، تتناول المسرحية قصة ممثل يجد نفسه وحيدا مع ملقن بعد انتهاء عرضه المسرحي ليبدأ في سرد قصة حياته حزينا على فشله تارة منتشيا بنجاحاته تارة أخرى. وعن معنى اسم المسرحية الأصلي، فوفقا لأسطورة يونانية قديمة فإن البجع بعد أن يظل صامتا طوال حياته لا يغني في دقائقه الأخيرة قبل الموت يتغنى بلحن حزين اعزب، ويشار أيضا بنفس التعبير بشكل رمزي إلى أخر إيماءة أو جهد أو عمل يقوم به الفرد قبيل وفاته. قدم لنا مصطفى إعداد مختلف للمسرحية التي عرضت وقدمت بأكثر من شكل على مدار السنين، فمن خلال فريدة السيدة المسنة، المريضة، مدمنة الكحول والوحيدة جدا يعرض لنا حياة الممثل وكيف في نهاية عمره، وبالرغم من أنه عايش العديد من الحيوات من خلال عمله، إلا أنه يبدأ في التساؤل هل حياته كانت مجزية؟ هل عاش كل ما يستحق فعلا؟.


المونودراما هو نوع مسرحي ينتمى للتيار التجريبي ويعتمد بشكل أساسي على ممثل وحيد يسرد الأحداث كلها من خلال الحوار سواء المونولوج الذاتي أو حوار مع شخصيات خيالية أو موجودة بصوتها فقط كما هو الحال في مسرحية فريدة. من أكثر التحديات التي تواجه مسرح المونودراما هو قلة الأدوات، ففي المسرح التقليدي من أكثر الأدوات أهمية هي عنصر «الممثلين» بالإضافة بالطبع للديكور والإضاءة وما إلى أخره، ومع تقليص هذا العنصر لفرد واحد فقط فعليه أن يكون ممثل متمكن متوحد بشكل كامل مع الشخصية. 


وعن عايدة فهمي فلا يمكنك تخيل أداء أفضل مما قدمته، تحول جسدي ونفسي مبهر بين السيدة المسنة التي بالكاد تتحرك والممثلة الموهوبة التي بخفة وتمكن تستطيع تقديم ليدي ماكبث، ميديا، نعمة الفلاحة، سيدة مختلة عقليا، مجرمة وعاهرة في وقت واحد، فهي يمكنها ببساطة شديدة أن تنقلك من القوة والتألق والغرور المصاحب لنجمات المسرح الشابات للوهن والضعف الشديد للمسنين والعكس كذلك. عرض فريدة يحتوي على ديكورات قليلة وملابس تقريبا لا تتغير طوال العرض مع موسيقى وإضاءة تكمن قوتهم في بساطتهم، لكنك مع ذلك تحصل على تجربة مسرحية متكاملة، تضحك بشدة مع العجوز الخرفاء، تبتسم بألم مع كوميدياتها السوداء وبالتأكيد تبكي بمرارة مع أحزانها و وحدتها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة