في لقاء مع الدبلوماسي النشيط الذي لا يترك مجالا للتعريف ببلاده ونشاط سفارته في مصر إلا وطرقه، قال لي بارك تاي-يونج نائب سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة:عيني علي الشباب المصري، أتمني أن يأتوا إلي كوريا ويستغلوا المنح الكورية للدراسة والتطوير.. فنحن دولة لديها نقص في الشباب، وأنتم دولة أكثر من نصف سكانها شباب.. قلت له: لكنكم تحذرون رعاياكم من زيارة مصر وقد هبط عدد السياح الكوريين من 70 ألف سائح سنويا إلي 1000 فقط.. رغم أنك تشعر بالأمان بيننا وتتحرك بحرية في كل مكان.. قال:لا تنسي حادث الأتوبيس في سانت كاترين والذي راح ضحيته عدد من الكوريين.. ونحن لا يسعنا إلا أن نحافظ علي أرواح مواطنينا.. لكني أري أن مصر قادمة وبقوة.. وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبذل جهودا غيرعادية لذلك نعمل علي المزيد من التعاون.. وخلال العام الماضي قمنا بافتتاح المركز الثقافي الكوري ليقدم خدماته للمصريين مجانا لنشر الثقافة الكورية فهو يقدم برامج تعليم لغة كورية مجانية ودورات في المطبخ الكوري وبه سينما تعرض أفلامنا الكورية ونقيم أسبوعا للطبخ المصري والثقافة المصرية لتعريف الجالية الكورية بمصر وثقافتها وأسبوعا للطبخ الكوري والثقافة الكورية.. قلت له يبقي تحذيركم للكوريين قائما بل تم التشديد بعد حادث الطائرة الهزلي.. قال: هو بالفعل حادث هزلي ولم تكن هناك متفجرات أو حزام ناسف، نعرف ذلك تماما.. لكن كما قلت سابقا هو واجبنا تجاه مواطنينا.. وأعلم أن الموقف سيتغير قريبا فمصر لها مستقبل واعد، ونحن علي يقين أنها ستتقدم في كل المجالات اقتصاديا واجتماعيا.. فهي واحدة من الدول الرائدة في المنطقة والعالم.. وقد مرت كوريا بتجربة مشابهة للتجربة المصرية منذ 30 عامًا، ولذلك نحن مؤمنون بمصر وأن الاستثمار بها آمن.. وقد وقعنا مذكرة تفاهم بين هيئة تنمية قناة السويس والمنطقة الاقتصادية الحرة «إنشن» وهي منطقة موانئ تصدير رئيسية بكوريا الجنوبية لتبادل الخبرات والتعاون في المستقبل.. تأكدي أن بلادي تولي اهتمامًا بالغًا بمصر لدورها المحوري، وكثير من الكوريين يصرون علي زيارة مصر، بل منهم من يخالف التحذيرات الأمنية.. ليس من أجل السياحة فقط.. ولكنها عقيدتهم الدينية التي تقدس زيارة مسار العائلة المقدسة.. غير أنهم قلقون بشأن الوضع الأمني بشكل عام.. لكنه مجرد وقت وتتغير الأوضاع..
ويبقي السؤال متي نتخلص من حالة الجمود والوهم إلي فعل يقنع العالم ومنهم الكوريون بأن الحاجز بينهم وبين مسار العائلة المقدسة في مصر، وبينهم وبين تاريخنا وآثارنا، ومتحفنا المفتوح في الأقصر وفي أسوان والوادي الجديد والأسكندرية ورشيد.. وكل مناطقنا الأثرية.. «يا دوب» مسافة السكة؟