فين البسكوت بالشوكولاتة يا بابا
فين البسكوت بالشوكولاتة يا بابا


فرفش كده | رحلة الذوبان

الأخبار

الخميس، 23 سبتمبر 2021 - 06:00 م

نيرة عيد

 كيف تتحمل حياتى هذا الكم من الاتهامات التى يتوجب عليّ نفيها جميعًا أو الذوبان بحثًا عن ردود عنها. 


منذ مطلع فجر حياتى تبدأ الاتهامات فيقول هذا الفتى الصغير صاحب الأنف السائل «فين البسكوت بالشوكولاتة يا بابا» هكذا تنهى تلك الكلمة كل ما عانيته حتى أصبحت بين يدىّ هذا الفتى الجاحد، أحاول ابتلاع تلك الكلمة الجارحة ليأتى اتهام أكبر «البسكوت دة ملوش طعم»!! كيف تجرؤ أيها الأحمق على هذا الاتهام، كل هذا السكر واللبن والملح وخلطات لا يمكن لأشباهك الوصول لعبقريتها، كيف تنكر تلك الرائحة العطرة التى تفوح من فرن التحضير خسئت. 


فى يوم من الأيام حكى صديقى صاحب الغلاف الأحمر، أنهم يشبهونه بذلك صاحب الغلاف الذهبى، يقول بائع الكشك فى غطرسة غير مسبوقة، فرقت ايه يعنى ما كله بسكوت سادة، كيف يجرؤ هذا أيضًا على وصفنا جميعًا «بالبسكوت السادة نيييننيي» نحن يا عزيزى نختلف فى القوام والرائحة تلك الرسومات الفاتنة على سطح البسكوتة، نختلف تمامًا فى مقدار السكر والأهم من منا الأكثر على الاحتمال فى تلك المطحنة التى يطلق عليها بنو الإنسان «الشاى».


منذ بداية تصنيع هذه الفصيلة الجميلة «فصيلتنا البسكوتية» قرر الجميع أن يقرننا بآخر إما حشوة أو لون أو رسمة على السطح، وكأن هذا لم يكن كافيًا، قرر آخرون من بنى البشر أن يقروننا بشىء أكثر قسوة، ربما عرفوا ذلك من تاريخهم الدموى، بينما تاريخنا نحن إما خاليا من الجلوتين أو خاليا من مشتقات الزيوت الصناعية، لا عليك عزيزى القارئ من هذا «الإفيه» الطازج. 


ورجوعًا لموضوع الشاى، يتفنن بنو البشر كيف يستسيغون طعم البسكوت السادة فهؤلاء «يسقسقون» فى الشاى السادة، وأولئك فى «الشاى بلبن» وآخرون يبلعون بمشروب غازى، وكأننا يجب دائمًا أن نبحث عن سنيد لاستكمال مهمتنا فى ملء تلك الفوهة فى جسد الإنسان التى يبدو أنها لن تمتلئ أبدًا. 


هل تعرف عزيزى القارئ كم فقدت من أعزاء فى تلك المهزلة التاريخية المسماة «بالسأسأة» سواء من عائلة وأحباء، أو بعض من أجزائى وكثيرًا من كرامتى، ناهيك عن نسيانى فى كوب الشاى بلبن الساخن الذى ينتهى بذوبانى الكامل فى كوب «سخن ملهلب». 


أخذنا الحديث يا عزيزى ولم أنته لسؤالك تحب تشرب إيه جنب البسكوت!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة