باقتراحات عجيبة لا صلة لها بواقعنا ومطالب بامتيازات شخصية أعجب أن يصر عدد ليس بالقليل من نواب البرلمان علي إسقاط فكرة أنهم نواب عن هذا الشعب، وإلي حد يجعلنا نأسف معه علي 5 سنوات سيضيعها «علي» الأمة وعلي دوائرهم هؤلاء المنفصلون عن الواقع والطامحون إلي نزع أكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية علي حساب شعبنا البائس..
منذ التأم هذا المجلس بتشكيله المعروف ما بين ائتلافات وأحزاب وأفراد لم يجتمعوا علي هدف وطني واضح.. ورغم أنه بالكاد دخل طور العمل الفعلي، فاجأنا نواب باقتراحات جماعية وفردية، رسخت الاعتقاد بأن هناك من الأعضاء من يعانون خللاً جسيماً في الفهم ينحرف بهم وبأداء المجلس كله عن طريق الحق والصواب، فمن عدد ناهز نصف الأعضاء تقدموا وبلا خجل بطلب جماعي لزيادة البدلات المخصصة لهم، إلي نائب يطالب بحجب مواقع التواصل الاجتماعي إلي آخر يقترح زيادة مصروفات المدارس الحكومية وهي المدارس العامة المملوكة بالأساس للشعب لتصبح 5 آلاف جنيه سنوياً عن كل تلميذ، أي أنه يري ببساطة أن علي كل اسرة لديها طفلان بالتعليم المدرسي سداد 10 آلاف جنيه سنوياً وهو مبلغ ربما يتجاوز ضعف الدخل السنوي لكثير من الأسر المتوسطة وليست الأكثرية المعدمة..
اقتراحات ومطالب تفضح من يجهلون بالأساس دستور بلادهم، ومن لا تربطهم بواقع الحياة التي يعيشها الناس علي هذه الأرض أي صلات.
وليست وحدها الاقتراحات والمطالب والمواقف المعلنة التي تسقط الإرادة الشعبية والصالح الوطني.. هي ما يدفع بالناس إلي فقدان الثقة بالمجلس كله، وإنما الصمت إزاء مواقف وقضايا مصيرية، غير الكثير مما يجري في الخفاء ويفرض أصحاب المصالح المتشابكة عليه أسوار الكتمان، يشهد علي هؤلاء بأنهم أبداً لا يعملون لصالح الوطن أرضاً وناساً..
في كثير من الأقاليم المصرية إلا ما رحم ربي تحول النواب إلي اتباع للمحافظين والمسئولين، وهو ما يعني بالضرورة اسقاط حقوق المواطن الذي يمثلونه في الرقابة والمتابعة، والحجة والمبرر القائمان هما التآلف ما بين التنفيذي والشعبي، وصولاً إلي خدمة المواطن الذي هو آخر من يفكرون به..
وليجبنا أحد علي هذه الاسئلة هل يجوز لمحافظ أن يمنح حق استغلال أملاك الدولة المتمثلة بوحدات سكنية مملوكة لمحافظته في القاهرة للنواب.. وهل يحق للنائب الرقيب علي هذا المحافظ الاستفادة بعطايا الأخير من مال الشعب.. ؟؟ وأخيراً وليس آخراً لا أعرف مسوغاً واحداً لمنح نواب البرلمان قروضاً بغير فوائد فهل مثل ذلك متاح لعموم الناس..
قرفتونا الحقيقة... !!