البسكويت السادة
البسكويت السادة


فرفش كده | انقذوا البسكوت السادة

الأخبار

الخميس، 23 سبتمبر 2021 - 06:25 م

عبد الصبور بدر 

يعانى «البسكويت السادة» منذ عشرات السنين ولا أحد يتحرك، يتحمل من الإهمال والتجاهل والتغييب والاحتقار ما لا يطيق، ولا يجد من يدافع عنه، أو يحترم كفاحه الطويل الممتد من أجل إسعادنا فى الصغر، والكبر، ونحن نسقّيه فى كوباية الشاى بلبن الصبح، ليذوب فى أفواهنا بطعمه السكر.


أقصت الإعلانات «البسكويت السادة» من المشهد، فى الوقت الذى أعلت من شأن نظيره «الويفر»، والشوكولاته، وتناسته السينما والدراما لصالح أنواع الجبنة، فلم نتفرج على مشهد واحد - يا محترم - نشوف فيه البطل بيفطر فتة بسكويت سادة، رغم أن ذلك يحدث فى كل البيوت المصرية. 


حتى على فرشة الكشك، يوجد البسكويت السادة فى نهاية الصفوف، كمالة عدد، يتعمد البائع تركه بدون تنظيف فيتراكم عليه التراب ويغطيه وهو ساكت، يتألم فى صمت، ولا يشكو حاله لأحد، ويصبح فى حاجة إلى «بلور» ليعيد له بريقه المفقود.


البسكويت السادة المخلوط بالحديد كان يوزع علينا فى التغذية المدرسية - نحن أبناء الفقراء - حتى لا نصاب بالدوخة، ولأننا تعودنا على الأنيميا وتعودت علينا، والعشرة ماتهونش إلا على ولاد الحرام كنا نستثمر فيه، ونبيعه بعد الخروج من المدرسة، ويوماً بعد يوم يصير لدينا مصروف زينا زى ولاد الأغنيا وتجرى فى إيدينا الفلوس، ونقدر نشترى فى الفسحة بيبسى صاروخ. 


من يقف وراء تشويه سمعة البسكويت السادة حتى جعلنا نحبه فى السر ولا نستطيع أن نجاهر بعشقه فى العلن؟، ومنذ متى أصبح البسكويت السادة عارا لدرجة أننا حين نشتريه ننظر حولنا حتى لا يشاهدنا أحد؟، ومن يعيد للبسكويت السادة اعتباره فى الإعلام، ليبدأ الحديث عنه وعرض قضاياه فى برامج «التوك شو»؟.


وبناء على ماسبق، أطالب بإنشاء جمعية لأصدقاء البسكويت السادة، من أجل وضع حد لما يتعرض له المسكين من إذلال وإهانة، وقلة قيمة، وتغيير صور «البروفيل» إلى البسكويت السادة بدلا من الصور الشخصية حتى نلفت الانتباه إليه.. مش جايز البلية تلعب معاه ويطلع ترند والسوشيال ميديا تهرى وتفت فيه؟ 


البسكويت السادة فعل من أجلنا الكثير -وما يزال- وآن الأوان لرد الجميل. 
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة