تحقيق
تحقيق


فرفش كده | تحقيق

الأخبار

الخميس، 23 سبتمبر 2021 - 06:04 م

أشرف توفيق

قتلته ليه؟

قرار القتل ما بيجيش فى لحظة كده يا فندم.. دى تراكمات من زمان.


وإيه التراكمات اللى خلتك تقتله؟


عمرى اللى راح حضرتك.. أنا طول عمرى بتاع الناس.. أنا البسكوت السادة.. أنا فطار الغلبان.. وعشا التعبان.. أنا الغدا بتاع التلامذة فى المدارس من زمااااان قوى.. أنا أشكال وألوان كتيرة، ممكن شكلى يتغير بس طعمى لأ.. أنا اللى.....

خلصنى.. هتحكى لى قصة حياتك؟ عِرِفنا انك عظيم.. معروف ان البسكوت السادة مهمّ عند أى حد.


ده كان زمان حضرتك.. حتى وانت بتقولها دلوقتى بتقولها بشفقة كده وكأنك بتاخدنى على قد عقلى.. الكلام ده انتهى.. أنا كنت عظيم زمان..

وفجأة قمت الصبح لقيت حاجة ماسخة مالهاش طعم اسمها البسكوت المحشى متلقحة جنبى ع الطاولة.. حاجة كده عاملة زى العيال اللى ف إنترناشيونال اللى بيقولوا ع المية (وورر) مش (ووتر).. انتَ حضرتك تآمن للعسكرى لو جاب لك كباية (وُورَر)؟


ده أنا أحبسه انفرادى.


شفت؟ أهو أنا شفت المياصة دى قدام عنيا.. بسكوت متلوّن وكل لون بريحة مختلفة.


طيب وإيه اللى مش عاجبك فيه يعني؟

ده محشى يا باشا.. تصوّر انه مش عارف يواجه المجتمع برجولة زى ما أنا عامل.. فسمح لحد انه يحشيه من جوه.. دى مسخرة حضرتك.. ومش كده وبس.. ده بيتحشى بحاجات مختلفة.. إيشى كريمة.. إيشى شيكولاتة.. إيشى طعم فواكه، وحاجة آخر قلة أدب.


طب وانت عملت إيه؟

فى الأول طنّشت.. قلت يللا.. لولا اختلاف السلع لبارت الأذواق.


اسمها لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.. انت كده قالب الجملة.

 

وهيه الجملة بس اللى مقلوبة؟ أحوالنا كلها بقت مقلوبة حضرتك.. فيه أكتر من إن يكون فيه بسكوت بيتحشى.. بس أنا استحملت.. وعدّت الأيام وأنا مستحمل ريحة الفواكه والشيكولاتة بتاعته.     

   
طب وأنت مالكش ريحة؟


عيب الكلام ده يا باشا ما تصغرناش.. أنا بسكوت سادة.. سااااااادة.. ماليش أنا فى (الأفترشيف) والحاجات المسخرة دى.


طب إيه اللى خلاك تخرج عن شعورك بقى؟


زى ما قلت لحضرتك أنا كنت صابر وساكت.. لحد ما جه يوم.. والواد ابن عبده الفرارجى جه المحل وطلب بسكوت.. عم بسيونى صاحب الكشك الله يستره مدّ إيده وجابنى..

لقيت الواد ابن عبده الفرارجى بيقول له: لأ يا عم بسيونى.. هات لى بسكوت محشى.. تخيّل حضرتك.. الواد ابن عبده الفرارجى اللى ما يعرفش الفرخة صاحية ولا مطبوخة إلا بعد ما ياكلها بقى بياكل بسكوت محشى.. اللى أول ما عرف ياكل وجرّبنى كان فاكرنى من عجايب الدنيا السبعة.. دلوقتى عايز بسكوت محشى.. الدنيا اتقلّ خيرها.


عملت إيه بقى؟

اتنرفزت طبعا.. وقعت من إيد عم بسيونى على باكو البسكوت المحشى ع الطاولة.. كسّرتُه.. دشدِشتُه.. فتفتّه.. وساعتها ارتحت يا باشا.. وجابونى لحضرتك هنا.


انت عارف ممكن يحصل لك إيه بعد اعترافك ده؟


يحصل اللى يحصل يا باشا.. أنا كده ارتحـ...... استنى.. انت بتعمل إيه؟


باكل حاجة خفيفة وأنا باسألك عادى.. أصلى على لحم بطنى مِ الصبح.


إيه اللى ف إيدك ده؟


بسكوت محشـ..... انت بتعمل إيه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بعد ساعة فى غرفة أخرى:

قتلتُه ليه وهوه بيستجوبَك؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة