حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

وداعــــاً .. الـمـشـير طـنـطاوى الإنـسـان

الأخبار

الخميس، 23 سبتمبر 2021 - 05:43 م

قد لا تفيه الكلمات حقه ولا قدره نظير ما قدمه لبلاده طوال حياته .. وكانت أكثر الكلمات تعبيراً وتأثيراً عن ما قدمه المشير محمد حسين طنطاوى إلى أن وافاه الأجل - رحمة الله عليه - ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الثلاثاء الماضى خلال افتتاحه عدداً من المشروعات التنموية فى سيناء .. قال الرئيس السيسى : إن المشير طنطاوى قاد مصر بحكمة وإخلاص وتفان شديد فى أصعب الظروف خلال فترة حكم المجلس العسكرى من 2011 وحتى تسليم السلطة بعد الانتخابات فى 2012 ، عندما كانت الدولة المصرية عرضه للانهيار، لافتا إلى أنه أسهم فى عبور الدولة لتلك المرحلة بأقل قدر من الأضرار التى يمكن أن تمر بها أى دولة فى مثل هذه الظروف .. 
وبرأ الرئيس السيسى فى شهادة للتاريخ المشير طنطاوى بصفته رئيساً للمجلس العسكرى الذى كان يدير البلاد فى تلك الآونة من أى شبهة فى إراقة دماء فى أى أحداث شهدتها مصر فى تلك الفترة مثل محمد محمود وماسبيرو وستاد بورسعيد ، وذلك قبل أن تحاول أبواق الدعاية الإخوانية إلصاق تهمة قتل عدد من الإخوة المسيحيين فى أحداث ماسبيرو بالقوات المسلحة وذلك وهى تنقل خبر وفاة المشير طنطاوى مساء الثلاثاء الماضى من أسطنبول .. وأكد الرئيس السيسى أن كل المسئولين الذين كانوا موجودين فى تلك الفترة بريئون من تلك الأحداث .. 
ووصلت البلاغة ذروتها فى كلمة كان يرددها المشير طنطاوى واستشهد بها الرئيس السيسى وكان المشير طنطاوى يردد إنه كان يمسك جمرة نار لو تركها لحرقت الدنيا وإنه لا يمكن أن يتركها ، وأشار الرئيس السيسى إلى أن هذا الشعور عاش به المشير طنطاوى على الأقل فترة السنة ونصف السنة التى تولى فيها المجلس العسكرى المسئولية فى فترة صعبة ، وهى شهادة الله للتاريخ وله وهو فى ذمة الله .. مؤكداً على أن ذلك الرجل العظيم كان سبباً حقيقياً فى حماية مصر من السقوط فى تلك المرحلة .. 
واستشهد الرئيس السيسى بمثال حقيقى خلال الانتخابات 2012 ، والتى كانت كل المؤشرات تقول إنها ستؤدى إلى تولى فصيل بعينه حكم مصر وأن ذلك كان يؤلم المشير طنطاوى كثيراً لأنه كان على علم وفهم بالأضرار التى ستلحق بمصر نتيجة هذا الحكم ، وتخوفه من أن يذكره التاريخ بأنه هو من سلم البلد لهذا الفصيل ..
وكنت أقول له - والكلام للرئيس السيسى - ضرر انهيار الدولة أم تولى هذا الفصيل الحكم ؟ 
وتأكيداً لشهادة الرئيس السيسى فإننا كنا نشعر كشعب بما يدور فى القيادات العليا دون أن تكون لدينا معلومات حقيقية مؤكدة .. كما كانت الشواهد تقول إن القوات المسلحة تمنع من حدوث كوارث حقيقية فى البلاد وتمنع من قيام بعض عناصر الشغب المعتادة وبعض العناصر المستغلة لأوقات عدم الاستقرار لإقامة بعض المنشآت على أوضاع غير قانونية استغلالاً لغياب المحاسبة .. 
وقد شاهدنا فى تلك الآونة المشير محمد حسين طنطاوى ينزل إلى الشوارع بنفسه فى قلب القاهرة ليطمئن الناس ويؤكد لهم أن الجيش هو جيش الشعب ، وهو الذى سيعيد النظام والأوضاع فى الشوارع الرئيسية لصالح الدولة المصرية .. 
وبعيداً عن كلام السياسيين وكبار رجال البرلمان بجناحيه فى نعى فقيد مصر العظيم ، فإننا وبعيداً عن السلطة - اقتربنا من المشير محمد حسين طنطاوى على فترات متباعدة وفى مناسبات متعددة .. وشعرنا أنه على المستوى الإنسانى فوق التصور .. يتعامل مع الضابط فى الاحتياط مثل تعامله مع الضابط العامل كأب للجميع .. 
ورغم إننا لم نكن نعرف تفاصيل العلاقة بينه والرئيس عبد الفتاح السيسى إلا أننا كنا نشعر أن هناك احتراماً فوق العادة بين الإثنين .. وأن الرئيس السيسى لا تفوته - وفى أى مناسبة - أن يكون المشير طنطاوى متصدراً الصفوف لأنه يعرفه عن قرب أكثر من أى شخص آخر .. 
وإذا تحدثنا عن التاريخ العسكرى للمشير محمد حسين طنطاوى فإنك تتحدث عن ضابط يحترم عسكريته وبأخلاق عالية وشجاعة نادرة وإخلاص نادر لجيشه ووطنه .. خاض عدداً من الحروب لصالح مصر خاصة فى الناحية الشرقية إبتداء من حرب 1956 ثم كان إنجازه الكبير فى حرب أكتوبر 1973 - وكان برتبة المقدم - عندما دخل فى مواجهة مباشرة مع ارييل شارون أحد أبرز القادة العسكريين الإسرائيليين وكان قائداً للكتيبة 16 مشاة ، وكانت من أوائل الكتائب التى عبرت قناة السويس ورفعت علم مصر قبل عبور القوات الرئيسية  وهذه الكتيبة هى التى أحبطت عملية الغزالة المطورة الإسرائيلية وتصدت بالمقاومة العتيقة لمجموعة شارون ضمن فرقتى مشاة ومدرعات مصريتين فى الضفة الشرقية ، وذلك فى المزرعة الصينية وكبدت الكتيبة الإسرائليين خسائر فادحة .. 
والمشير محمد حسين طنطاوى لا ينسى أصدقاءه ممن عرفهم فى حياته ولا يتنكر من أى منهم على أى مستوى .. دائم التواصل معهم ومهما كان وضعه الوظيفى أو المدنى أو الإحالة إلى الاستيداع .. كان نقطة ضوء وملهم لكل زملائه وأحبابه .. وحبه لوطنه يسبقه فى اتخاذ كل قراراته .. رحم الله المشير طنطاوى بقدر ما أعطى وأخلص لبلاده .. وتحيا مصر ..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة