الأربعاء، 22 سبتمبر 2021 - 05:23 م

كتب: أحمد زنط

واحد من أهم أيام السنة المصرية القديمة، وهو الأول من شهر توت عام 6263، ورغم أن هذا اليوم قد مر في 11 سبتمبر 2021، إلا أن المزارعين في مصر يرون فيه خيرًا كبيرًا فمن خلاله تتشكل ملامح الزراعة والحصاد وفيضان النيل.

وكان المصريون القدماء حسب الأساطير الفرعونية يلقوا في النيل أجمل الجميلات والتي عرفت باسم «عروس النيل» من أجمل نساء مصر الفرعونية قربانا لآلهة النيل؛ حيث تتكون السنة المصرية القديمة من 13 شهرًا وكل شهر منها يتكون من 30 يومًا إلى الشهر الأخير الذى يطلق عليه أيضًا الشهر الصغير الذى يتكون من 5 أيام، وأحيانًا 6 أيام حسب السنة بسيطة أو كبيسة.

ويقول الدكتور عمر سلام المؤرخ الأثري إن الشهور المصرية مشتقة من كلمات فرعونية تم تحويرها مع الوقت مثل بابة وهو تحوير لكلمة الإله حابي إله النيل، وتلك الشهور على الترتيب هي توت وبابة وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسرى، بالإضافة إلى الشهر الصغير «نسيء».

اقرأ أيضًا| المغارة الزرقاء.. أعجوبة طبيعة تسكنها الوحوش والأرواح الشريرة

ويرتبط التقويم المصري القديم، وهو أول تقويم عرفته البشرية، بنجم الشعرى اليمانية، أكثر نجوم السماء سطوعاً ويظهر فى الشمال فى الأفق مع شروق شمس يوم الفيضان «1 توت»، وتتطابق بداية السنة الميلادية مع بداية السنة المصرية كل 1582 سنة حيث يطلق على بداية السنة المصرية عيد النيروز وكلمة تأتي من «ني - يارؤو» أو الأنهار، لتوافق ذلك اليوم مع موعد اكتمال موسم فيضان النيل.

وهنا يروي الدكتور أحمد حسن أمين الخبير الأثري أن المصريين (مسلمين ومسيحيين) احتفلوا في عصر المماليك وفي مختلف العصور السابقة برأس السنة المصرية فخرجوا في الشوارع والمنتزهات العامة في كرنفال شعبي، يمرحون ويرشون الماء على بعضهم، ويختارون شخصًا ينصبونه أمير النيروز، فيسير بموكبه في الشوارع والأحياء.

ويفرض على الناس الرسوم ويقوم بتحصيلها، ويكون الرش بالماء عقوبة من يرفض الدفع وكل ذلك بالطبع من باب الدعابة؛ إذ يرتبط عيد النيروز بالتقويم المصري القديم، والمعروف أن الأقباط يحتفلون مع أشقائهم المسلمين كل عام بعيد النيروز على ضفاف نهر النيل بالأقصر باستقلال المراكب الشراعية وسط إطلاق البواخر النيلية والفنادق العائمة  بنهر النيل صفارات البواخر ابتهاجا إيذانا باحتفالات عيد النيروز. 

ويشير المهندس الزين حجاجى نصار إلى أنه مع مرور الزمن اندثرت أسطورة عروس النيل التي ألقاها الفراعنة قربانا لنهر النيل الخالد فاستخدم المصريين دمى مصنوعة بمهارة لأجمل الفتيات يستقبلون المراكب الشرعية وسط نهر النيل يلقون دمى عرائس الفتيات  الجميلات ويلقونهم فى نهر النيل وهذا ما صار عليه الناس بجنوب الوادي منذ مينا موحد القطرين في احتفالات عيد النيروز عيد نهر النيل الخالد شريان الحياه للمصريين والمحروسة.