بناء المدارس والمستشفيات من صور الوقف الخيرى
بناء المدارس والمستشفيات من صور الوقف الخيرى


الشيخ عبدالحميد الأطرش: الوقف الخيرى إحياء لسنة النبي للاستثمار في البر

سنية عباس

الخميس، 23 سبتمبر 2021 - 08:12 م

 

الوقف الخيرى مشروع استثمارى حث عليه الإسلام لتحصين الفرد والمجتمع ضد آفات الفقر والعوز والخصاصة لتظل أركان الدولة متينة لا تزعزعها الأحداث الحياتية فتعيش تحت غطاء الأمن والأمان ، ولذلك كانت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالتصديق على إنشاء صندوق الوقف الخيرى لإحياء سنة نبوية تسهم فى روافد بناء وتنمية مشروعات مؤسسات الدولة فضلاً عن مجالات البر المتعددة ، ولكى يؤتى الوقف الخيرى ثماره فلابد من الاهتمام بجناحيه وهما المال للدعم والإنسان للتطوير ليبقى الوقف حياً حتى لو مات صاحبه فيجنى خيره إلى يوم الساعة لأنه أسهم فى إحياء البلاد بتحويل جزء من أمواله للانتفاع العام جيلاً بعد جيل ، واستمراراً لعطاء الوقف يأتى دور الإنسان لتطويره باستخدام التقنية الحديثة ليتكيف الوقف مع العصر بلمسات تزيد أرباحه حتى لا يبقى على ماهيته الكلاسيكية ، وهذه إطلالة دينية للشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى للتعريف بالوقف الخيرى ومشروعيته وثماره وأنواعه.

يقول: الوقف الخيرى عمل مشروع أمر به الإسلام ، وسنة نبوية واجبة على القادرين لقوله تعالى:» وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وقوله صلى الله عليه وسلم:( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وهو من أشكال الصدقة الجارية المستحبة التى يتضاعف أجرها قال تعالى: «إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم»، وورد أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أصاب أرضاً بخيبر وكانت أحب ماله إليه فأرسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله ما يصنع بها؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها ، فتصدق بها عمر بن الخطاب ، أى أوقفها فى سبيل الله ، فالوقف الخيرى حبس الأصل وتسبيل المنفعة  ، أما الوقف الأهلى فيكون مقصوراً على انتفاع الأهل والذرية  .

ويضيف : أجمع العلماء على أنه ما كان عموم نفعه يشمل العامة فى كل زمان ومكان هو أفضل أنواع الوقف ،وعندما يتحرى صاحب الوقف موطن النفع حسب احتياج المجتمع حوله من سد احتياجات الأفراد وتحقيق مصلحة الأمة بدعم تطويرها ورقيها ، ومن صور الوقف الخيرى الأصول كالعقارات والأراضى لبناء المساجد والمستشفيات والمدارس والمكتبات والمراكز البحثية والعلمية والدوائية والبنية التحتية ومساكن الفقراء والمحتاجين والمزارع والآبار وما يكون لمنافع الحيوان والطيور وغيرها .

ويستطيع غير القادر المساهمة فى مشروع الوقف الخيرى بوقته كالطبيب والمدرس والعامل للوفاء باحتياجات كثير من فئات المجتمع العاجزة عن إشباع حاجتها وذلك بدون مقابل مما يخفف العبء عن ميزانية الدولة خاصة وقت الأزمات، وكل هذه المبادرات الخيرية تحقق التكافل الاجتماعى وتشغيل الطاقات المعطلة والاستثمارات ومساندة حالات العوز المختلفة. ويؤكد: ينعقد الوقف الخيرى بالقول صراحة أو كناية لو قال الواقف: وقفت أو حبست أو تصدقت ويتلفظ بما يرغب التصدق به ، أو بالفعل الدال على الوقف مثل شراء الأرض والبناء عليها لغرض خيرى يسميه مع وجود النية فى الحالتين أنها فى سبيل الله .

ويشترط لصحة الوقف الخيرى أن يكون الواقف مسلماً حراً عاقلاً بالغاً مالكاً رشيداً ويكون الوقف مؤبداً سواء فى شكل عقار أو منقولات أو مصاحف وكتب أو سلاح أو حيوان ، ولا يجوز التصرف فى الوقف بالبيع أوالهبة أو نحوهما ولا الرجوع فيه ، وللواقف حق الانتفاع من وقفه الخيرى كأحد عموم المنتفعين مثل وقف  مسجد فله أن يصلى فيه أو مقبرة فله أن يدفن فيها أو حفر بئر فله أن يستسقى منه.

وتابع: ثمرات مجالات الوقف واسعة ينال المسلم بها الأجر والثواب الذى يبقى إلى يوم الدين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، فالوقف يظل محبوساً فى حوزة الدولة تشرف عليه لتحميه من الفساد وتستثمره فى مختلف الأوجه النافعة وتوجه إيراداته إلى المكان المناسب الموقوف له، ويضيف: هذا العصر يستدعى من القائمين على الأوقاف حماية خاصة لها تعد من  فروض الكفاية  مثل ما تقوم به وزارة الأوقاف حالياً  باسترداد ما تم استغلاله بدون وجه حق وتقوم بصيانته ليستمر عطائه باستخدام التقنية الحديثة .

وتحفيز الناس من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى للمساهمة فى مبادرات الخير بإيضاح العوائد الإيمانية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية التى يجنيها الفرد والمجتمع ، وتسهيل عرض الفرص الوقفية وتذليل العقبات أمام راغبى فعل الخير قال تعالى:» وأنفقوا من ما رزقنكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول ربِ لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين». 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة